Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراجع عدد الطلاب الأوروبيين في جامعات بريطانيا بعد "بريكست"

وصل إلى 40 في المئة ومنصة إلكترونية تفسره بحال من عدم اليقين

اعتادت جامعات بريطانيا على غرار "كينغز كوليدج"، اهتمام طلبة عالميين بها (شاتر ستوك)

كشفت أرقام رسمية بريطانية أن جامعات المملكة المتحدة شهدت تراجعاً بحوالى 40 في المئة في عدد الطلبات المقدمة إليها من طلاب دول الاتحاد الأوروبي، منذ الخروج البريطاني من الكتلة الأوروبية.

وقد عزت "خدمة القبول في الجامعات والكليات" (يوكاس) Universities and Colleges Admissions Service (UCAS) [هيئة تؤمن للطلاب خدمة تقديم طلبات التسجيل والقبول في الجامعات والكليات البريطانية عبر موقعها الإلكتروني]، السبب في تراجع عدد الطلاب الوافدين من أوروبا العام الماضي إلى "حال عدم اليقين" التي أحدثتها مغادرة المملكة المتحدة للكتلة الأوروبية.

واستناداً إلى أحدث تقرير سنوي أصدرته خدمة "يوكاس"، فقد انخفض عدد الطلاب المتقدمين من دول الاتحاد الأوروبي إلى 31.670 في العام 2021، أي بتراجع يصل إلى 40 في المئة عن العام الذي سبقه.

في المقابل، هبط عدد طلاب الاتحاد الأوروبي الذين نالوا أماكن في الجامعات البريطانية، إلى 16.025، أي بانخفاض يصل إلى 50 في المئة.

وذكرت الهيئة في تقريرها أن "طلبات المتقدمين للالتحاق بالجامعات والطلاب المسجلين من دول الاتحاد الأوروبي تأثرت بمجموعة من العوامل تشمل حال عدم اليقين التي أحدثتها مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي، والتغييرات التي طرأت على ترتيبات دعم الطلاب".

وتشير آخر أرقام "خدمة القبول في الجامعات والكليات" البريطانية للسنة الدراسية 2022 إلى استمرار مفاعيل مرحلة ما بعد "بريكست"، فقد كان هناك أقل بقليل من 20.820 متقدم من دول الاتحاد الأوروبي، بتراجع 19 في المئة في مثل هذه المرحلة من العام الماضي.

في المقابل، شهدت مؤسسات التعليم العالي في بريطانيا ارتفاعاً بحوالى 48 في المئة في عدد الطلاب الأميركيين المتقدمين للتسجيل في الدورات التعليمية خلال العام الماضي.

وكذلك يظهر تقرير خدمة "يوكاس" أن الصين ما زالت "السوق" الأكبر للطلاب الدوليين متقدمة على الهند، لكن الولايات المتحدة حققت أكبر زيادة في عدد المتقدمين من أي دولة كبرى أخرى.

وفي الإجمال، ارتفع عدد المتقدمين من خارج دول الاتحاد الأوروبي إلى أكثر من 12 في المئة العام الماضي، ليسجل رقماً قياسياً بلغ 111.255.

وقد علق على تلك المعطيات كريم دوس مؤسس شركة "فافيسبروك" Favisbrook التي تساعد الطلاب في الولايات المتحدة على الحصول على تأشيرات لمتابعة الدراسة في الخارج. وصرح دوس لشبكة "بي بي سي" أن التحول الواضح من بريطانيا في اتجاه الولايات المتحدة، بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، جعلها وجهة أكثر جاذبية بالنسبة إلى بعض عملائه.

وفي هذا الإطار، لفت دوس إلى إن (بريطانيا) "تعد سوقاً متنامية بالنسبة إلينا، وقد لاحظنا بالتأكيد ارتفاعاً في طلبات الحصول على تأشيرات المملكة المتحدة من الجانب الأميركي"، لافتاً إلى أن الطلاب الأجانب "يتمتعون بمهارات عالية، ومهما طال بقاؤهم في الخارج فإنهم يسهمون في دعم الاقتصاد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتبين أحدث الأرقام عن سنة 2022 أن عدد المتقدمين من خارج دول الاتحاد الأوروبي مستمر في الارتفاع، مما يعني أن الأرقام الراهنة أعلى بحوالى خمسة في المئة.

في المقابل، ذكرت الرئيسة التنفيذية لـ "خدمة القبول في الجامعات والكليات" كلير مارشانت أنه "فيما كانت طلبات التسجيل مرنة للغاية طوال فترة الوباء، فإن الطلب القوي على الانخراط في مؤسساتنا التعليمية من الصين والهند وهونغ كونغ من شأنه أن يظهر الجاذبية الدائمة لجامعاتنا ذات المستوى العالمي [قدرتها على الاستقطاب]".

يأتي ذلك في الوقت الذي تردد فيه أن الخريجين سيضطرون إلى دفع مزيد من المال لسداد القروض الطلابية في المملكة المتحدة، وذكرت صحف أن الحكومة البريطانية مستعدة لخفض حد سداد تلك القروض من عتبة 27.295 جنيهاً استرلينياً (36 ألف دولار أميركي) سنوياً إلى 25 ألف جنيه استرليني (33 ألف دولار).

ومن المقرر نشر مراجعة "أوغار" التي طال انتظارها من الحكومة لتمويل التعليم العالي في إنجلترا هذا الأسبوع (أجراها وسيط الأسهم السابق فيليب أوغار في عهد رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي)، ويمكن أن تشهد إدخال ضوابط على عدد الطلاب كما على متطلبات الحد الأدنى للالتحاق بالنسبة إلى بعض المتقدمين لدخول الجامعات.

وفي السياق نفسه، أفادت وزارة التعليم البريطانية بأنه يجرى النظر في التدابير الهادفة إلى الحؤول دون " الدفع بالطلاب إلى التعليم العالي قبل أن يكونوا مستعدين له"، وتفادي "انفلات سوق المقررات ذات النوعية الرديئة ومنخفضة الكلفة من كل عقال [على غاربها]".

وكذلك رأى أستاذ الحراك الاجتماعي [حركة الأفراد أو العائلات أو المجموعات من خلال نظام التسلسل الهرمي الاجتماعي أو التقسيم الطبقي] في "جامعة إكستر" لي إليوت ميجور، أنه في حال تنفيذ الخطط "بشكل رديء" فإن ذلك سيحول دون التحاق التلامذة الأشد فقراً بالجامعات.

وأضاف، "إذا جرى تنفيذها [خطط الوزارة] بشكل عشوائي فسيؤدي ذلك فعلياً إلى حجب خيار التحصيل الجامعي بالنسبة إلى عدد كبير من الأطفال الأكثر فقراً، وقد أظهر بحثنا الصلة القوية المحبطة التي تربط بين الأداء الضعيف في اختبارات العمر الباكر، والفشل في النجاح في مواد اللغة الإنجليزية والرياضيات في الثانوية العامة في سن الـ 16".

 نشر في "اندبندنت" بتاريخ 23 فبراير (شباط) 2022

© The Independent

المزيد من تقارير