Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عائلات إسرائيلية تهاجر من مستوطنات غلاف غزة... ماذا تغير؟

تسعى تل أبيب إلى تعزيز وجود السكان في الغلاف على الرغم من الوضع الأمني

نتيجة توتّر الوضع الأمني بين غزّة وإسرائيل، وارتفاع ملحوظ لجولات التصعيد العسكري بين الطرفين، تعرّضت مستوطنات غلاف غزّة إلى سلسلةٍ من الرشقات الصاروخية التي أُطلقت من القطاع صوب إسرائيل، ما أدى إلى حالة من الهلع والخوف لدى سكان هذه المستوطنات. وارتفاع منسوب التوتّر الأمني في مستوطنات غلاف غزّة، دفع عدداً من العائلات القاطنة هناك لإعلان نيتها في مغادرة أماكن سكنها، والهجرة إلى أيّ مكانٍ آخر، أكثر أمناً واستقراراً حيث تستطيع العيش فيه من دون مخاطر تُحدق بها مع كل جولة تصعيدٍ عسكريٍ بين غزّة وإسرائيل.


الهجرة من غلاف غزّة

وأعلن أكثر من 10 عائلات إسرائيلية من سكان مستوطنات غلاف غزّة في المجلس الإقليمي "شاعر هنيغف" أنّها تعتزم مغادرة المنطقة خلال الأيّام المقبلة، بعد قدومها إلى مستوطنات الغلاف لفترة تكيّف وتأقلم مع الحياة، قبل عام، وأرجعت أسباب الهجرة التي تنوي القيام بها، إلى أنّها عاشت جولات عدة من التصعيد العسكريّ مع غزّة، وتعرضت لرشقات صاروخية عدة قريبة منها، ما جعلها غير راغبة في البقاء في مستوطنات الغلاف. 
وغلاف غزّة يتكوّن من ثلاثة مجالس إقليمية إسرائيلية وهي، "مجلس أشكول" على مساحة 380 كيلومتراً مربعاً، ويسكنه أكثر من 13 ألف مستوطن، يعيشون في 32 مستوطنة، والثاني "مجلس أشكلون" ويقع على 168 دونماً، ويعيش فيه حوالى 17 ألف إسرائيلي على أربع مستوطنات، والثالث مجلس شاعر هنيغف، ويمتد لمساحة 180 دونماً، وفيه 11 مستوطنة، يعيش فيها أكثر من سبعة آلاف مستوطن.



اليهود الشرقيون

وبعد البحث تبيّن مع "اندبندنت عربية" أنّ هذه العائلات التي تنوي الهجرة، تحمل الديانة اليهودية، وجزء منها كان يسكن مدناً إسرائيلية وضعها الاقتصادي صعب، وعدد منهم من الوافدين إلى إسرائيل من يهود الدول العربية وأثيوبيا، وجميعهم من اليهود الشرقيين.
ووافقت هذه العائلات على العيش في مستوطنات غلاف غزّة، بعد تقديم الحكومة الإسرائيلية عدداً من العروض والمغريات للعيش بمحاذاة القطاع، ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تعزيز عدد سكان مستوطنات الغلاف للحفاظ على التوزيع الديموغرافي لإسرائيل.
وعادة ما تعمل الحكومة الإسرائيلية على تقديم عدد من العروض والمغريات في مستوطنات غلاف غزّة لليهود الشرقيين من أجل جذبهم للسكن في تلك المنطقة، وبحسب البحث، فإنّ هذه الفئة من اليهود ينظر إليها داخل المجتمع الإسرائيلي بعنصرية، ولتجنب المشاكل المجتمعية، تحاول إسرائيل نقل هؤلاء إلى مستوطنات الغلاف، إلى جانب تعزيز المنطقة بالسكان.
ومن المتوقع أنّ تهاجر هذه العائلات إلى مدن التطوير في إسرائيل، أو إلى مستوطنات الضفة الغربية إذا وفّرت لها الحكومة الإسرائيلية عروضاً ومغريات للعيش هناك، أو إلى مناطق إسرائيل التي احتلتها عام 1948.

انتقادات لـ "مستر الأمن"

يقول المتخصّص في الشأن الإسرائيليّ عاهد فروانة إنّ طلب عائلات إسرائيلية الهجرة من مستوطنات غلاف غزّة، يكسر لقب "مستر أمن" عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يرسم لنفسه صورة من حقّق الأمن لمستوطنات الغلاف إلى جانب إسرائيل ككل. ويضيف فروانة "حالة التوتر بين إسرائيل والقطاع تنعكس على نمط المعيشة في مستوطنات غلاف غزّة، وهو ما يدفع السكان هناك إلى التذمر والغضب، ما يشكل حالة من الضغط على نتنياهو الذي يتحسّس من الوضع الأمني". وحول مدى انعكاس ذلك، يوضح فروانة أنّها المرّة الأولى التي يطلب المستوطنون فيها الهجرة، ما يعني أنّ انتقادات حادة سيتعرض لها نتنياهو لعدم مقدرته على الحفاظ على الأمن في غلاف غزّة، وعادة ما يكون ملف الأمن الأهم بالنسبة إلى سكان المناطق هناك.



طلب هجرة وإخلاء المنطقة

لم تكن هذه المرّة الأولى التي يُعبر فيها الإسرائيليون عن غضبهم، ولكنها كانت الأشد في طلبهم الهجرة، وسبقها أن خرجت مسيرات حاشدة في مستوطنات غلاف غزّة، رُفعت فيها شعارات تطالب نتنياهو بتوفير الأمن، وشهد الغلاف حرق إطارات مطاطية في المستوطنات كخطوة تعبير غاضبة لعدم وجود استقرار في المنطقة.
ويدور الحديث على لسان قيادات إسرائيلية أنها تنوي إخلاء مستوطنات غلاف غزّة في أيّ جولة تصعيد عسكري مقبلة، ما يكشف أنّ الأوضاع الأمنية متوترة وغير ثابتة، ويعكس أن نتنياهو فعلياً لم يتمكن من ضبط الحدود مع القطاع.



مؤشرات تغيّر الوضع الأمني

وعند البحث عن حقيقة الوضع الأمني، فإنّ ثمّة مؤشرات تدل إلى أنّه في أسوأ أوقاته، الأوّل تطوُّر منظومة الصواريخ لدى الفصائل الفلسطينية في ساحة غزّة، الأمر الذي أدى إلى سقوط عشرات الصواريخ على المستوطنات المحاذية للقطاع، وتضرّر عدد منازل المستوطنين منها، وإصابة مستوطنين بحالات من الهلع الخطير. والثاني، استخدام الأدوات الخشنة (البالونات الحارقة، وإشعال الإطارات المطاطية، قصّ السلك الحدودي، واجتياز الحدود لأكثر من مرّة) ضمن فعليات مسيرة العودة، والتي كان لها الأثر الأكبر في حرق الأحراش الإسرائيلية ومنازل بعض المستوطنين، ودفع عدد سكان غلاف غزّة إلى تغيير أمكان سكناهم. والثالث، التهديدات التي كان يطلقها الناطقون باسم الأجنحة العسكرية للفصائل بأنها مستعدة لضرب المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع بعشرات آلاف الصواريخ البعيدة المدى وذات المفعول القوي، وهو ما شكّل حالة من الخوف، ودفع للهجرة.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط