Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا حظرت فيلما عن ستالين في سابقة منذ سقوط الاتحاد السوفياتي

أثار قرار حظر فيلم "موت ستالين" المخاوف حيال عودة الرقابة وتمجيد ذكرى أحد طغاة التاريخ

"هل لا تزال السلطات الروسية تحسب أن ستالين على قيد الحياة؟" (يوتيوب)

شارك الكاتب فلاديمير فوينوفيتش منشوراً على "فيسبوك"، قال فيه: "حُظر الفيلم الكوميدي ​​موت ستالين The Death of Stalin ... لأنه بالنسبة لأولئك الذين حظروه- لا يزال ستالين على قيد الحياة- وهذا [ما تقدم] ليس دعابة".

وكانت وزارة الثقافة الروسية اتخذت قراراً مثيراً في اللحظة الأخيرة بسحب رخصة عرض فيلم الكوميديا السوداء للمخرج أرماندو إيانوتشي. أثار هذا القرار- وهو الأول من نوعه في روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي- مخاوف حيال عودة الرقابة وتمجيد ذكرى أحد طغاة التاريخ.

لكن يبدو أن هناك خفايا لهذه القصة أكثر مما يظهر للوهلة الأولى. ربما لا يمكننا أن نفهم تماماً الآلية التي اعتمدتها الوزارة في قرارها بأن الفيلم غير مناسب للعرض في دور السينما، بعد أسابيع قليلة من إصدار ترخيص له. لكن عندما نبحث ما بين السطور عند قراءة المواقف الرسمية المشوشة في كثير من الأحيان، يبدو أن العديد من السياقات لعبت دوراً في القرار: الأعمال التجارية والسياسة والكرامة الجريحة وربما حتى عدم القدرة على المنافسة. وقد يكون هناك دور حاسم أيضاً لتراجع الوزارة، أخيراً، عن قرار تأجيل عرض فيلم ’بادينغتون2’ Paddington 2 - لتعطي الأولوية لفيلم روسي كان سيطرح للعرض في اليوم نفسه.

وبدا على الأقل أن بعض ردود الفعل المحافظة كانت حقيقية بقدر ما كانت محقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قال المخرج السينمائي الشهير فلاديمير بورتكو، أحد الموقعين على إعلان الحظر، إن الفيلم كان "مقيتاً للغاية". وقال إن السبب الوحيد لإنتاجه هو تشويه سمعة الحزب الشيوعي، مضيفاً: "لسبب ما يقولون إنه فيلم كوميدي... هناك كراهية شديدة في هذا الفيلم. لن يُعرض".

ومن الموقعين البارزين الآخرين على الرسالة المخرج الحائز على جائزة الأوسكار نيكيتا ميخالكوف، وهو أحد أصدقاء الرئيس بوتين. زعم ميخالكوف أن الفيلم "افتقر إلى المهنية"- من التمثيل إلى التصوير. وقال، "إنه ليس فيلماً بقدر ما هو تجربة تأملية لا تستحق المناقشة".

ووصف بافيل بوزيغيلو، عضو المجلس الاستشاري بوزارة الثقافة ، الفيلم بأنه "يسيء إلى المقدسات". وقال: "ليس علينا أن نكون دولة من المازوخيين... هذه إهانة لرموزنا الوطنية. يُستخدم نشيدنا الوطني في المقطع الترويجي للفيلم وتصور رموز الحرب العظماء الروس كأغبياء... لم أجد كلمة ألطف لتوصيف ذلك".

وقالت ناديجدا عثمانوفا، رئيسة قسم المعلومات في الجمعية التاريخية العسكرية الروسية، إن الفيلم كان "حقيراً ومثيراً للاشمئزاز ومهيناً". ترتبط مجموعة عثمانوفا ارتباطاً وثيقاً بوزير الثقافة المثير للجدل فلاديمير ميدينسكي، ونظمت عروضاً سرية للفيلم أدت إلى حظره.

ميدينسكي المثير للجدل والذي يسوّق نفسه كمؤرخ وطني، كتب عدة كتب عن "الأساطير الغربية" عن روسيا. وبطريقة أثارت استياء الليبراليين كثيراً، تمكن من ترك تأثير هائل في الفنون الروسية خلال ست سنوات أمضاها في السلطة. أثناء ولايته، اشتهرت وزارته بتدخلات النشطاء في الثقافة وتمويل الأفلام الوطنية والمعارض.

في نوفمبر (تشرين الثاني)، استبعد الوزير في البداية حظر فيلم إيانوتشي الساخر. وقال: "لدينا حرية تعبير هنا". وفي تفسير تراجعه عن هذا الكلام، قال ميدينسكي، إن سحب ترخيص الفيلم لم يكن رقابة في حد ذاته، ولكنه محاولة لوضع "حدود أخلاقية". وقال، إنه لا يمكن أن يكون من الصواب قرار طرح الفيلم في نفس يوم ذكرى الانتصار في ستالينغراد.

لكن من غير المرجح أن يكون الحظر مدفوعاً فقط باعتبارات وطنية والتضامن مجدداً مع ستالين. فوفقاً لرئيس مؤسسة سان بطرسبرغ للسياسة، ميخائيل فينوغرادوف، بدا أن القرار كان مبادرة محلية مدفوعة بالغضب إلى حد بعيد، وقال: "أرادت وزارة ميدينسكي إنقاذ بعض ماء الوجه بعد كارثة فيلم بادينغتون2، وأرادت إظهار أنها ما زالت قادرة على القيام بمهامها. كان فيلم ستالين الذريعة".

كما أن المنتج يفغيني جينديليس، العضو في لجنة الأوسكار الروسية، قدم تقييماً مشابهاً. وقال: "أجبر بادينغتون 2 الوزارة والقوى القومية المتطرفة الأخرى على القيام برد فعل مضاد... من ناحية، قرروا محاربة فيلم لا يحبونه. لكنهم من ناحية أخرى، يحاولون توسيع مفهوم ما هو مسموح، وما هو غير مسموح به. كان هذا أول مثال على الرقابة العلنية التي يحظرها الدستور".

وفقاً لجنديليس، لم يكن من المفترض أن يكون لقرارات الوزارة أي تأثير عملي. قائلاً: "إنه مثال كلاسيكي على مقولة كل ممنوع مرغوب- سيرغب الجميع الآن في مشاهدة الفيلم، في دور السينما أو في أي مكان آخر... لا، تدخل ميدينسكي رمزي وجزء من استراتيجية تشريع الحظر".

تقوم شركة واحدة هي "فولغا فيلم" بالترويج لـ"بادينغتون2" و"موت ستالين" في نفس الوقت. وقال ممثلون عن الشركة لـ"اندبندنت" إنها تتخذ "موقفاً مبدئياً" بعدم التعليق على القرار في الحالتين.

وادعت الإدارة الرئاسية أنها ظلت بعيدة عن عملية صنع القرار. وفي حديثه مع الصحافيين، قال الناطق باسم الرئاسة دميتري بيسكوف، إن القرار كان "من اختصاص وزارة الثقافة وخبرائها". بالطبع، من المحتمل أن الإدارة لعبت دوراً استشارياً داعماً بالكامل.

لكن موقف حكومة رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف كان مغايراً ومخالفاً. ونقلت صحيفة "فيدوموستي" عن مصدر حكومي لم تسمه قوله، إن قرار الوزارة "قوض كل الثقة في القطاع". وقال المصدر، إن رئيس الوزراء أمر بالفعل بإجراء تحقيق في كارثة فيلم "بادينغتون2 "، وإن التحقيق سيتوسع.

بدوره قال الناقد السينمائي والصحافي أنطون دولين لـ"اندبندنت"، إنه ليس من غير المعتاد أن ترسل الحكومة رسائل متضاربة. مضيفاً: "نلمس دائماً أن ثمة قطبين في الكرملين- قوات متنافسة تضايق إحداهما الأخرى... غالباً ما يشهد عالم الثقافة وحشاً بأكثر من رأس وقد يحدث هذا هنا".

أثار اللوم الواضح الموجه لوزير الثقافة في الصحافة الروسية احتمالاً آخر: أن ما حدث قد لا يكون الحلقة الأخيرة أو مجرد تراجع عن قرار سابق. هناك كثير من العروض التي ستُسحب من العديد من دور السينما في موسكو.

*نشرت "اندبندنت" هذا المقال في 24 يناير 2018

© The Independent

المزيد من متابعات