Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف ستتلقى المليشيات العراقية الموالية لإيران "رسائل" جلسة البرلمان؟

ظهور الأمين العام لـ "كتائب حزب الله" في اجتماع قادة "الإطار التنسيقي" يؤشر إلى تهديد للتحالف الثلاثي

يتحدث مقتدى الصدر عن اقتراب تحالفه من حسم غالبية الثلثين داخل البرلمان (أ ف ب)

يترقب العراقيون بحذر ما ستفضي له جلسة البرلمان، الجارية اليوم السبت 26 مارس (أذار)، وإذا ما كان سيتمكن التحالف الثلاثي المكون من الكتلة الصدرية و"الحزب الديمقراطي الكردستاني" و"تحالف السيادة"، من الحصول على أغلبية الثلثين في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، أم يتمكن "الإطار التنسيقي" من الحصول على الثلث المعطل.

ومع حديث زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن اقتراب تحالفه من حسم غالبية الثلثين داخل البرلمان، تتزايد التساؤلات بشأن مسارات التصعيد المحتملة التي ستتخذها قوى الإطار التنسيقي للقوى الشيعية (التحالف الذي يضم الكتل والمليشيات الموالية لإيران).

سيناريو "الأغلبية الوطنية" ومسارات التصعيد

لطالما استخدمت الجماعات الموالية لإيران التصعيد إزاء أي محاولات لاستبعادها عن المشهد السياسي، فيما استمرت قيادات وازنة داخل "الإطار التنسيقي" بالتحذير من "حرب شيعية - شيعية" و"توترات أمنية" في حال حصول سيناريو كهذا.

وإضافة إلى تلك التحذيرات، عادت التيارات الموالية لإيران إلى استخدام اللغة الطائفية في محاولة للتأثير في التحالف الثلاثي، إذ اعتبرت ما يجري من محاولات التحالف الثلاثي تشكيل "أغلبية سياسية" على أنه إقصاء للمكون الشيعي، فيما وصف أعضاء في الإطار التنسيقي التحالف على أنه يمثل "مشروعاً خارجياً".

ورد الصدر على تلك الاتهامات بالقول "إن كان ثلثكم المعطل شيعياً خالصاً فطالبونا بأن يكون التحالف الأكبر شيعياً خالصاً".

وأضاف في تغريدة على "تويتر"، "وهيهات لكم وإلا فليبق (ثلثكم المعطل وطنياً) وتحالفنا وطنياً".

وفي حال نجاح التحالف الثلاثي من عبور جلسة 26 مارس الخاصة بالتصويت على رئيس الجمهورية، ستكون تلك هي المرة الأولى التي لا يتم فيها الركون إلى "البيت الشيعي" في تشكيل الحكومة العراقية، وهو الأمر الذي وصفه الإطار التنسيقي بأنه "إقصاء للمكون الشيعي"، على الرغم من وجود التيار الصدري ككتلة أكبر داخل التحالف.

ويقول رئيس مركز "التفكير السياسي" إحسان الشمري، إن التلويح بالخيار الأمني بالنسبة إلى المليشيات الموالية لإيران بات "واقع حال"، خصوصاً بعد الحديث المتكرر من قادة تلك المليشيات عن "أثمان باهظة سيدفعها من يعمل على إقصاء المكون الشيعي وإيجاد نسق جديد يبتعد عن العرف السائد في إدارة الدولة".

وفي حال نجاح "سيناريو الأغلبية الوطنية"، فإن "الاحتمالات كلها ستكون مطروحة"، بحسب الشمري، الذي يشير إلى أن "قوى الإطار التنسيقي ستستخدم كل المسارات لتقويض هذا المشروع".

الرسالة في ظهور زعيم "كتائب حزب الله"

ويرى مراقبون أن ظهور الأمين العام لمليشيا "كتائب حزب الله" أبو حسين الحميداوي في الاجتماع الأخير لـ"الإطار التنسيقي للقوى الشيعية"، مثل رسالة تهديد مباشرة للتحالف الثلاثي وتحديداً التيار الصدري بأن قوى الإطار لن تتوانى عن استخدام التصعيد المسلح في حال استبعادها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولا يبدو أن التلويح بالحميداوي بات ذا قيمة في التأثير في مسارات التحالف الثلاثي، خصوصاً بعد ما استخدمت طهران الحد الأقصى من الضغوط من خلال استهداف مدينة أربيل بالصواريخ الباليستية، إلا أنه لم يسهم في تغيير مواقف قوى التحالف الثلاثي.

ويرى الشمري، أن ظهور الحميداوي في الاجتماع مثل رسالة مباشرة إلى الصدر وشركائه مفادها أن "الأمر لن يتوقف عند الواجهات السياسية، بل إن الخيارات كلها ستكون حاضرة"، مستبعداً أن تؤثر تلك الرسائل على خيارات التحالف الثلاثي.

ويختم الشمري، أن طهران أرادت أن تقول من خلال الضربات الباليستية إنها "حاضرة على مستوى القرار السياسي، وأي محاولة لتجاوزها وتقويض نفوذها ستتم مواجهتها بشكل مباشر".

في المقابل، رفض "تحالف الفتح"، اعتبار حضور الحميداوي اجتماع زعماء الإطار التنسيقي "رسالة تهديد" لزعيم التيار الصدري.

وقال القيادي في التحالف حامد الموسوي، في تصريحات متلفزة، إن "الإطار يضم بعض الأطراف التي شاركت في الانتخابات، ومنها قوى من كتائب حزب الله التي حصدت 100 ألف صوت، بالتالي فإن مشاركة الأمين العام لكتائب حزب الله تعد تقديراً لتلك الأصوات".

وأضاف الموسوي، أن "إشراك الحميداوي يهدف إلى تشارك الآراء حول المرحلة المقبلة"، نافياً أن يكون ظهور الحميداوي تلويحاً بالسلاح في وجه الصدر.

طهران مصدر قرار التصعيد المقبل

على الرغم من التوقعات بإثارة الميليشيات الموالية لإيران توترات في حال استبعادها من المشهد السياسي، تبدو خياراتها محدودة في الفترة الحالية، خصوصاً بعد القصف الإيراني لمدينة أربيل في إقليم كردستان، وهو الأمر الذي أعطى انطباعاً بأن طهران شعرت بعجز حلفائها ما دفعها إلى التدخل بشكل مباشر.

ويعتقد مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منقذ داغر أن التوترات في العراق ستكون مرتبطة بشكل رئيس بالمفاوضات النووية مع إيران.

ويضيف في حديث لـ"اندبندنت عربية" أن "تصعيد أو تهدئة المواقف يرتبط بشكل أساس بالتفاهمات الإيرانية الأميركية قبل الشأن العراقي الداخلي".

ويختم أن ظهور الأمين العام لـ"كتائب حزب الله" في اجتماع الإطار التنسيقي "لن يكون له تأثير في مستويات التصعيد ما لم تقرر طهران ذلك".

خيارات تصعيد خارجية

وبعد استهداف "الحرس الثوري الإيراني" مدينة أربيل بـ 12 صاروخاً باليستياً، لم تعد خيارات التصعيد في العراق مقتصرة على أنشطة الميليشيات الموالية لإيران، حيث يرى مراقبون أن طهران خلقت شكلاً جديداً من أشكال التصعيد ربما يكون حاضراً خلال الفترة المقبلة باستخدام ذريعة "التواجد الإسرائيلي".

في المقابل، يرى الكاتب بسام القزويني أن "شكل الخيارات الداخلية بما يتعلق بالتصعيد يعتمد على تحقيق نصاب الجلسة البرلمانية"، مبيناً أن احتمالات التصعيد من قبل القوى الداخلية قد تسبقها "خيارات خارجية كما جرى من توجيه ضربات صاروخية إيرانية صوب أربيل، خصوصاً مع حديث طهران عن مواقع إضافية محتملة الاستهداف".

ويضيف أن حضور الحميداوي اجتماعات الإطار التنسيقي ليس الأول من نوعه، إلا أن القوى الموالية لإيران حاولت تصدير الأمر على أنه بمثابة "الخروج من حالة الانتظار إلى حالة الاستعداد".

ويتابع أن بعض قوى "الإطار التنسيقي" لا تمتلك أذرعاً ميدانية، بالتالي قد تتمسك هذه القوى بموقف سياسي فقط، فيما تمتلك القوى الأخرى خيارات عديدة منها "الاحتجاجات وتكثيف الضربات على المصالح الدولية بغية إحراج حكومة التحالف الثلاثي أمام المجتمع الدولي".

وتبقى كل السيناريوهات متوقفة على مصير جلسة البرلمان الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية، وإذا ما كانت أطراف "الأغلبية الوطنية" قادرة على حسمها بعيداً من تأثيرات التيارات الموالية لإيران.

المزيد من العالم العربي