Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تظاهرات في الخرطوم للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين

الاحتجاجات المتواصلة وما تعيشه البلاد من اضطرابات سياسية وأمنية انعكست سلباً على الأداء الاقتصادي

تأتي تظاهرات، الإثنين، التي تحمل عنوان "مليونية 14 مارس" في إطار البرنامج التصعيدي لهذا الشهر (أ ف ب)

يحتشد اليوم، الاثنين، 14 مارس (آذار)، آلاف السودانيين في العاصمة الخرطوم استجابة لدعوة تنسيقيات لجان المقاومة للخروج في مواكب تتجه إلى القصر الجمهوري (الرئاسي) للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والناشطين الداعمين للديمقراطية والحريات في البلاد. 

وتأتي تظاهرات، الاثنين، التي تحمل عنوان "مليونية 14 مارس" في إطار البرنامج التصعيدي لهذا الشهر، الذي يتضمن أكثر من 10 مواكب ووقفات احتجاجية، للمطالبة بالحكم المدني وإبعاد العسكر عن المشهد السياسي. 

وتتواصل هذه التظاهرات، منذ 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، احتجاجاً على الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وتتمثل في فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإلغاء الشراكة مع المكون المدني، ما اعتبرته غالبية القوى السياسية والشعبية انقلاباً عسكرياً، بينما وصفه الجيش بالحركة التصحيحية. 

لكن، تعرضت هذه التظاهرات إلى عنف مفرط من قبل الأجهزة الأمنية، ما أدى إلى سقوط 87 قتيلاً ومئات الجرحى منذ اندلاعها نهاية أكتوبر، نتيجة استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي لمنع المحتجين من الوصول إلى القصر الرئاسي، بيد أن هذه الاحتجاجات المتواصلة وما يعيشه السودان حالياً من اضطرابات سياسية وأمنية انعكست سلباً على الأداء الاقتصادي، إذ تدهورت العملة الوطنية بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين، وفقدت أكثر من 30 في المئة من قيمتها، وجرى تداول الدولار الواحد بنحو 600 جنيه مقارنة مع نحو 430 جنيهاً قبل أحداث 25 أكتوبر. 

تردي الأوضاع 

وحددت تنسيقيات لجان المقاومة، ثلاث نقاط لتجمع المتظاهرين، وهي موقف جاكسون، وأبو حمامة، وباشدار، مؤكدة، في بيان، أن "خطوة مواكب المعتقلين، تأتي رفضاً للاعتقال التعسفي، ومُضيّاً في طريق الثورة حتى إسقاط الانقلاب والوصول إلى دولة القانون". وأضافت، "السودان يدفع ثمن فشل السلطة الانقلابية، الذي تمثل في تردي الأوضاع الاقتصادية والصحية وشل العملية التعليمية وانعدام الأمن في أرجاء البلاد وغيرها". وتابع البيان، "فشلت السلطة الانقلابية في تقديم حلول للأسباب التي برّروا بها للانقلاب من انقسام القوة السياسية والضائقة المعيشية وغيرها من الأسباب الواهية".

ودعت التنسيقيات المشاركين في المواكب إلى حمل الإعلام الوطنية والرايات وصور الشهداء، والالتزام بالهتافات الموحدة، والقيام بوضع الحواجز (التتريس) قبل وبعد وأثناء سير المواكب في مساراتها، مع الالتزام بنداءات الانسحاب وعدم الاشتباك مع القوات النظامية إلا في حال الدفاع عن النفس، انطلاقاً من سلمية الثورة التي تمثل شعارها الأساسي. وطالبت المحتجين بإفساح المجال للكوادر الطبية والاسعافات لأداء مهامها، فضلاً عن الالتزام بالرجوع بشوارع الذهاب نفسها في شكل مواكب ما لم تغير اللجان الميدانية خطة السير تجنباً للاعتقالات والرصد من قبل الأجهزة الأمنية.

اتساع التظاهرات 

وكان عدد من المدن السودانية قد شهد، الأحد، تظاهرات ووقفات احتجاجية، ونفذ عمال السكك الحديدية في مدينة عطبرة وقفة احتجاجية وإضراباً قبل تسيير موكب حاشد تضامن معه المواطنون وطلاب المدارس، احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم لشهر فبراير (شباط) وتفاقم الضائقة المعيشية. وأغلق المحتجون كوبري الحرية، ساعات، قبل أن تفتحه الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع.

وفي الولاية الشمالية، سيرت تنسيقية لجان المقاومة موكباً إلى أمانة حكومة الولاية في مدينة دنقلا، رفضاً للانقلاب والمطالبة بالحكم المدني الكامل، معلنة تمسكها بشعار "لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية مع العسكر". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كذلك، اندلعت في مدينة نيالا، جنوب دارفور، تظاهرات طلابية احتجاجاً على الارتفاع الكبير في أسعار المواد التموينية وعلى رأسها الخبز والمواصلات، والمطالبة بوقف الزيادات المستمرة في الأسعار، في حين تستمر التظاهرات في ضاحية بري في الخرطوم وعدد من الأحياء المجاورة احتجاجاً على مقتل اثنين من المتظاهرين، الخميس الماضي، والمطالبة بإسقاط الانقلاب العسكري. 

وساطات إقليمية ودولية 

وكان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، قد زار، الخميس، الإمارات لفترة أربعة أيام، في إطار الجهود الإقليمية والدولية التي تبذل لإنهاء وتسوية الأزمة السودانية الراهنة، والتقى خلالها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، وبحثا، بحسب وكالة أنباء الإمارات، العلاقات الثنائية وسبل تنميتها، فضلاً عن القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك. 

وأكد آل نهيان دعم بلاده كل ما يصب في مصلحة الشعب السوداني ويحقق تطلعاته نحو التنمية والاستقرار والازدهار، مشدداً على أهمية الحوار والتفاهم بين شركاء المرحلة الانتقالية لتجاوز التحديات التي تواجه العملية السياسية، وصولاً إلى توافق وطني يقود البلاد إلى الاستقرار والوحدة وتوجيه الجهود باتجاه البناء والتنمية. 

وأشار المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة السوداني الطاهر أبو هاجة إلى أن زيارة البرهان للإمارات تتعلق بملفات اقتصادية وسياسية، وستتم خلالها بلورة رؤية مشتركة حول مجمل القضايا، إضافة إلى بحث المستجدات الإقليمية والدولية، معتبراً أبو ظبي شريكاً استراتيجياً داعماً للانتقال الديمقراطي في السودان. 

وكان أن دعا كل من رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان "يونيتامس" فولكر بيرتس، ومبعوث الاتحاد الأفريقي محمد حسن ولد لبات، خلال مؤتمر صحافي مشترك في الخرطوم، الخميس، على ضرورة وقف العنف وتهيئة المناخ من أجل إنجاح الجهود الدولية والإقليمية، وأكدا أن الحل سيكون بأيدي السودانيين أنفسهم. 

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات