Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طلاب معوقون في بريطانيا "فكروا في ترك التعلم حضوريا أثناء الجائحة"

حصري: 23 في المئة فقط من الطلاب ذوي الإعاقة في المملكة المتحدة أكدوا تلقيهم الدعم اللازم أثناء الوباء

تحدث عدد من الطلاب المستجوبين عن أنه كان هناك عبء إداري ضخم على كاهل الأشخاص ذوي الإعاقة (غيتي)

كشف استطلاع أجري في المملكة المتحدة عن أن الطلاب المعوقين قد تركوا من دون دعم أثناء فترة الوباء، إلى حد أن فكر أكثر من نصف عددهم في ترك التعلم الحضوري بدوام كامل. وقد شمل البحث طلاباً من 69 جامعة بريطانية، إضافة إلى بعض مؤسسات التعليم العالي في البلاد.

وتبين من الدراسة أنه لم يحصل سوى 23.1 في المئة من الطلاب المعوقين على الدعم الذي يحتاجون إليه لمواجهة مفعول الوباء، إذ أكد كثيرون من الذين استطلعت آراؤهم، أنهم شعروا بأنهم "مهملون" و"مبعدون" و"منسيون" من جانب طاقم العاملين في جامعاتهم.

ويطالب ناشطون في مجال الدفاع عن حقوق المعوقين الجامعات بمواصلة اعتماد التدريس المدمج، الذي يجمع بين نظام التعليم الحضوري (وجهاً لوجه) والتعليم من بعد (من خلال تلقي المحاضرات إلكترونياً في منازلهم). وقال أحد الطلاب إنه "ما كان ينبغي انتظار حدوث جائحة حتى يصبح تحقيق بعض الأشياء ممكناً".

واستناداً إلى تحليل حديث، فإن الطلاب المعوقين حصلوا على مزايا بنسب متفاوتة عندما تحولت الجامعات إلى إعطاء المحاضرات عبر الإنترنت، وإلى طرح أنظمة جديدة من الاختبارات، لكن تم نسيانهم عندما تعلق الأمر بتقديم المساعدة الهادفة التي كان يتعين أن يتلقوها.

وجاء في تقرير عن نتائج البحث أن "الطلاب المعوقين كان يطالبون الجامعات على مدى أعوام بتوفير نسخ مسجلة للمحاضرات. وفجأة عندما حلت جائحة كوفيد، تم تطبيق ذلك، لأن الطلاب غير المعوقين باتوا في حاجة إليها".

الاستطلاع الذي أجرته منظمة "الطلاب المعوقون في المملكة المتحدة" Disabled Students UK  (منظمة تعنى بتعزيز مسؤولية الجامعات عن طلابها المعوقين وأمام قانون الإعاقة)، شمل 326 طالباً في 69 جامعة بريطانية، واستمر منذ بداية فبراير (شباط) حتى أواخر أبريل (نيسان) من عام 2021.

يشار إلى أن اعتماد تدابير جديدة للسلامة في مواجهة عدوى "كوفيد" داخل الحرم الجامعي في بريطانيا، كإنشاء أنظمة مرور ذات اتجاه واحد، وإلغاء مقاعد الجلوس حفاظاً على مسافة آمنة بين الأفراد، أوجد مشكلات للطلاب ذوي الإعاقة الذين يحاولون الوصول إلى مراكزهم التعليمية.

وأكد نحو 41 في المئة من الأفراد الذين جرى استجوابهم أنهم عانوا مصاعب، وأشار أكثر من نصف عدد المستجوبين إلى أن مخاوفهم لم يتم التعامل معها حتى بعد مرور عام على انتشار الوباء.

وفي الإجمال، قال نحو 57.2 في المئة من الطلاب ذوي الإعاقة الذين شملهم الاستطلاع إنهم يفكرون إما بترك جامعاتهم، أو بمقاطعة الدروس، أو التحول إلى التعلم بدوام جزئي بسبب الوباء. هذا المعدل يشابه نسبة الـ43 في المئة من الطلاب المعوقين الذين أبلغوا "معهد سياسة التعليم العالي" Higher Education Policy Institute (مركز أبحاث يعنى بتلقي جميع طلاب التعليم العالي، ويركز على طلاب الإثنيات وذوي الدخل المنخفض والمهمشين) بأنهم فكروا في ترك تعليمهم.

إحدى الطالبات التي اضطرت إلى المكوث في قاعات السكن الجامعي أثناء فترة تفشي الوباء، قالت للباحثين إنها لم تتلقَّ "أي دعم أو مساعدة أو معلومات". وأضافت أنه "فقط عندما عاد الطلاب إلى الصفوف في سبتمبر (أيلول)، تم وضع لافتات ومحطات تعقيم الأيدي. وقد شعرت بأنني وحيدة ومنسية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

طالب آخر قال هو أيضاً "شعرت بأنني متروك، كما لو أنني إحدى قطع الغيار في الجامعة، وأحسست بأنني في غربة عن دراستي، فيما تراجعت قدرتي على المشاركة والتعلم إلى المرتبة الثانية".

وتحدث عدد من الطلاب المستجوبين عن أنه كان هناك عبء إداري ضخم على كاهل الأشخاص ذوي الإعاقة، لجهة إثبات إعاقتهم والحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها. وقال أحدهم إنه اضطر إلى الاتصال بطاقم الجامعة "نحو خمس مرات للتمكن من الحصول على الدعم، على الرغم من أنني تحادثت معهم مرات عدة، وبعثت إليهم بأدلتي الطبية".

وأشار إلى أنه "تمت الاستجابة لطلبه فقط بعدما بعثت المسؤولة عن الفصل بنفسها، برسالة بريد إلكتروني إلى الفريق المتخصص بذوي الإعاقة في الجامعة".

وأكد في المقابل نحو 28 في المئة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع، أنهم اضطروا أثناء فترة الوباء، إلى تقديم مزيد من الأدلة على إعاقتهم، على الرغم من أنهم كانوا قد قاموا بتقديمها لإدارات جامعاتهم في وقت سابق.

وتحدث نحو 63 في المئة من الطلاب الذين حاولوا الحصول على دعم لإعاقتهم أثناء فترة الوباء، عن أن المسار قد تباطأ أو تم تعليقه، وارتفعت النسبة بشكل خاص بين الطلاب الدوليين والطلاب الوافدين من دول الاتحاد الأوروبي - لتصل إلى 73.5 في المئة.

ميت ويستاندر مؤسسة منظمة "الطلاب المعوقون في المملكة المتحدة" التي أجرت البحث، اعتبرت أن نتائج الاستطلاع قدمت "صورة دقيقة" عن تجارب هؤلاء الأفراد.

وأوضحت أن "معظم المنافع التي قدمت تمثلت في تأمين الجامعات أماكن إقامة لجميع الطلاب - وقد كان ذلك مفيداً للطلاب المعوقين من قبيل المصادفة. فهذه التغييرات لم تكن موجهة إليهم، إلا أنهم حظوا بموجبها على مزايا غير متناسبة. لكن في الوقت نفسه عندما ارتبط الأمر بتقديم دعم مباشر للطلاب المعوقين، فقد ظلوا خلال تلك المرحلة منسيين".

جيس أوثومسون ابنة الثلاثة والعشرين عاماً، وهي طالبة حقوق وناشطة في مجال الإعاقة في "جامعة كيمبريدج"، أفادت بأن أهدافاً عدة كانت تناضل من أجلها وتسعى إلى تحقيقها، كالمحاضرات المسجلة، تحققت كلها فجأة بين ليلة وضحاها، عندما حل الوباء".

وقالت لـ"اندبندنت" إن "الوباء أجبر الناس على محاولة القيام بالأشياء بشكل مختلف. فأصبحت فجأة الصيغة المعتمدة في أنظمة الامتحانات أكثر مرونة، على سبيل المثال. لكن الكثير من القلق الذي ينتاب الطلاب ذوي الإعاقة في الوقت الراهن يرتبط بالخشية من أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه الحال قبل فترة الوباء".

ولوحظ من نتائج البحث أن نحو 84.5 في المئة من الطلاب المعوقين الذين شملهم الاستطلاع يميلون إلى الاستفادة من خيار الإبقاء على التعليم عبر الإنترنت، أو من بعد، بعد الوباء.

وتوضح الطالبة أوثومبسون أن كلية الحقوق أبقت على ممارسة امتحانات الكتاب المفتوح (طريقة تقييم للطالب تتيح له الاستعانة بالكتب وبالملاحظات التي دونها خلال الدراسة، أثناء الإجابة عن الأسئلة)، لكن قسمي العلوم والرياضيات عادا إلى نظام التعليم الحضوري والامتحانات العادية.

ولفتت إلى أن "أنواع الإعاقة المختلفة لديها احتياجات مختلفة. لذا، يتعين أن نحافظ على التنوع في طرق التعليم المتنوعة". ورأت أن بعض جوانب الوباء "زادت من صعوبة التحصيل التعليمي لبعض الطلاب ذوي الإعاقة"، وأعطت مثالاً على ذلك، عدم تمكنها من تغيير بيئتها، والانتقال إلى مقهى أو مكتبة، عندما كانت تعاني اضطراب نقص الانتباه المترافق مع فرط النشاط" ADHD (اضطراب مرتبط بالصحة العقلية، يتضمن مجموعة من المشكلات المستمرة كتشتت الانتباه، والإفراط في الحركة والسلوك الاندفاعي).

يذكر أن "اندبندنت" كانت قد نشرت تقريراً في يناير (كانون الثاني) الفائت عن أن الطلاب المعوقين في "جامعة شيفيلد" يتعرضون للتنمر والمضايقات والتمييز.

وكشفت وثائق من الجامعة عن أن هؤلاء الطلاب لم يتمكنوا من استخدام خطط الدعم المصممة لمساعدة بعض الطلاب المعوقين في صفوف التدريس، بينما كان بعض الموظفين من ذوي الإعاقة يشعرون بقلق كبير بلغ حد التفكير بالانتحار بسبب النقص في المساعدة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير