Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تستفيد الصين من موقفها "الغامض" في الحرب الروسية؟

يعتقد مراقبون أن "الحياد المحسوب" هو خيار بكين المفضل للحفاظ على المكاسب الاقتصادية والطموح الاستراتيجي

لا يزال العالم يطالب الصين بموقف واضح بشأن حرب روسيا في أوكرانيا  (أ ف ب)

على الرغم من مرور أسابيع على شن الحرب الروسية - الأوكرانية، لا يزال الموقف الصيني موضع استقطاب بين طرفي الأزمة ومحل جدل وتساؤلات كثيرة بين المراقبين، فالحرب التي جاءت غداة إعلان مشترك للزعيمين الصيني والروسي عن صداقة "بلا حدود" بين البلدين مثلت أول اختبار لحقيقة "التحالف" الغامض بين القوتين المنافستين للانفراد الأميركي بقيادة النظام الدولي، وكشفت عن طبيعة "البراغماتية" الصينية التي تتخفى أحياناً في عباءة ما تصدره وزارة الخارجية من "وثائق استراتيجية" و"كتب بيضاء"، وما دأبت دبلوماسية بكين على ترديده من مبادئ وقيم السلام والسيادة ووحدة الأراضي ورفض التدخلات الخارجية.

الصين لم تعلن دعمها للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لكنها امتنعت من التصويت على قرارات الأمم المتحدة لإدانة الغزو، في وقت طالبتها أوكرانيا وحلفاؤها الغربيين بموقف واضح بإدانة الهجوم الروسي، بعدما حاولت واشنطن الاعتماد عليها لتجنب الحرب، لكن الرئيس الصيني شي جينبينغ قال لنظيره الأميركي جو بايدين خلال قمة عبر الفيديو استمرت ساعتين، إن "الأزمة الأوكرانية أمر لا نريد رؤيته"، لكنه لم يوجه لوماً إلى روسيا داعياً الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى إجراء حوار معها.

ووسط نفي بكين تلقيها طلباً من موسكو لدعمها عسكرياً واتهامها لواشنطن بنشر "معلومات مضللة بنيات شريرة" للضغط على موقفها من الأزمة الأوكرانية التي دخلت أسبوعها الرابع، حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من تحمل الصين مسؤولية وكلفة "أي دعم أو مساندة تقدمه إلى روسيا"، معرباً عن قلق بلاده من "دعمها المباشر لروسيا وإمدادها بمعدات عسكرية تستخدمها في حربها على أوكرانيا".

فيما قال البيت الأبيض عقب الاتصال بالرئيس الصيني إن بايدن "توعد بتداعيات وعواقب إذا قدمت بكين دعماً مادياً لموسكو، ليس فقط من الولايات المتحدة بل من العالم بأسره".

ويرى مراقبون أنه بغض النظر عن بقاء الصين على موقفها المحايد المحسوب من الأزمة أو اتجاهها للعب دور ما في تسويتها أو تصعيدها، فإنها تعد أكبر الرابحين من الحرب الروسية - الأوكرانية التي شغلت إدارة بايدن عن استراتيجيتها المعلنة لمحاصرة الصعود الصيني، ما لم تستغل واشنطن الحرب كفرصة لاستهدافهما معاً، لا سيما حينما تضطر الأولى إلى أن تصبح "البوابة الخلفية" للهرب من العقوبات المفروضة على روسيا التي تعد بكين شريكها التجاري الأول.

انكشاف حدود الحلف الشرقي

وفي وقت كان الجيش الروسي يحشد عشرات الآلاف من الجنود على الحدود الأوكرانية، شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية التي قاطعها الغرب الشهر الماضي، واندلعت الحرب الروسية ضد أوكرانيا بعد ختامها بأيام، ولم يكتف الرئيسان الروسي والصيني بالظهور معاً في خضم التوتر الذي ساد بين موسكو وخصومها الغربيين قبيل اندلاع الحرب، بل أصدر الجانبان إعلاناً مشتركاً يزيد على خمسة آلاف كلمة، ويتناول أبعاد العلاقات "التي لا تحدها حدود" بين البلدين.

ودعيا خلال لقائهما في بكين إلى حقبة جديدة في العلاقات الدولية ووضع حد للهيمنة الأميركية ورفض "أي توسيع للحلف الأطلسي مستقبلاً"، وأيدت بكين مطلب روسيا بضرورة عدم ضم أوكرانيا إلى الحلف، ودعمت موسكو بدورها موقف الأولى بأن تايوان جزء لا يتجزأ منها.

وعلى الرغم من إعراب الصين عن تفهمها للمطالب الأمنية الروسية في أوكرانيا، فإنها لم تؤيد خطوة موسكو بشن الحرب.

وترى الباحثة المتخصصة في الشؤون الصينية هدير طلعت في تصريح خاص، "أن الصين اتخذت موقفاً براغماتياً حذراً من الأزمة الأوكرانية في ظل اعتقاد سائد بأنها ستؤيد موسكو". وأضافت، "على الرغم من البيان الصيني - الروسي الذي صدر في الرابع من فبراير (شباط) وإعلان شراكة استراتيجية بلا حدود، ورفض توسع حلف الـ (ناتو) شرقاً، جاءت الأزمة الحالية لتكشف عن أن هناك حدوداً لتلك الشراكة في مواجهة الغرب، وأن وجود مصالح أو خطاب صيني - روسي مشترك ضدهما لا يعنى استعداد بكين لتصنيف نفسها ضمن معسكر صيني – روسي، فلم تنجر وراء التأييد المطلق للأخيرة كما كان يعتقد، ودعت إلى احترام سيادة أوكرانيا من دون إدانة ما قامت به موسكو، وأعلنت تفهمها للأخطار الأمنية الروسية، وحثت جميع الأطراف على العودة لطاولة المفاوضات وإجراء الحوار، بل عرضت الوساطة وفي الوقت ذاته عارضت فرض العقوبات المفرطة على روسيا". 

ووصفت وسائل إعلام غربية الإعلان الروسي - الصيني بأنه "ميلاد لتحالف غير مسبوق"، واعتبره المحللون رداً عملياً على إعلان واشنطن وبريطانيا وأستراليا عن تحالف "أوكوس" ثم تحالف "كواد" وشبكة التحالفات الأميركية في منطقة الـ "اندوباسيفيك" لإجهاض الصعود الصيني، لكن الباحثة تعتقد "أنه على الرغم من الإعلان عن شراكة بلا حدود بين روسيا والصين قد ترقى إلى حد التحالف، فإن العلاقات بين البلدين بعيدة من كونها تحالفاً رسمياً يُلزم إحداهما بإرسال قوات للأخرى عندما تواجه تهديدات، بل إن الدعم الخطابي الصيني والتأييد الضمني لموسكو في شأن أوكرانيا لم يذكره البيان المشترك صراحة، ولا يعني أن الأولى ستتحمل أعباء موسكو وستدعمها عسكرياً في الحرب، فهما ليسا حليفان عسكريين رسميين، بخاصة أن الصين لم تعترف قط بضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، وهذا لا يعدو كونه مؤازرة سياسية رمزية، فما تحتاجه موسكو من بكين هو الدعم الدبلوماسي والاقتصادي فقط وسط العزلة الدولية، وهو ما تدركه بكين جيداً ولا تنتظر الأولى أكثر منه".

وتعتقد طلعت أن "هناك حرصاً مشتركاً من الجانبين على استمرار الشراكة الاستراتيجية الحذرة التي لا تشبه التحالف في المستقبل المنظور، وتعميقها في بعض النواحي للعمل معاً لمحاولة احتواء التحدي الغربي، فالشراكة الصينية - الروسية ليست تحالفاً ظرفياً أو مؤقتاً، وإذا فسرنا البيان المشترك بين الصين وروسيا حرفياً وأن علاقتهما لن تتأثر بالبيئة الدولية المتغيرة والتغيرات الظرفية في البلدان الثلاثة، فمن المرجح أن تحافظ الصين على علاقاتها وارتباطاتها مع روسيا بعيداً مما ستؤول إليه التطورات في أوكرانيا، وهذا يعني أن الأولى لن تستجيب للدعوات الدولية لفرض عقوبات على موسكو، وبدلاً من ذلك ستحاول بكين إثبات أن علاقتها مع روسيا يجب أن تستند إلى ديناميكيات البلدين وليس كيفية تعامل الأخيرة مع دولة ثالثة، أو تدخلات طرف ثالث لتسميم العلاقة أو تخريبها".

حسابات الصين الغامضة

مع اندلاع الحرب وتكرار الحديث حول انتقال عدوى الأزمة الأوكرانية إلى الصين في سياستها تجاه تايوان، أكدت وزارة الخارجية الصينية "أن تايوان ليست مثل أوكرانيا، فالأخيرة دولة ذات سيادة، أما تايوان فكانت جزءاً لا يتجزأ من الصين، وهذه حقيقة قانونية وتاريخية لا جدال فيها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبغض النظر عن احتمالات السيناريو الأوكراني لتايوان، فإن الغزو الروسي سبقه اعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسيك الناطقتين بالروسية عن أوكرانيا، وهو ما يمكن أن تنظر إليه الصين كسابقة خطرة تكرس حق الأقليات والمجموعات العرقية واللغوية في الانفصال عن بلدانها الأم وتشكيل دويلات مستقلة، وهو ما تعارضه الصين ذات التعدد القومي واللغوي انطلاقاً من مبدأ "الصين الواحدة" الذي يعد أحد أهم ثوابت السياسة الصينية.

ومن الواضح أنه من الصعب أن تغادر الصين المساحة الرمادية الضيقة التي يتحرك فيها موقفها من الحرب الروسية، انطلاقاً من التوازنات المعقدة التي تحاول المحافظة عليها لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، أو على الأقل "ألا تبقى طرفاً في الأزمة، ولا تزال ترغب في ألا تتأثر بالعقوبات"، وفق تعبير وزير الخارجية الصيني وانج يي خلال اتصال مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس الأسبوع الماضي.

وتقول الباحثة في العلاقات الدولية فريدة بنداري لـ "اندبندنت عربية" إن "الصين اتبعت سياسة مسك العصا من المنتصف، ففي حين لم تبد رسمياً أي انحياز لكل طرفي الحرب، إلا أن موقفها الحقيقي نستشفه من بداية الهجوم العسكري الروسي في الـ 24 من فبراير (شباط) الماضي، إذ اتهمت وزارة الخارجية الصينية واشنطن بأنها أججت التوترات وأشعلت تهديدات الحرب في أوكرانيا، وفي الوقت نفسه لا وجود لأي مؤشر إلى أن الرئيس الصيني مستعد لممارسة أي ضغط على بوتين بعد مرور الأسبوع الثالث للهجوم العسكري الروسي، كما بدت الصين أخيراً تعطي صدقية لوجهة النظر الروسية بأنها اكتشفت برنامج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، وهي الاتهامات التي رفضها المسؤولون الأميركيون والأوروبيون والأوكرانيون كجزء من حملة تضليل روسية، وهو ما يؤكد انحياز بكين لموسكو بالنظر إلى قراءة المواقف المجزأة لها، بداية من اجتماعات مجلس الأمن ووصولاً إلى الاكتفاء بالإعراب عن القلق من الوضع الحالي في أوكرانيا".

وتذهب بنداري إلى "أن الصينيين يواجهون قراراً صعباً ومفصلياً في العلاقات الدولية، في شأن ما إذا كانوا يريدون الانحياز إلى روسيا حليفهم الإقليمي الأهم ضد أوروبا والولايات المتحدة أم لا، وإذا فعلوا ذلك فإنهم سيشجعون أيضاً الولايات المتحدة على معاملة الصين كواحد من خصومها الرئيسين، واستنباط مواجهة الحرب الباردة". وتابعت، "وعليه ربما سيكون الحياد المحسوب الخيار المفضل للحفاظ على المكاسب الاقتصادية والطموح الاستراتيجي في الحرب الروسية على أوكرانيا، وعلاوة على ذلك فإذا اتخذت الصين خطوة المساعدة العسكرية التي تخشاها الولايات المتحدة فسيترجم ذلك علنياً الطبيعة الخاصة للعلاقة بين موسكو وبكين، وسط مخاوف الأخيرة من احتمال سقوط بوتين إثر العقوبات والضغوط، وإطلاق العنان للفوضى على حدودهم الشمالية غير المسلحة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي".

 

 

من ناحيته، يرى الباحث المتخصص في الشؤون الآسيوية السيد صدقي عابدين "أن الموقف الصيني مما يجري في أوكرانيا ينطلق من المنظور الصيني البراغماتي الذي بات يصبغ سياستها الخارجية خلال العقود الثلاثة الأخيرة، من دون أن يعني ذلك تخليها عن المسائل المبدئية التي تراها أساساً وحاكمة في العلاقات الدولية".

وأضاف، "في الحال الأوكرانية تؤكد الصين دائماً احترامها لسيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الدولية، وفي الوقت نفسه لا بد من احترام المطالب الأمنية للدول، وألا يتحقق أمن دولة على حساب أخرى، إذ ترى أن حلف الـ (ناتو) ظل يتوسع شرقاً بما يمثل تهديداً لروسيا، الدولة الكبرى التي لا يمكن حشرها في الزاوية، ومع اندلاع العمليات العسكرية أكدت أهمية الحوار والمفاوضات، وعارضت فرض العقوبات على موسكو انطلاقاً من موقفها المبدئي الرافض لفرضها أحادياً بعيداً من مجلس الأمن، وامتنعت من التصويت على قراري إدانة موسكو في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة، وفي الوقت نفسه لم تعلن تأييد ما قامت به روسيا سواء من حيث ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 أو الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسيك، ولم تؤيد العملية العسكرية على أوكرانيا".

الصين تغتنم الحرب مجاناً

تسهم الحرب في سياسة الصين وروسيا لتحدي هيمنة الدولار الأميركي، فضلاً عما توافره من فرص إضافية لمبيعات الأولى لتعويض الأخيرة عن المنتجات الأوروبية المتأثرة بالعقوبات، لكن ذلك قد ينطوي على أخطار تعرض الشركات الصينية لعقوبات مماثلة، وخلال اجتماع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مع كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جيه تشي في روما الأسبوع الماضي، شدد المسؤول الأميركي على العقوبات الاقتصادية التي ستواجهها بكين إذا ساعدت روسيا في حربها ضد أوكرانيا. وسبق أن حذرت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو من "أن الشركات الصينية التي تتحدى القيود الأميركية على الصادرات لروسيا قد تحرم من المعدات والبرمجيات الأميركية التي تحتاجها لصنع منتجاتها".

وبصرف النظر عن المكاسب التجارية المتوقعة للصين، يوضح عابدين "أن المسألة الأوكرانية وما يجري في شأنها ربما يكون مفيداً لبكين على المستوى الاستراتيجي على أكثر من صعيد، فما يجري من تفاعلات يصب في مصلحة تحدي الهيمنة الأميركية والدفع بالنظام الدولي نحو التعددية، وما يحدث أثبت أن هناك حدوداً وقيوداً على التحرك الأميركي، ولم تعد الأمور كما كانت في السنوات التالية للحرب الباردة، وفي الوقت نفسه فإن ما يحدث يشغل واشنطن على الساحة الأوروبية ويخفف ضغطها على الساحة الآسيوية التي تستهدف بكين بالأساس، وها هي الصين بات دورها مطلب أوروبي من أجل الوساطة، وهناك مخاوف غربية من تحركاتها حيال موسكو، وما من شك في أن العلاقات الاقتصادية ستزداد في ظل الحرب وتداعياتها، ويمكن لبكين أن تحصل في المقابل على تقنيات عسكرية أحدث من موسكو".

أما الباحثة المتخصصة في الشؤون الصينية هدير طلعت فتصف الصين بأنها "الرابح المجاني في الأزمة الراهنة التي تربك الغرب وتستنزف كلا الطرفين، وتعمل على تسريع عملية الانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب بعيداً من الهيمنة الأميركية والغربية، كما تدرك أن دعمها الضمني لروسيا في شأن أوكرانيا لا يكلفها شيئاً، كما أن تلك الأزمة ستوفر لها مكاسب استراتيجية واسعة أولها تحويل التوجه الاستراتيجي الأميركي مؤقتاً وبعيداً من آسيا، مما سيقلل من الضغط عليها، وثانيها منحها نفوذاً أكبر في علاقاتهما مع مختلف الأطراف، إذ تدرك رهان موسكو عليها للتقليل من تأثيرات العقوبات الاقتصادية، ورهان أوكرانيا والدول الأوروبية على وساطتها من أجل الحل، وثالثها استثمار الأزمة لإظهار نفسها كقوة استقرار في النظام الدولي، وأن روسيا هي مصدر التهديد داخل النظام العالمي، وأنه يجب عدم التعامل مع روسيا والصين باعتبارهما معسكراً واحداً، ورابعها أن الأزمة تمنح ورقة مساومة وضغط في يد بكين إذا ساعدت موسكو في مواجهة العقوبات الغربية، كما ستصبح روسيا أكثر اعتماداً على الدعم الاقتصادي والضمانات الأمنية الصينية، وهو ما تسعى إليه بكين دائماً لحاجتها أيضاً إلى موسكو في مواجهة واشنطن، وأخيراً في حال انتقال عدوى موسكو إلى بكين في تعاطيها مع تايوان، أي شن حرب لاستعادتها، فإن الأزمة الأوكرانية قد اختبرت حدود الرد الغربي ومثلت الحرب الاقتصادية الراهنة على روسيا فرصة للاستعداد لحرب مشابهة ضدها مستقبلاً".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير