Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل سلمت الولايات المتحدة عالما فلسطينيا لإسرائيل؟

غموض يلف قضية عالِم فلسطيني اعتقلته أميركا لـ 15 سنة ونقلته بعد انتهاء محكوميته إلى مطار بن غوريون

مشهد من مسلسل إسرائيلي يروي قصصاً عن معارك في قطاع غزة والضفة الغربية (أ. ب.)

بعد انتهاء فترة محكومية العالِم الفلسطيني عبد الحليم الأشقر الذي كان مسجوناً في الزنازين الأميركية لمدة 15 سنة على خلفية تهم عدة، أبرزها رفضه الشهادة ضد ناشطين فلسطينيين ومسلمين، نقلته واشنطن في طائرةٍ خاصة إلى مطار بن غوريون في تل أبيب شمال إسرائيل.
عائلة الأشقر، أفادت بأنّ محكومية سجن ابنها في أميركا انتهت، وأنه وصل إلى مطار بن غوريون، إلا أن قضيته شابها غموض، إذ كثّفت حركة "حماس" اتصالاتها من أجله، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تسلمت العالم الفلسطيني، وما هو مصيره؟ ومَن يكون الأشقر؟ ولماذا تهتم "حماس" به؟

انتمائه لـ"حماس"

عبد الحليم الأشقر مواطن فلسطيني تعود أصوله إلى عائلةٍ تعيش في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، أنهى دراسة البكالوريوس في جامعة بيرزيت، وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة لافيرن في اليونان، والدكتوراه من جامعة مسيسيبي في أميركا، ويحمل درجة "بروفيسور" العلمية الرفيعة.
عاش في غزة لفترة طويلة، وتزوّج هناك، لكنّه لم يُنجب، وعمل أثناء مكوثه في القطاع محاضراً في الجامعة الإسلامية هناك التي تتبع مباشرة لـ"حماس". تولى بعدها مسؤولية الناطق الرسمي باسم الجامعة، ولم يلبث طويلاً حتى تقدم بطلب منحة من جامعةٍ أميركية وقُبِل طلبه.

مضايقات في أميركا

سافر الأشقر إلى الولايات المتحدة حيث حاضر في جامعات عدة، كان آخرها جامعة "هاورد" في العاصمة الأميركية واشنطن. ومنذ وصوله إلى أميركا، تعرض لمضايقات وملاحقات بسبب انتمائه السياسي وتمويله لحركة "حماس"، على حد قول السلطات الأميركية، ورفضه الشهادة ضد ناشطين فلسطينيين ومسلمين، بحسب الأشقر نفسه. وخلال مكوثه في أميركا، اعتقلته السلطات ثلاث مرات للتحقيق معه على خلفية انتمائه السياسي لـ"حماس"، وفُرضت عليه الإقامة الجبرية مرّة واحدة لرفضه الإدلاء بشهادته ضد ناشطين فلسطينيين ومسلمين، وصدر في العام 2007 بحقه حكماً بالسجن لمدة 11 سنة بتهمة تمويل "حماس".

إنقاذ نفسه

ومن داخل السجن في الولايات المتحدة، رشّح عبد الحليم الأشقر نفسه للرئاسة الفلسطينية في العام 2005، واضعاً ضمن برنامجه الانتخابي تعميق وترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية، من خلال تطوير ميثاق شرف ينظم العلاقة بين الفصائل الوطنية والإسلامية. وقدّم الأشقر برنامجاً انتخابياً متكاملاً ركّز فيه على بناء الدولة على أسس الشفافية والمحاسبة والشراكة في صنع القرار، وتعميق وترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزّة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي من خلال ما حققته المقاومة التابعة للفصائل والأحزاب.
وذكر مصدر من عائلة الأشقر لـ"اندبندنت عربية" أن "عبد الحليم رشّح نفسه للرئاسة الفلسطينية أثناء اعتقاله، لينقذ نفسه من السجون الأميركية، ويخرج من الزنازين إلى فلسطين، وفعلياً لم تعارض واشنطن على الترشيح بحد ذاته، لكنه لم يفز في تلك الانتخابات، ما أبقاه في السجون حتى انقضاء فترة محكوميته". وأضاف المصدر "انتهت فترة محكومية الأشقر، ونقلته أميركا إلى إسرائيل بطائرة خاصة بعد 11 سنة من الاعتقال، ومكثت الطائرة فترة طويلة في مطار بن غوريون، من دون أن ينزل عبد الحليم منها".

تأكيد إسرائيلي وإنقاذ حمساوي

وأكدت قناة "كان" الإسرائيلية اليوم أن العالِم الفلسطيني عبد الحليم الأشقر وصل في طائرةٍ إلى مطار بن غوريون، ولكنه بقي في الطائرة ولم يخرج منها أبداً لأيّام، ثم أقلعت الطائرة خلال الساعات الماضية إلى جهة غير معلومة، في ظل غموض يحيط سبب إحضاره أساساً إلى المطار. وكلّف رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" إسماعيل هنية، قسم العلاقات السياسية في الحركة بإجراء اتصالات مع دول شقيقة وصديقة لمتابعة قضية الأشقر واستضافته في أيّ دولة من دون أن يطرح أسماء دول معينة. لكن علاقات "حماس" الجيدة مع قطر وتركيا وماليزيا، ترجح استضافة الأشقر في إحداها، إن صحت أخبار مغادرته لإسرائيل.

مكانه مجهول

في المقابل، رجّح المصدر العائلي أن يبقى الأشقر في إسرائيل لفترة طويلة وأن يُحقّق معه في أكثر من قضية وملف، أبرزها الانتماء لـ"حماس" وتمويلها في قطاع غزّة. وأفاد عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، بامتلاكهم معلومات تؤكّد أن العالِم الفلسطيني موجود حالياً في أحد السجون الإسرائيلية، إلى جانب معلومات ضعيفة تشير إلى أنه ما زال في الطائرة الأميركية في مطار بن غوريون، وأنّ قاضياً أميركياً أمر بعدم إنزاله من الطائرة، وأن هناك إمكانية لإرساله إلى أي دولة تبدي استعدادها لاستقباله.
أما عائلة الأشقر، فتفيد عبر مصادرها بأنه لم يتم التواصل معها رسمياً في ملف ابنها لا من جانب إسرائيل ولا من جانب أميركا، وأنها تجهل مصيره ومكانه الحقيقي، ما يُعتبر أمراً مخالفاً للقوانين الدولية.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط