Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تشرع في بناء مستوطنة ستعزل القدس عن محيطها الفلسطيني

الحفريات بدأت في جنوب قرية بيت صفافا قبل أسابيع

بعد 20 عاماً من مصادرة إسرائيل أراضي "تلة الطيار" في قرية بيت صفافا بجنوب القدس، بدأت الجرافات أعمال الحفريات لإقامة مستوطنة "جفعات همتوس" فوق التلة المشرفة على القرية التي تحاصرها المستوطنات من جهاتها الأربع وتقطع أوصالها.

وكانت إسرائيل احتلت قرية بيت صفافا على مرحلتين، الأولى خلال عام 1948، فيما خضع الجزء الأكبر منها للأردن قبل أن تحتله إسرائيل عام 1967. وتحاصر المستوطنات القرية التي يعيش فيها أكثر من 17 ألف فلسطيني، وبعض تلك المستوطنات مقامة فوق أجزاء من القرية كمستوطنة غيلو المقامة في قسمها الأكبر فوق أراضي محافظة بيت لحم. 

وعلى تلة في خربة طباليا بقرية بيت صفافا تقع الأراضي التي بدأت إسرائيل بإقامة مستوطنة تضم 2500 وحدة استيطانية على مساحة مئة ألف متر مربع. وتعود تسمية "تل الطيار" إلى سقوط طيّار إسرائيلي بطائرته فوق التلة القريبة من خط الهدنة الذي أقرته معاهدة رودوس عام 1949 بين إسرائيل والأردن،

وبعد عام 1948 بنت إسرائيل جزءاً من مستوطنة "القطمون" ومستوطنة "بات" على أراضي القرية، إضافة إلى مستوطنة تل بيوت.

ومن شأن إكمال بناء مستوطنة "جفعات همتوس" ربط مستوطنات غيلو، وهار حوما، بمستوطنة تل بيوت، وهو ما يعزل جنوب الضفة الغربية عن القدس.

وخلال السنوات الماضية أقامت إسرائيل منازل متنقلة فوق أراضي تل المطار، قبل أن تبدأ منذ أسابيع بحفريات لبناء الوحدات الاستيطانية، وشق طريق  يصل إليها، بحسب ما رصدت "اندبندنت عربية".

"أملاك للغائبين"

وتحتوي تلك الأراضي الصخرية على مبانٍ مهدمة تعود للفلسطينيين الذين تركوها وغادروا القدس إثر احتلالها عام 1967. وتُصنّف إسرائيل تلك الأراضي بأنها "أملاك للغائبين"، ولذلك استولت عليها بموجب قانون خاص أقره الكنيست الإسرائيلي عام 1950.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتوصّل أهالي قرية بيت صفافا إلى اتفاق قبل سنوات مع إدارة بلدية القدس الإسرائيلية لإقامة 400 وحدة سكنية للفلسطينيين مقابل الموافقة على بناء وحدات للمستوطنين، لكن الإدارة الحالية للبلدية تراجعت عن ذلك، بحسب مختار القرية محمد عليان الذي أشار إلى أن إسرائيل تسعى إلى "ترحيل الفلسطينيين من القدس لتحقيق أغلبية يهودية فيها".

وأضاف عليان لـ"اندبندنت عربية": "سيعيش مستوطنون متطرفون في المستوطنة الجديدة"، معبراً عن "حزنه لاستيلاء إسرائيل على معظم أراضي القرية التي لم يبقَ منها إلا 150 ألف متربع مربع من أصل 450 ألف متر مربع".

وأوضح عليان، "المستوطنون لم يكتفوا بذلك، لكنهم نجحوا في الحصول على قرار من بلدية القدس الإسرائيلية لهدم القبة الذهبية لمسجد الرحمن في القرية".

الاستيطان يعرقل التسوية السلمية

وفي موقف مغاير لسياسة الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترمب، أعلن السفير الأميركي لدى إسرائيل توم نايدس، أنه "يعمل بشكل حثيث على وقف سياسة التوسع الاستيطاني"، ووصف تلك السياسة بـ"الغباء".

وأضاف نايدس، أن "الاستيطان يعرقل التسوية السلمية ضمن حل الدولتين"، لكنه أشار إلى "استحالة وقف البناء الاستيطاني كله".

وفي أواخر عام 2020 هاجم مستوطنون على رأسهم نائب رئيس بلدية القدس أرييه كينغ سفراء وممثلي الاتحاد الأوروبي خلال جولتهم في أراضي تل الطيار، للتعبير عن رفضهم نية إسرائيل إقامة مستوطنة فوقها.

وقال ممثل الاتحاد الأوروبي سفن كون فون بورغسدورف خلال جولته، إن إقامة المستوطنة "ستلحق ضرراً جسيماً باحتمالات قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافياً، وستهدد قابلية حل الدولتين بما يتماشى مع المعايير المتفق عليها دولياً بأن تكون القدس كعاصمة مستقبلية لدولتين".

وجدد بورغسدورف موقف الاتحاد الأوربي الذي يعتبر المستوطنات "غير شرعية بموجب القانون الدولي، وأن كل النشاط الاستيطاني يجب أن يتوقف"، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت تعهد "استمرار الاستيطان في الضفة الغربية، وأن تكون وتيرته كما كانت في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط