خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، اجتاحت صور عائلة من المدنيين الأوكرانيين قتلت بقصف روسي خارج كييف المواقع العالمية وأثارت غضباً دولياً عارماً. وفي هذا السياق، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعهده بتعقب كل "نذل مسؤول" عن ذلك ومعاقبته.
وفي خطاب عبر الفيديو، قال زيلينسكي "كانوا يحاولون الخروج من البلدة وحسب، للهرب. العائلة بأكملها. كم من العائلات في أوكرانيا لقيت حتفها بهذه الطريقة في أوكرانيا؟"
وتم التعرف على العائلة الموجودة في الصورة التي تصدرت صفحات الصحف العالمية على غرار "نيويورك تايمز" وربطت بشركة تكنولوجيا مقرها في الولايات المتحدة.
وأصيبت تاتيانا بيريبينيس، 43 سنة، مع ابنتها أليز، تسعة أعوام، وابنها نيكيتا، 18 سنة، بقذيفة هاون روسية بعد وقت قصير من عبور جسر مدمر جزئياً فوق نهر إربين.
وصرح سيرجي بيريبينيس زوج ووالد الضحايا لصحيفة "تايمز" أنه علم بشأن وفاة عائلته من خلال صور انتشرت على "تويتر". وقال بأنه كان موجوداً في شرق أوكرانيا للاعتناء بوالدته المريضة عندما فرت زوجته برفقة ولديه خارج كييف بعد أن أصابت قذيفة المبنى الذي تقع فيه شقتهم.
وكان الاتصال الأخير الذي جرى بين بيريبينيس وزوجته في الليلة التي سبقت فرارهم واعتذر خلاله عن عدم وجوده معها. واستذكر للصحيفة قائلاً "قلت لها سامحيني لأنني لم أستطع الدفاع عنك. حاولت الاعتناء بشخص واحد مما منعني من الاعتناء بك. فأجابتني وقالت لي لا تقلق، سأخرج من هنا".
ولم يعلم بيريبينيس بأن أفراد أسرته لم يتمكنوا من النجاة إلى أن رأى جثثهم على الكاميرا. وأضاف بأنه يقدر تلك الصور لأن "يجب على العالم بأسره أن يعرف ما الذي يحصل هنا فعلاً".
ويوم الخميس، كتب بيريبينيس على صفحته على "فيسبوك" بأنه أمضى أربعة أيام وهو يجتاز مئات الكيلومترات سيراً على الأقدام للعودة إلى كييف ودفن عائلته.
وزار المشرحة التي نقلت إليها جثث أفراد أسرته وكانت "مكتظة" بالضحايا المدنيين من إربين وبوشي وغوستوميل.
وتابع قائلاً "يشبه الأمر في الداخل ما نشاهده في أفلام الرعب. يصعب رؤية ذلك عندما تكون زوجتك الحبيبة ممددة جثة هامدة في كيس أسود على الأرض".
وأشار إلى أنه لم يحصل بعد على الإذن بإخراج جثة زوجته لكي يدفنها، لأن تحقيقاً قضائياً في جرائم الحرب المحتملة ما زال جارياً. ولكنه أخرج كلب العائلة "كيكس" من عيادة الطبيب البيطري ودفنه.
وأضاف أنه التقى مراسلين صحافيين كانوا موجودين في موقع الحادثة عندما قتلت أسرته وأعادوا له أغراضهم الشخصية التي تركت وقتها في الشارع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي تصريح لصحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل" San Francisco Chronicle، قالت كسينيا خيرفونينا وهي زميلة لبيريبينيس في شركة "بالو ألتو" Palo Alto التي تعنى بأدوات تحسين محركات البحث (SEO) وحائزة على تصنيف SE ومقرها في كاليفورنيا "أصبنا بصدمة حقيقية وفجعنا وحزنا وغضبنا مما حصل. ما من كلمات تعبر عما نشعر به، نحن محطمو الفؤاد". وأضافت قائلة "ثبت لنا بأن الجيش الروسي وبوتين نفسه هم عبارة عن وحوش لا يستحقون الرحمة لما اقترفوه".
يشار إلى أن أكثر من نصف موظفي الشركة، بمن فيهم رئيسها التنفيذي يعيشون في أوكرانيا.
عندما بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا، بقيت بيريبينيس في البلاد للاعتناء بوالدتها المريضة وكذلك بابنها الذي كان في سن مناسبة تلزمه البقاء في أوكرانيا في حال استدعته قوات الدفاع للانضمام إليها.
وتابعت خيرفونينا قائلة "كانت تتحدث عنه باستمرار وعن ذكائه المتقد. كانت أماً رائعة، منحت ولديها كل ما أمكنها تأمينه لهما".
بعد أن اختبأت العائلة في طابق أرضي عندما أصابت قذيفة الشقة التي كانت تقطنها، قرر أفرادها الهرب لأنهم اعتقدوا بأنهم سيحصلون على ممر آمن خلال وقف إطلاق نار مؤقت من الجانب الروسي.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت روسيا بأنها ستنفذ وقف إطلاق نار مؤقتاً بهدف السماح بإتمام عمليات الإجلاء الإنساني من مناطق القتال الأساسية، بيد أن المسؤولين الأوكرانيين قالوا بأن الجانب الروسي لم يفِ بالتزاماته، الأمر الذي تنفيه روسيا.
وقال كيريلو تيموشينكو نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "لا يلتزم الجانب الروسي بقرار وقف إطلاق النار".
وبالإضافة إلى استهداف الجيش الأوكراني، استهدفت روسيا مناطق مدنية شديدة الحساسية بما في ذلك مدن مأهولة ومكتظة ومعامل لإنتاج الطاقة ومستشفيات أطفال وولادة. وفي سياق متصل، أطلقت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً في جرائم الحرب التي ترتكب في أوكرانيا كما دعا قادة المملكة المتحدة إلى محاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام محكمة جرائم حرب شبيهة بمحكمة نورمبرغ.
وأشار زعيم حزب العمال السير كير ستارمر إلى ضرورة القيام بهذا الإجراء بسبب "الجرائم العدوانية" التي يرتكبها بوتين ضد أوكرانيا.
© The Independent
