Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العقوبات تربك الأسواق والمؤشرات تتفاوت عالميا

الأسهم الأوروبية تنتعش بعد عمليات البيع وسط تماسك الدولار

التقلبات تخيم على الأسواق العالمية في ظل التوتر العالمي ( أف ب)

مازالت الأسواق العالمية في حالة "ارتباك" في ظل إطلاق الحظر النفطي والعقوبات على روسيا. في وقت تخيم حالة عدم اليقين على قرارات المستثمرين، مع تصاعد التوتر، وصعود أسعار النفط لمستويات مستمرة. وسجلت أسواق المال أداء متبايناً، بعد خسائر مؤلمة على مدى ثلاثة أيام حل مكانها استقرار نسبي، فقد انتعشت أسواق الأسهم الرئيسة في أوروبا بشكل كبير في الصفقات المبكرة. وقال نيل ويلسون، المحلل في مجموعة "ماركيتس كوم" إلى أن "أسواق الأسهم الأوروبية تشهد انتعاشاً في صباح التداولات"، مشيراً إلى وجود "شعور بأن التحركات الأخيرة أدت إلى فائض في المبيعات".

أسهم أوروبا

وانتعشت الأسهم الأوروبية، إذ اختار المستثمرون الأسهم التي تضررت في عمليات بيع في السوق في الآونة الأخيرة بفعل المخاوف إزاء العقوبات الغربية المتزايدة على روسيا بعد غزوها أوكرانيا. وارتفع المؤشر "ستوكس" 600 الأوروبي 2.6 في المئة بعد سلسلة من الخسائر على مدى أربعة أيام. وتصدرت قطاعات البنوك، المتضررة بشدة، والسفر والترفيه وشركات صناعة السيارات المكاسب في التداولات الصباحية، إذ تقدم كل منها أكثر من أربعة في المئة. وصعدت أسهم "موردي أبل" الأوروبيين، مثل "إيه أس أم أل" و"إيه أم أس"  و"إنفينيون"، بما يتراوح بين 3.5 في المئة وخمسة في المئة، بعد أن أضافت "أبل" خاصية الاتصال بشبكات الجيل الخامس إلى أجهزة "آيفون أس إي" و"آيباد إير" منخفضة التكلفة، وقدمت شريحة أسرع لأجهزة الكمبيوتر.

شركة "أديداس"

وقفز سهم شركة "أديداس" 7.6 في المئة، بعد أن قالت شركة الملابس الرياضية الألمانية، إنها تتوقع تعافي مبيعات أعمالها في الصين لكنها حذرت من ضرر تصل تكلفته إلى 250 مليون يورو (273.10 مليون دولار) من وقف الأعمال في روسيا. وتقدم سهم بنك "يونيكريدت"، ثاني أكبر بنك في إيطاليا، 7.4 في المئة، وارتفع سهم بنك "بي أن بي باريبا" الفرنسي 7.9 في المئة، حتى مع إفصاح البنكين عن انكشافهما على روسيا.
مخاوف التعافي العالمي

وغذت الأزمة المخاوف من أن التعافي العالمي الهش من وباء "كوفيد-19" ستحل محله فترة من الركود التضخمي، أي ارتفاع التضخم مع بقاء الاقتصاد ثابتاً أو انكماشه. والدافع الأساسي لبيع الأسهم هو الارتفاع الهائل في أسعار السلع. ويشكل النفط الخام مصدر القلق الرئيس، إذ إن غياب الإنتاج الروسي سيؤدي إلى تفاقم وضع الأسواق الصعب أصلاً. وروسيا هي ثالث أكبر منتج للذهب الأسود في العالم. وقالت فرنسا إن أزمة الطاقة الحالية "شبيهة" بأزمة النفط في 1973.

أسعار القمح

وسجلت أسعار القمح والمعادن بما في ذلك النيكل ارتفاعاً قياسياً. وأدت تحذيرات من أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيفرض حظراً على واردات النفط والغاز من روسيا إلى ارتفاع أسعار برنت إلى 139 دولاراً الاثنين (أقل بنحو 8 دولارات من السعر القياسي لعام 2008) قبل أن تتراجع. لكن، مع تأكيد الحظر الثلاثاء وقرار بريطانيا الانضمام إلى الإجراء بحلول نهاية العام، ارتفع سعر الذهب الأسود من جديد.

"كوكا كولا" و"ماكدولاندز" خارج موسكو

وتخضع روسيا لعديد من العقوبات التي دفعت شركات إلى الخروج آخرها سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" ومجموعة "كوكا كولا" ومقاهي "ستاربكس". وحذرت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني من أن موسكو على وشك التخلف عن سداد ديونها السيادية للمرة الأولى منذ عام 1998. وقال رودريغو كاتريل من مصرف "ناشونال أستراليا بنك" إن "الأسواق ما زالت متقلبة وغير قادرة على أن تحدد بدقة الآثار المترتبة على تدفق الأخبار، نظراً للوضع المعقد للاقتصاد العالمي". واضاف أن "المؤشرات الصادرة من رئيس أوكرانيا" فولوديمير زيلينسكي الذي أعلن الثلاثاء أنه لم يعد يصر على انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي، "تواجه واقع أنه حتى إذا تم التوصل إلى تسوية، ستضيف عواقب العقوبات طبقة أخرى إلى مشكلات الإمدادات والخدمات اللوجستية وعديد من أسواق السلع بما في ذلك النفط والنيكل والغاز".
الذهب وتقلبات الأسعار

وتسجل أسعار الذهب ارتفاعاً منذ أسابيع مع وصول التضخم إلى مستوى لم تشهده الولايات المتحدة منذ أربعين عاماً، مما دفع الاحتياطي الفدرالي الأميركي إلى بدء زيادة أسعار الفائدة. ويتوقع كل المحللين ارتفاعاً أكبر في أسعار الذهب على الرغم من الضربة الاقتصادية التي تمثلها حرب أوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت جوان فيني من مجموعة "أدفايزر كابيتال مانيجمنت" لتلفزيون بلومبرغ، إن "الاحتياطي الفدرالي لا يتوقف عن العمل على ما يبدو في ما يتعلق بمشكلة التضخم التي يحاول حلها من طريق رفع معدلات الفائدة". إلا أن الأسعار ابتعدت عن أعلى مستوياتها مع تماسك الدولار. ووفق الأرقام تراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 2044.60 دولار للأوقية "الأونصة"، بعدما صعد إلى 2069.89 دولار للأوقية في الجلسة السابقة القريب من مستوى 2072.49 دولار القياسي المسجل في أغسطس (آب) 2020. وزادت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.8 في المئة لتبلغ 2058.80 دولار للأوقية. وقال مايكل مكارثي كبير المحللين الاستراتيجيين لدى "تايجر بروكرز" في أستراليا "أي خرق (للمستوى القياسي) سيمثل إشارة واضحة إلى أن المناخ الراهن الداعم للأسعار سيدفع لمزيد من الارتفاع. أتوقع مقاومة قوية للغاية عند هذه المستويات". واستقر سعر الدولار الأميركي قرب أعلى مستوياته في أشهر عدة، مما جعل الذهب المقوم بالدولار أكثر غلاء على المشترين بعملات أخرى. وقال محللون، إن الذهب الذي يعد ملاذاً آمناً للقيمة خلال الأزمات العالمية قد يرتفع إلى أعلى مستوياته على الإطلاق إذا ساءت الأوضاع في أوكرانيا وسط المخاوف القائمة من المخاطر التضخمية.

مؤشر طوكيو "نيكي" يعكس مساره

وعكس المؤشر "نيكي" الياباني مساره وأغلق عند أدنى مستوى في 16 شهراً، مقتفياً أثر تراجع الأسواق الآسيوية، إذ يقيّم المستثمرون تأثير الصراع المتفاقم في شرق أوروبا والحظر الأميركي الجديد على النفط الروسي. وهبط "نيكي" 0.3 في المئة ليغلق عند 24717.53 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، بعد ارتفاعه 1.1 في المئة في وقت سابق من الجلسة. وقلص المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً أيضاً مكاسبه، وأغلق منخفضاً 0.06 في المئة عند 1758.89 نقطة. وبذلك يكون المؤشران قد أغلقا على تراجع للجلسة الرابعة على التوالي. وقال تاكاتوشي إيتوشيما المحلل الاستراتيجي في بيكتت لإدارة الأصول "باع المستثمرون الأسهم اليابانية مع ضعف الأسواق في مناطق أخرى من آسيا".
وأضاف "المستثمرون في أوروبا على وجه الخصوص، الذين سعوا إلى ملاذ آمن في الأسهم اليابانية، باعوا حيازاتهم مع تفاقم التوتر المحيط بأوكراني". ويتوخى المستثمرون الحذر حيال مخاطر التضخم وتباطؤ الاقتصاد العالمي في أعقاب ارتفاع أسعار النفط. وفرض الرئيس الأميركي جو بايدن حظراً فورياً على واردات النفط والطاقة الروسية الأخرى، رداً على غزو أوكرانيا، في خطوة قد تحد من النمو الاقتصادي.

المزيد من أسهم وبورصة