Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد تذبذبات حادة... كيف عادت أسعار النفط فوق 100 دولار؟

وكالة الطاقة الدولية تخشى صدمة على صعيد إمدادات الخام العالمية

النفط يرتد للصعود بعد تراجعات حادة مع مخاوف نقص الإمدادات (أ ف ب)

خلال تعاملات متقلبة، عاودت أسعار النفط الصعود بعد تراجعات حادة أفقدتها معظم المكاسب التي حققتها بعد الحرب الروسية – الأوكرانية، خلال الجلستين الماضيتين، مع انحسار المخاوف من انقطاع الإمدادات، وحد من الارتفاع توقعات باحتمال تراجع الطلب بسبب التفشي غير المسبوق لفيروس كورونا في الصين، إضافة إلى تحذير وكالة الطاقة الدولية من تعرض المعروض العالمي لصدمة حال تراجع الإمدادات الروسية.  وبحلول الساعة 13:35 بتوقيت غرينتش، صعدت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم مايو (أيار) 2022 بنسبة 1.6 في المئة، معاودة الصعود فوق مستوى الـ 100 دولار إلى 101.55 دولار للبرميل، بعدما كانت عند 103.70 دولار في الاتجاه الصاعد و98.42 دولار في الاتجاه الهابط خلال التعاملات.

كما زادت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" تسليم شهر أبريل (نيسان) بنحو 2.2 في المئة أو ما يعادل 2.13 دولار لتصل إلى 98.57 دولار للبرميل، بعدما هبطت دون 95 دولار في وقت سابق. وكانت أسعار الخام هوت أمس الثلاثاء بأكثر من ستة في المئة إلى أدنى مستوياتها خلال ثلاثة أسابيع تقريباً، ليهبط خام "برنت" دون 100 دولار للبرميل، للمرة الأولى منذ أواخر فبراير (شباط) الماضي مع صدور تقرير "أوبك" الشهري، والتفاؤل في شأن المحادثات الروسية - الأوكرانية.

تقلبات حادة 

تعرضت أسعار النفط لتقلبات حادة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في الـ 24 من فبراير الماضي، إذ وصلت الأسعار إلى أعلى مستوياتها خلال 14 عاماً خلال السابع من مارس الحالي في ظل موجة شراء محمومة، لكن خام "برنت" انخفض منذ ذلك الحين بنحو 40 دولاراً للبرميل، بينما خسر الخام الأميركي أكثر من 30 دولاراً. وتشهد أسواق الخام واحدة من أكثر الفترات اضطراباً على الإطلاق، إذ أدت التطورات السريعة حول الحرب في أوكرانيا وما أعقبها من عقوبات إلى تقلبات حادة وتاريخية في الأسعار.ونقلت "بلومبيرغ" عن المحلل الاستراتيجي جون دريسكول قوله إن "التقلبات تهيمن على هذه السوق، وهي لا تستند إلى حقائق، وإنما إلى هستيريا وخوف، وكان من المرجح أن ترتفع الأسعار ولكن ليس بهذه الحدة".

 "صدمة" في الإمدادات 

وقالت وكالة الطاقة الدولية اليوم الأربعاء إنها تخشى حدوث "صدمة" في إمدادات النفط العالمية عقب العقوبات المفروضة على روسيا بعد غزو أوكرانيا، مخفضة في الوقت نفسه توقعاتها للطلب في 2022. وأضافت الوكالة التي تقدم المشورة للدول المتقدمة في شأن سياسة الطاقة الخاصة بها خلال تقريرها الشهري، أن "احتمال حدوث اضطرابات واسعة في الإنتاج الروسي يهدد بإحداث صدمة عالمية في إمدادات النفط". وأدت الحرب في أوكرانيا إلى تقلبات كبيرة في أسعار النفط التي اقتربت من مستويات قياسية قبل أن تتراجع.وتعد روسيا أكبر مصدر في العالم بثمانية ملايين برميل يومياً من النفط الخام والمنتجات المكررة، وقررت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة فرض حظر على النفط الروسي بعد غزو أوكرانيا، لكن قطاع الطاقة اُستثني إلى حد كبير من العقوبات الأوروبية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكشفت الوكالة عن خسائر نفطية جسيمة ستتعرض لها موسكو خلال الفترة المقبلة، تشمل وقف صادرات النفط الروسية وتراجع الطلب، مشيرة إلى أن العديد من شركات النفط والوسطاء والمصارف ابتعدت من روسيا، وتقدر أن ثلاثة ملايين برميل يومياً من النفط الروسي ومنتجاته قد لا تتوفر اعتباراً من أبريل المقبل، وهي كمية يمكن أن ترتفع إذا شددت العقوبات أو زادت الإدانات العلنية لروسيا، مما يحبط آمال تهدئة أسعار السلع التي دفعت التضخم إلى أعلى مستوياته منذ عقود.  وفي مواجهة هذه الخسائر "ليس هناك مؤشرات إلى زيادة العرض من الشرق الأوسط أو إعادة توجيه كبرى للتدفق التجاري"، كما تشير وكالة الطاقة الدولية.  وترفض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها في إطار "أوبك+" وخصوصاً روسيا، زيادة إنتاجها لتهدئة السوق، وتصر على زيادة تدريجية قدرها 400 ألف برميل يومياً كل شهر.  وكانت الوكالة ومقرها باريس قد توقعت في أحدث تقرير شهري لها عن أسواق النفط، والذي سبق غزو روسيا لجارتها، أن تفوق إمدادات النفط الطلب العالمي خلال الربع الأول من هذا العام للمرة الأولى منذ الربع الثاني من عام 2020. 

ولكنها تتوقع الآن أن يواجه العالم عجزاً في المعروض يبلغ 700 ألف برميل يومياً خلال الربع الثاني من العام، وأن الطلب البالغ 100.1 مليون برميل يومياً لا يتماشى مع المعروض حتى الربع الأخير من العام.

ويختتم مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي اليوم اجتماعه الذي بدأه أمس لتحديد أسعار الفائدة وسط أجواء مضطربة سببتها مستويات التضخم المرتفعة والحرب الروسية - الأوكرانية. ومن المتوقع أن يبدأ الفيدرالي دورة التشديد النقدي برفع الفائدة للمرة الأولى منذ العام 2018 بواقع ربع نقطة، الأمر الذي من شأنه أن يضع ضغطاً هبوطياً على أسعار النفط.

وعادة ما تتحرك أسعار النفط عكسياً للدولار، إذ إن ارتفاع العملة الأميركية يجعل السلع أكثر كلفة بالنسبة لمالكي العملات الأجنبية.

مخزونات النفط الأميركية  

ويأتي هذا الارتفاع في أسعار الخام قبل ساعات قليلة من صدور البيانات الرسمية لمخزونات النفط الأميركية التي تصدر عن إدارة معلومات الطاقة، وتؤثر بشكل كبير في تحركات أسعار الخام، فيما تترقبها أسواق الطاقة بعد قرار الولايات المتحدة الأخير حظر واردات النفط الروسية. وفي بيانات أولية غير رسمية، أعلن معهد البترول الأميركي زيادة مخزون النفط في البلاد بنحو 3.75 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 11 مارس الحالي، بينما توقع محللون ارتفاعها بنحو 0.2 مليون برميل. وتراجعت مخزونات البنزين بحوالى 3.8 مليون برميل، بينما ارتفع مخزون المقطرات بنحو 888 ألف برميل. 

عودة ظهور كورونا

تشهد الصين أسوأ انتشار لفيروس كورونا خلال أكثر من عامين، دفع السلطات إلى إعلان الإغلاق الشامل على 13 مدينة، بينما فرضت تدابير إغلاق جزئية على عدد من المدن الأخرى، الأمر الذي آثار المخاوف حيال مستويات الطلب على الخام في أكبر مستورد للنفط في العالم، وثاني أكبر مستهلك بعد الولايات المتحدة.  وجاء الإغلاق متزامناً مع تسجيل أرقام إصابات يومية قياسية في جميع أنحاء الصين، وصلت إلى نحو 15 ألف حالة منذ مطلع الشهر الحالي، وهو ما يظهر عودة قوية لانتشار الفيروس مجدداً. ودفع الوضع الحالي السلطات الصينية إلى إعلان الإغلاق الشامل على 13 مدينة الثلاثاء، بينما فرضت تدابير إغلاق جزئية على عدد من المدن الأخرى.

المزيد من البترول والغاز