Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يقفز بأكثر من 4 في المئة مع تصاعد الحرب في أوكرانيا

خام برنت يرتفع للجلسة الثالثة معاوداً الصعود فوق 112 دولاراً

محطة وقود في بنما بوسط أميركا الجنوبية (أ ف ب)

قفزت أسعار النفط في أولى تعاملات الأسبوع، مواصلة مكاسبها للجلسة الثالثة على التوالي، مع صمود القوات الأوكرانية في مواجهة الهجمات الروسية العنيفة في الوقت الذي قال فيه منتجون رئيسيون للنفط إنهم يواجهون صعوبة في إنتاج حصصهم المقررة بموجب اتفاقية خاصة بالإمدادات ما زاد من مخاوف التجار بشأن إمكانية تعويض الإمدادات الروسية، إضافة إلى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. وبحلول الساعة 8:45 صباحاً بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم مايو (أيار) 2022، بنسبة 4.1 في المئة أو 4.40 دولار إلى 112.3 دولار للبرميل لتزيد من ارتفاعها 1.2 في المئة يوم الجمعة الماضي. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم شهر أبريل (نيسان) بنحو 4.46 دولار أو 4.3 في المئة إلى 109.25 دولار لتواصل ارتفاعها 1.7 في المئة في الجلسة السابقة.

وفي الأسبوع الماضي تراجعت أسعار الخام في ثاني تراجع أسبوعي على التوالي، حيث انخفض كلا الخامين القياسي والأميركي بنحو 4.2 في المئة لكل منهما.

وارتفعت الأسعار بعد أن قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين إنه لا توجد فرصة لاستسلام القوات في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة بشرق البلاد.

وعاد التركيز على ما إذا كان سيكون بوسع السوق تعويض الانتاج الروسي من النفط والذي تضرر من العقوبات مع عدم وجود أي علامة تذكر على تراجع الصراع.

تصاعد التوترات

وتلقت الأسعار دعماً إيجابياً من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، بعد أن هاجمت جماعة الحوثي في اليمن 6 مواقع على الأقل في السعودية في وقت متأخر من يوم السبت وصباح الأحد، بما في ذلك بعض المواقع التي تديرها شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية، حيث استهدفت الجماعة المدعومة من إيران مستودعاً للوقود في جازان جنوب غربي المملكة ومحطة للغاز الطبيعي في مدينة ينبع على البحر الأحمر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تسببت الهجمات في انخفاض مؤقت في الإنتاج في مشروع مشترك لمصفاة أرامكو السعودية في ينبع مما أثار قلقاً في سوق منتجات النفط المتوترة حيث تعد روسيا مورداً رئيسياً كما أن المخزونات العالمية في أدنى مستوياتها منذ عدة أعوام.

وقال جيفري هالي كبير محللي أواندا في مذكرة إن "هجوم الإرهابيين الحوثيين على محطة طاقة سعودية والتحذيرات من حدوث نقص في إنتاج أوبك وحظر نفطي محتمل من الاتحاد الأوروبي على روسيا أدت إلى ارتفاع أسعار النفط في آسيا".

وأضاف: "حتى لو انتهت حرب أوكرانيا غداً سيواجه العالم عجزاً هيكلياً في الطاقة بسبب العقوبات على روسيا".

اضطرابات الإمدادات

وقال محللو (إي أن زد) في مذكرة: "لا تزال السوق قلقة بشأن اضطرابات الإمدادات حيث تشير البيانات إلى أنها تؤثر بالفعل"، بحسب وكالة "رويترز".

وأظهر أحدث تقرير صادر عن مجموعة "أوبك+" أن إنتاج بعض الدول ما زال لم يصل إلى المستوى المتفق عليه من حصصهم الإنتاجية.

وقالت ثلاثة مصادر لـ"رويترز" إن "أوبك+" لم تحقق المستوى المستهدف من إنتاجها بأكثر من مليون برميل يومياً في فبراير (شباط) الماضي، وذلك بموجب اتفاقها لزيادة الإنتاج 400 ألف برميل يومياً كل شهر.

هدوء التقلبات

قال ستيفن إينيس الشريك الإداري في "أس بي أي لإدارة الأصول"، لوكالة "بلومبيرغ"، إن التقلبات العنيفة في سوق النفط بدأت تستقر قليلاً، ومخاطر الإمدادات ليست قريبة من السوء الذي كان يُعتقد في السابق.

أضاف: "لا تزال استراتيجية الصين بشأن مكافحة كورونا غير واضحة بعض الشيء، السوق تراقب ما إذا كان تحالف أوبك+ سيعزز الإنتاج أم لا، هناك الكثير من العوامل التي تحتاج إلى وضوح رؤية".

تقلبات حادة غير مسبوقة 

تعرضت سوق النفط العالمية لتقلبات حادة غير مسبوقة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، مع فرض الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات على موسكو، وتجنب مشتري النفط شحنات الخام الروسي.

وخلال الأسبوعين الماضيين، شهد سعر خام برنت تقلبات عديدة ليتداول ما بين 98 دولاراً للبرميل وحتى 139 دولاراً للبرميل، أي بفارق يزيد على 40 دولاراً مما دفع العديد من المستثمرين إلى التخارج لترتفع بذلك الضغوط على الأسعار.

وكان خام غرب تكساس الوسيط تجاوز 130 دولاراً للبرميل في وقت سابق هذا الشهر ليسجل أعلى مستوى منذ 2008 قبل أن يتراجع مع تقلبات متكررة خلال اليوم بنحو 10 دولارات ثم يعاود الصعود من جديد. 

ودفعت القفزات السعرية للخام كبار المستوردين للضغط على المنتجين لزيادة الإمدادات، وكان آخرها طلب اليابان من الإمارات زيادة صادراتها، كما كانت هناك دعوات أخرى مشابهة من بريطانيا والولايات المتحدة والتي لم تلقَ صدى، مع تمسك الرياض وأبو ظبي باتفاق "أوبك+" بزيادة الإنتاج التدريجي.

اليابان تطالب بزيادة الإنتاج 

طلبت اليابان، من دولة الإمارات العربية المتحدة زيادة صادرات النفط، في وقتٍ يُصعد المستوردون الرئيسيون ضغوطهم على دول منظمة "أوبك" للمساعدة في خفض أسعار الخام التي ارتفعت أسعاره بشكل حاد منذ الحرب على أوكرانيا من جانب روسيا ثاني أكبر مصدّر للذهب الأسود في العالم.

وقالت وزارة الخارجية اليابانية في بيان يوم الأحد، إن وزير الخارجية يوشيماسا هاياشي "يود أن تسهم الإمارات في استقرار سوق النفط العالمية، من خلال زيادة الإمدادات الخام وتأمين الطاقة الإنتاجية".

وتمّ نشر البيان بعد أن التقى هاياشي، بالوزير سلطان الجابر، رئيس شركة الطاقة الحكومية الإماراتية أدنوك، في أبو ظبي اليوم الأحد.

وأفاد بيان الخارجية اليابانية بأن جابر "أعرب عن رغبته القوية في دعم اليابان، بما في ذلك من خلال استقرار سوق النفط العالمية". وتستورد اليابان قرابة ثلث حاجاتها النفطية من الإمارات.

وجاء ذلك بعدما طالب رئيس الوزراء الياباني فوميا كيشيدا بالأمر نفسه أثناء مكالمة هاتفية مع مسؤولين إماراتيين وسعوديين هذا الأسبوع.

ودعت الولايات المتحدة ودول أوروبا أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" - وبخاصة الإمارات والسعودية - إلى زيادة إنتاج النفط الخام بشكلٍ أسرع بعد ارتفاع الأسعار فوق 100 دولار للبرميل، والتي قفزت بسبب ارتفاع الطلب الناجم عن التعافي من جائحة فيروس كورونا، وأخيراً بفعل هجوم روسيا على أوكرانيا.

وعلى رغم مطالبات دول مجموعة السبع، رفضت الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" من بينها الإمارات، وحلفاؤها ضمن تحالف "أوبك+" الذي يضمّ روسيا، زيادة إنتاجها لتهدئة السوق، وتتمسك بزيادة تدريجية للإنتاج بـ400 ألف برميل في اليوم كلّ شهر.

تقلبات كبيرة

وأثار الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير (شباط)، تقلبات كبيرة في أسواق النفط. إضافة إلى ذلك، قررت الولايات المتحدة وبريطانيا وقف استيراد النفط من روسيا.

قاومت "أوبك" حتى الآن تلك الدعوات، مُعلنةً أن ارتفاع أسعار النفط يرجع إلى التوتر الجيوسياسي أكثر من عدم التوازن بين العرض والطلب. مع الإشارة إلى أن دول المنظمة دخلت في شراكة مع منتجين آخرين، من ضمنهم روسيا، بما يُعرف بتحالف "أوبك+". وأكّد السعوديون والإماراتيون أنهم ملتزمون بهذا التحالف.

وزار رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، السعودية والإمارات يوم الأربعاء، لكنه لم يستطع تقديم أي ضمانات بأنه أقنع قادتهما بتغيير رأيهم بشأن إنتاج النفط.

ويُعيد تحالف "أوبك+" إنعاش إمدادات النفط إلى الأسواق، بعد تخفيضاتٍ كبيرة في بداية جائحة كورونا عام 2020. لكن التجار والمحللين يقولون إن زيادات "أوبك+" الشهرية البالغة 400 ألف برميل يومياً قليلة لخفض الأسعار.

علاوةً على ذلك، فإن دول التحالف تكافح من أجل الوفاء بهذه التعهدات بالكامل، حيث يعاني عدد من الأعضاء من اضطرابات بالإنتاج.

تباطؤ النمو

وحذّرت الوكالة الدولية للطاقة الأربعاء من أن تباطؤ النمو عقب الحرب على أوكرانيا، قد يؤدي إلى خفض الاستهلاك العالمي بـ1.3 مليون برميل في اليوم في الفصول الثلاثة الأخيرة من العام.

إلا أنها أشارت أيضاً إلى أن الاضطرابات التي تؤثّر في عمليات التصدير الروسية قد تُحدث "صدمة عالمية للعرض"، ما سيحرم السوق العالمية من ثلاثة ملايين برميل في اليوم، وقد ترتفع هذه الكمية إذا أصبحت العقوبات المفروضة على موسكو أكثر صرامة.

وقالت الوكالة الجمعة إن الاجتماع المقبل لـ"أوبك" وحلفائها ضمن تحالف "أوبك+" المقرر في 31 مارس (آذار) الجاري، قد يسمح بـ"تهدئة السوق".

المزيد من البترول والغاز