أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تحدت القوى الغربية بتحويل بعض من اليورانيوم المخصب إلى درجة قريبة من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة، وإلى هيئة يصعب معها استرداده، بالإضافة إلى تخفيفه وشحنه إلى خارج البلاد.
ومن غير المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى انهيار المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لكنها ستزيد صعوبة تنفيذ أي اتفاق يتمخض عن تلك المحادثات، بما يؤدي إلى العودة إلى القيود المفروضة على مخزون إيران من اليورانيوم المخصب.
لا للتصعيد
وأصدرت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وهي دول حليفة للولايات المتحدة وتشارك في المحادثات، بياناً مشتركاً بهذا المعنى وطالبت فيه إيران بعدم القيام بذلك، وقالت البلدان الثلاثة في بيان، "نحث إيران بشدة على تجنب القيام بأي تصعيد جديد، وبالأخص ندعو إيران إلى التوقف فوراً عن جميع الأنشطة المتعلقة بتحويل اليورانيوم عالي التخصيب، التي ستكون لها تداعيات فعلية على العودة إلى حدود خطة العمل الشاملة المشتركة"، وذلك في إشارة إلى الاتفاق النووي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسيقتضي الاتفاق، الذي يقول دبلوماسيون إنه اقترب من الاكتمال، بأن تتخلص إيران من مخزونها من اليورانيوم المخصب فوق درجة النقاء 3.67 في المئة التي يسمح بها الاتفاق النووي، وتبلغ أعلى درجة لليورانيوم المخصب لدى إيران الآن نحو 60 في المئة، وهي نسبة تقترب من درجة 90 في المئة اللازمة لصنع الأسلحة النووية، وتمتلك منه إيران نحو 33 كيلوغراماً.
"قريبتان من التوصل" إلى تفاهم
وسط هذه الأجواء، تقترب الولايات المتحدة وإيران من التوصل إلى تفاهم حول إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 الذي يحد من برنامج طهران للأسلحة النووية، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء، وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس، "نحن قريبون من اتفاق محتمل لكننا لم نبلغه بعد".
ولدى سؤاله عن اعتبار إيران أنه لا يزال هناك "موضوعان" عالقان مع الولايات المتحدة قبل التوصل إلى تفاهم لإحياء اتفاق عام 2015، رفض تأكيد أو نفي ما إذا كان التلميح الإيراني يشير إلى ضمانات تطالب بها طهران حتى في حال حدوث تغير سياسي في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إزالة الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمجموعات الإرهابية، لكنه أضاف، "نعتقد أن بالإمكان تسوية القضايا المتبقية"، وأشار إلى أنه "لم يتبقَّ سوى القليل من الوقت بالنظر إلى التقدم النووي الذي أحرزته طهران" نحو تطوير أسلحة نووية، وتابع "إنها مسألة ينبغي حلها بشكل عاجل".
ترحيب أميركي
ورحب نيد برايس بالإفراج عن الإيرانيين البريطانيين نازنين زاغاري-راتكليف وأنوشه عاشوري، داعياً إيران إلى القيام "بخطوات عاجلة نحو الإفراج عن المواطنين الأميركيين المحتجزين ظلماً"، وهي مسألة وضعتها واشنطن ضمنياً شرطاً لإبرام اتفاق حول الملف النووي.