Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قنوات "يوتيوب"  تكشف عن رأي عامة الروس بالحرب

مع تعليق خدمات "فيسبوك" وتوقف عمل وسائل الإعلام الغربية، توفر المنصة لمحة نادرة عن آراء الروس

رد فعل المارة في شوارع موسكو على نبأ انطلاق الاجتياح الروسي لأوكرانيا (يوتيوب/ 1420)

فيما يواصل فلاديمير بوتين غزوه الدامي لأوكرانيا، من الصعب معرفة رأي عامة الروس بالمسألة. وقد صدر قانون جديد مناهض لحرية التعبير وأشبه بما قد تجده في روايات أورويل، يحظر تسمية الحرب "حرباً" من الأساس، فما بالك بالحديث ضدها وقد أغلقت الحكومة عدة مواقع للتواصل الاجتماعي وعدة مواقع إخبارية.

ولكن، لا تزال منصة واحدة - في الوقت الحالي على الأقل - غير مغلقة: "يوتيوب". وفي بعض القنوات، يمكن للإنسان أن يرى لمحة عن رأي الشعب الروسي.

ومن هذه القنوات "قناة 1420"، ويديرها شاب عمره 21 عاماً اسمه دانيل يتجول في شوارع موسكو ويطلب تعليقات من المارّة على آخر الأنباء. تصور القناة تطوراً زمنياً لافتاً عن آراء سكان موسكو، ولا سيما أن دانيل ينشر فيديوهاته بوتيرة عالية. ونفهم عندما نشاهد فيديوهاته، كيف كان شعور الروس قبل الحرب، وعند بدايتها، وبعد انقضاء أسبوع عليها، ثم بعد انقضاء أسبوعين - وبالتزامن مع ذلك، يحكم الكرملين  القيود على الكلام [تشديد القيود على حرية التعبير]، يتجاوب معها المارّة مباشرة. فيصبح كثير منهم أكثر تردداً في الحديث، ولكن قلة منهم تزداد شجاعة بشكل لافت.

تقول شابة في أحد الفيديوهات، الذي صور في اليوم الأول للاجتياح، "أعتقد أن الحرب نشبت بين الحكومتين وليس الشعبين. ماذا عسانا نفعل؟ لا يمكن فعل أي شيء عبر المنشورات، يجب النزول إلى الشارع".

ويقول شاب آخر فيما يدخن سيجارته إنه سيشارك في تظاهرة ذلك المساء. وتخبرنا شابة تضع جهاز تقويم للأسنان إن الحرب تؤلمها شخصياً.

وتقول، "إنها مؤلمة. تؤلم. هذا كل ما يمكنني قوله. لا أفهم لماذا تحدث في القرن الحادي والعشرين. من المؤكد أننا نحن، الناس العاديين، لا نريد الحرب، بل نريد السلام والصداقة والمحبة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما بالنسبة لدانيل، فيحاول صانع المحتوى على توتيوب (يوتيوبر) أن يحتفظ بآرائه بعيداً من الشاشة.

ويقول مصور الفيديوهات لـ"اندبندنت" عبر البريد الإلكتروني، "نفضل في [قناة] 1420 ألا نتفاعل عاطفياً مع الإجابات، وإلا فسيؤثر ذلك على الفيديو، ومن الأفضل بالتالي أن نجمد قلبنا [نكبت مشاعرنا]. أريد أن أعرض الروس على اختلاف وجهات نظرهم لكي يتسنى للعالم أن يعرف كل شيء عنهم".   

وفقاً لدانيل، يتحلى عدد قليل من الروس الذين يتكلم معهم بالشجاعة الكافية للإجابة عن أسئلته. وشرح بأنه في أحد الفيديوهات التي صورها أخيراً وافق 23 مارّاً على الحديث معه مقابل 123 رفضوا ذلك. ظلت هذه النسبة ثابتة لبعض الوقت، ثم بعد مرور ثلاثة أسابيع على الحرب، هبطت فجأة.  

وقال دانيل، "مقارنةً بالجزء المصور خلال الأسبوع الأول، بدأ الناس فعلاً بتفادي بعض المواضيع وأصبحوا أكثر حذراً".

يظهر هذا الحذر واضحاً في فيديوهاته. فيما تستطلع "قناة 1420" آراء الناس عن الحرب، أو "العملية العسكرية الخاصة"، كما يفترض أن تسمى الآن، يكتفي بعضهم بهز رأسه والابتعاد.

تمتنع إحدى الشابات قائلة، "لا أعتقد أنه يمكنني التعليق، بسبب عملي".

وتقول أخرى، "أفضّل عدم التفكير في الموضوع"، فيما يبدو أن أشخاصاً غيرهم يتبنون موقف النكران الصارم كما الحكومة الروسية.

"أي حرب؟"، يسأل أحد الرجال وهو ينظر بقسوة إلى المصور.

ويجيب رجل آخر، "لا أرى أي حرب. الحرب غير موجودة بالنسبة لي إجمالاً. حين تسقط علينا هنا قذيفة، عندها يمكننا الحديث".

دانيل شاب من موسكو، والأشخاص الذين يقابلهم من هذه الفئة إجمالاً. ولهذا السبب على ما يبدو، جاءت جملة من الردود المضادة للحرب - أو المحايدة.

ولكن، لا يركز كل يوتيوبر [مستخدم اليوتيوب] يستطلع آراء الروس على الشباب فقط. تقضي قناة أخرى تديرها إذاعة أوروبا الحرة Radio Free Europe/Radio Liberty التي تمولها الولايات المتحدة، وقتاً أكثر على المسنين الروس خارج العاصمة. بعد انقضاء 8 أيام على بدء الحرب، قاربت الإذاعة المارّة في بيرم وفلاديفوستوك، وعرضت عليهم صور الدمار في أوكرانيا. رفض بعضهم النظر إلى الصور.

تقول سيدة في منتصف العمر مرة تلو الأخرى، "أنا أؤيد بوتين. لن أنظر إلى هذه الصور".

وتحاول أخرى تبرير الموضوع بقولها، "هذه ضربة استباقية. صحيح أنها تكلف آلاف الأرواح. وهي قاسية ومؤلمة، ولكن ماذا بوسعنا أن نفعل؟ هل ننتظر حتى يهاجمونا؟".

ويظهر أن العديد من الذين أجابوا عن الأسئلة تشرّبوا الدعاية التي نشرها الكرملين - بأن أوكرانيا يحكمها النازيون (ويجب التوضيح بأن رئيس البلاد يهودي فقد أفراداً من عائلته في الهولوكوست)، وكانت على وشك ارتكاب إبادة جماعية بحق الروس، أو أن الحرب لا تجري أساساً.

يقول مسن، "لا أحد يقصف كييف. لا أصدق ذلك".

ويسأل آخر ضاحكاً، "بوتين لن يفعل ذلك. غزو أوكرانيا؟ لماذا؟ شعبنا يعيش في ذلك البلد. في أوكرانيا وبيلاروس".

ويرد عليه المصور، "ولكن هذا ما حدث".

يجيب الرجل وهو ينظر إلى قدميه، "لا أعلم. ليس هذا ما يقولونه في نشرات الأخبار".

حتى على "يوتيوب"، قد لا يستطيع الناس التفوه بمثل هذا الكلام [الإفصاح عن رأيهم] لمدة أكثر بعد. دانيل مثلاً يقول إنه سيرحل عن البلاد، مما يجعل مستقبل "1420" غير واضح.

ويشرح، "لا يمكنني البقاء هنا الآن. لذلك قررت السفر حول العالم".

سألته "اندبندنت" إن كان قلقاً من احتمال تورطه بسبب قوانين روسيا الجديدة التي تحظر الحديث عن الحرب.

وأجاب، "لست خائفاً بعد. تلقيت تعليقاً لافتاً جداً على قناتي: إن كنت غير خائف، فليس لأنك لا تخشى شيئاً، بل لأنه لم يحدث ما يخيفك بعد. وأظن أن هذا ربما ينطبق على وضعي".

وبالطبع، أضاف إلى النص إيموجي الوجه الضاحك المتعرق، على نمط اليوتيوبرز المعهود.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات