Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القنابل تنهمر على أوكرانيا ولكن الحياة مستمرة ولو في الملاجئ

وسط غارة جوية في جوف الليل، أصبحنا أصدقاء لأننا تصادفنا بشكل عشوائي في ملجأهم خوفاً من القنابل المنهمرة

قبل ذلك بثوان، كان صوت صفارات الإنذار مخترقاً الثلوج. لقد وصلنا للتو إلى مدينة خميلنيتسكي، التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة، ولقد أصبحت بوابة ملاذ إلى غرب أوكرانيا للاجئين، تقع على مفترق طرق حيث تلتقي الطرق من الشرق والجنوب والشمال. ولكنها كانت كذلك تحت القصف.

كنا مرتبكين للغاية عند وصولنا عندما علت صفارات الإنذار، استخدمنا خريطة إلكترونية للمخابئ المتاحة للعموم– ومثل هذه الخرائط تنقذ الأرواح فعلاً في أوكرانيا– ومن أجل العثور على مكان للاختباء. تبين أن أقرب مأوى يقع في الطابق السفلي من مبنى سكني يعود إلى الحقبة السوفياتية.

وضعنا الرحال في كومة من الحقائب وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والكاميرات على الأرضية المغبرة في قبو متسخ، حيث كان العديد من المدنيين يختبئون مع أطفالهم وحيواناتهم الأليفة وبعض حاجياتهم المهمة [الأثيرة عليهم].

فتاة في سن المراهقة كانت تهدئ قطتها التي سبق أن أنقذتها داخل حقيبة الظهر، امرأة متقدمة في السن كانت تداعب كلبها الأسود في حجرها. طفلان يرتديان قبعات لامعة يلعبان الألعاب على جهاز "آيباد"، وفي الجزء الخلفي من القبو كان هناك شاب فنان طليق اللسان يجلس على كرسي قابل للطي، يرتدي بيجاما من سنترال بيرك، كما اتضح لي في الأخير أنه احد المشاهير على "إنستغرام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رحبوا بنا في ملجأهم في منتصف الليل، نحن الغرباء تماماً. وخلال الأيام القليلة الماضية، كنا نركض مراراً وتكراراً عائدين إلى مخبأهم سواء في الساعة الثالثة صباحاً أو الخامسة صباحاً أو في منتصف الظهر؛ لقد أصبحوا أصدقاء لنا.

وفي أثناء دوي صفارات الإنذار، عندما لا يكون الخروج من القبو آمناً، ها أنا أصبحت أحب فترة الراحة [التقاط الأنفاس] القصيرة من البؤس، والحسرة والألم الذي يعتصر القلب والأمعاء جراء عنف الحرب الشعواء.

كنا نجلس ونتحدث حول غرابة حيواناتنا الأليفة المنقذة [التي سبق أن أنقذناها]، ولماذا تستمر المملكة المتحدة في تقديم أداء سيئ في  Eurovisionوما إذا كنت أشبه [المغنية] أديل Adele  أم لا. ومرة اندفعنا إلى الملجأ في تمام الساعة الثالثة صباحاً، عندما كنا نعمل لما يقارب 20 ساعة، نمت على كومة من الطوب مغطاة بسجادة في الزاوية ووضعت امرأة بطانية فوقي لتدفئني.

تبادلنا [عناوين] حسابات" إنستغرام" والتقطنا صور سيلفي وتحدثنا عن العلاقات والأصدقاء الحميمين والمغني إنريكي إيغليسياس. 

 

كمراسلة، فإن القصص التي غالباً ما يتم تجاهلها هي قصص الأشخاص العاديين الذين تقابلهم في أي مكان! إن اللطف الذي لا يسبر غوره من الغرباء والمحادثات والتفاعلات التي تجريها معهم هي بمثابة تجاور جميل تشتد الحاجة إليه مع الجحيم الذي يحيط بنا من كل مكان.

قبل أيام قليلة أثناء العودة إلى غرب لفيف، فتحت أسرة مكونة من أربعة أفراد كانوا يعملون بتنسيق الإمدادات الإنسانية، منزلها لنا حتى نتمكن من استخدام الإنترنت العالي السرعة الخاص بهم.

كان الصبيان مشغولين بلعبة على الكمبيوتر، ولكن عندما غادرنا سلمونا رسماً رسموه لنا لطائرة تحمل العلم الأوكراني التي كانت تخرج منها دوائر زرقاء وصفراء، الطفل البالغ من العمر سبع سنوات الذي رسمها كان حريصاً على التفسير لنا أن النقاط الزرقاء والصفراء كانت عبارة عن قصاصات ملونة، وكتب على الرسمة "مع الحب من أوكرانيا"، وأضافت العائلة: "هذا لكي تتذكرونا".

كل الحروب مروعة وهذه الحرب التي شنتها روسيا بوحشية على أوكرانيا ليست استثناء، لقد زرت المستشفيات والمدارس والمنازل التي تعرضت للقصف الروسي. واليوم بالقرب من كييف، تعرضت قوافل المساعدات الإنسانية وطرق هروب المدنيين للقصف بقذائف هاون ما أسفر عن مقتل نساء وأطفال. وأدى الهجوم المتواصل على المدنيين وقتلهم، إلى قيام المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق في احتمال وقوع جرائم حرب.

مع انطلاق غارة جوية أخرى أكتب هذه السطور الختامية داخل ملجأ آخر لأصدقائنا، حيث رحبوا بنا العائلات والأطفال والحيوانات الأليفة المتجمعة في الزوايا في رقعة الأمان.

طفل صغير على يميني يرسم في كتاب التلوين الخاص به، كلبان سكوتي يرتديان سترات شتوية يغفوان في أحضان أصحابها. هذا الصباح، عندما كنا مع أصدقائنا في الملجأ الأول في ناحية أخرى من المدينة، قالوا مازحين، إنهم سيروننا في لندن لنحتسي المشروب عندما ينتهي كل هذا". حينها قال المشهور على "إنستغرام" مازحاً: "إذا نجونا".

يبدو المستقبل قاتماً للغاية هنا، ولكن على الرغم من ذلك، فإن اللطف هنا يعم الجميع.

تتميز صحيفة "اندبندنت" بتاريخها العريق في تنظيم الحملات لمساعدة الأشخاص الأكثر حاجة. وقد أطلقنا حملتنا الأولى بعنوان "Refugees Welcome" (مرحباً باللاجئين) أثناء الحرب في سوريا في عام 2015. واليوم، إذ نجدد حملتنا ونطلق هذه العريضة في أعقاب الأزمة الأوكرانية التي تتكشف، فإننا ندعو الحكومة إلى المضي قدماً بشكل أسرع لضمان وصول المساعدة. لمعرفة المزيد عن حملة  Refugees Welcome، الرجاء النقر على الرابط التالي.

للتوقيع على العريضة، الرجاء النقر على هذا الرابط. إن كنتم ترغبون بالتبرع الرجاء النقر على هذا الرابط للذهاب إلى صفحتنا الخاصة على موقع "GoFundMe".

*نشرت "اندبندنت" هذا المقال في 8 مارس 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير