Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

5 آلاف كوكب سيار خارج المجموعة الشمسية

المجموعة الأخيرة منها شملت 65 من الأجرام الكونية لكن عددها لم يتخط الألف في 2009

تصور فني عن كواكب خارج المجموعة الشمسية تدور حول نجوم بعيدة (غيتي)

أكثر من خمسة آلاف عالَم فضائي، بل خمسة آلاف وخمسة عوالم على وجه الدقة. إنها الحصيلة الرسمية الأحدث للكواكب السيارة المؤكدة الموجودة خارج نطاق المجموعة الشمسية، التي تشكل عوالم أخرى تدور حول شموس بعيدة. [النجوم هي شموس، وهنالك أنواع كثيرة منها]

إنها عوالم فضائية شبيهة بالأرض، وأخرى أشبه بالكوكب السيار المشتري، وعوالم غرائبية وكابوسية تتحدى قدرة الخيال، يمثل تنوعها الواسع هذا وأعدادها الكبيرة تأكيداً على أن الكواكب سمة مشتركة في الكون، وليست نادرة الوجود. يعتقد العلماء أن المجرة التي ينتمي إليها كوكبنا (درب التبانة) ربما تستضيف في المجمل مئات المليارات من الكواكب الواقعة خارج النظام الشمسي. بالتالي، من الممكن أن بعضاً من تلك المليارات من العوالم الفضائية يحتضن أشكالاً من الحياة.

الاثنين الماضي، أصبح عدد الكواكب المؤكدة المتمركزة خارج نطاق النظام الشمسي خمسة آلاف كوكب، بعدما أضيفت المجموعة الأحدث المؤلفة من 65 كوكباً واقعاً خارج المجموعة الشمسية إلى أرشيف وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" الخاص بتلك العوالم الفضائية.

في الحقيقة، لسنا إزاء "مجرد رقم، فكل كوكب من المجموعة المكتشفة يمثل عالماً جديداً، وكوكباً جديداً تماماً"، بحسب جيسي كريستيانسن، المسؤولة العلمية المشرفة على أرشيف الكواكب الواقعة خارج المجموعة الشمسية وواحدة من العلماء في "معهد ناسا لعلوم الكواكب الخارجية" في "معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا"، معربة عن شعورها بالحماسة "تجاه كل واحد من تلك الكواكب لأننا لا نعرف أي شيء عنها بعد".

يعود اكتشاف الكواكب المؤكدة الأولى المتمركزة خارج النظام الشمسي إلى عام 1992، حينما رُصدت في غير المكان الذي يفترض أن تكون فيه، إذ كانت تدور حول نوع من النجوم النيوترونية، وهي أجرام سماوية تمثل بقايا كثيفة ناتجة من انهيار نجم عملاق، وتنبض بومضات قوية من الإشعاع. آنذاك، سرعان ما أدرك ألكساندر فولشتان، أحد علماء الفلك وراء الاكتشاف، وبروفيسور في "جامعة ولاية بنسلفانيا" حاضراً، أن مثل هذا الاكتشاف يعني ضمناً وجود مزيد من الكواكب خارج النظام الشمسي تنتظر العثور عليها.

في تصريح أدلى به في هذا الشأن، أشار فولشتان إلى أن "عثورك على كواكب حول نجم نيوتروني، يؤشر بالضرورة إلى وجود الكواكب في كل مكان تقريباً. لا بد من أن عملية إنتاج الكواكب شديدة القوة في أرجاء الكون".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتذكيراً، لقد تحقق الاكتشاف الذي شارك فيه الدكتور فولشتان، واكتشافات أولى أخرى لكواكب خارج المجموعة الشمسية، عبر انكباب علماء فلك على مراقبة نجوم بعيدة بغية رصد "التذبذب" [في ضوء النجم/ الشمس الذي يدور الكوكب حوله] الذي يمثل إشارة دالة، إذ تنتجه جاذبية الكواكب التي تدور حولها. [يحدث التذبذب لأن الكوكب أو الكواكب التي تدور حول نجم ما، تؤثر في حركتها على الضوء الذي يأتي إلينا من النجم/ الشمس الذي يدور الكوكب/الكواكب حوله].

لقد انطلق اكتشاف الكواكب الموجودة خارج النظام الشمسي فعلاً مع ظهور طريقة العبور الفلكي، إذ يستخدم علماء الفلك تليسكوبات فضائية لمراقبة سطوع النجوم طوال فترة من الزمن علهم يرصدون أي حالات خفوت في سطوعها نتيجة مرور كواكب حول النجوم وحجبها مؤقتاً بعضاً من ضوئها. لقد كانت هذه طريقة البحث عن كواكب خارج المجموعة الشمسية التي اعتمدها تليسكوب "ناسا" الفضائي "كبلر" المتوقف عن العمل الآن، الذي اكتشف ما يزيد على ألفين و600 كوكب خارج المجموعة الشمسية في الفترة الممتدة بين إطلاقه في 2009 والاستغناء عن جهوده في 2018.

عند إطلاق "كبلر"، لم يتعد مجموع تلك العوالم الفضائية القابعة خارج المجموعة الشمسية المعروفة بالنسبة إلى العلماء، الألف كوكب.

بيد أن الكواكب البالغ عددها خمسة آلاف الموجودة في أرشيف "ناسا" منذ الاثنين الماضي بوصفها عوالم فضائية خارج النظام الشمسي، ستستمر على الأرجح في الازدياد بوتيرة مطردة نظراً إلى أن علماء الفلك يستخدمون أدوات وطرقاً أكثر حداثة لاكتشاف تلك العوالم البعيدة وتقصي أسرارها.

لقد رصد "القمر الصناعي الاستقصائي للكواكب العابرة الموجودة خارج المجموعة الشمسية"، أو "تيس" اختصاراً، التابع لوكالة الفضاء "ناسا"، ما يربو على ألفي كوكب خارج النظام الشمسي منذ إطلاقه في 2018. ومن المتوقع أن يصار إلى اكتشاف مزيد من تلك العوالم بواسطة "التليسكوب الفضائي نانسي غريس رومان"Nancy Grace Roman Space Telescope التابع للوكالة نفسها، المقرر إطلاقه في 2027، فضلاً عن "الاستشعار عن بعد بواسطة الأشعة تحت الحمراء للكشف عن الغلاف الجوي للكواكب خارج المجموعة الشمسية"، أو "أريل" Ariel اختصاراً، التابع لـ"وكالة الفضاء الأوروبية"، المنتظر إطلاقه في 2029.

واستطراداً، سيعكف التليسكوب الفضائي "جيمس ويب"، الموجود فعلاً في الفضاء الخارجي ويخوض المراحل النهائية من الاختبارات وعمليات المعايرة قبل شروعه في مهمته العلمية هذا الصيف، على تقريب صورة العوالم الكثيرة جداً التي اكتشفتها التليسكوبات الأخرى. وباستخدام أجهزته القوية البصرية منها والعاملة بالأشعة تحت الحمراء، سيساعد "ويب" العلماء على قياس وفك رموز الغلاف الجوي للكواكب الكائنة بعيداً خارج النظام الشمسي، ومعرفة أي منها قد يكون صالحاً لأشكال الحياة كما نعرفها، أو ربما حتى يؤوي أشكالاً حية.

من وجهة نظر الدكتور فولشتان، يبدو "محتوماً أننا سنجد شكلاً من الحياة في مكان ما، وسيكون على الأرجح شكلاً بدائياً".

 

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 23 مارس 2022

© The Independent

المزيد من علوم