Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عن الحرب العالمية ومعنى ظهور الحرف زد الذي روجته الدعاية الروسية

ارتاده مؤيدو الغزو على سواعدهم فبرز كأنه الصليب النازي المعقوف الجديد

اصطف أطفال دار لرعاية الأيتام في مدينة "كازان" الروسية على شكل الحرف "زد" كي يظهروا الدعم لغزو روسيا أوكرانيا (تويتر)

ظهر الحرف "زد" Z  بوصفه أحد الرموز الترويجية البارزة في حرب روسيا على أوكرانيا، وأثار مقارنات مع الصليب المعقوف الذي ارتداه الجنود النازيون في الحرب العالمية الثانية.

في بداية الغزو الروسي، رُسِمَ ذلك الحرف غير الموجود أصلاً في الأبجدية الروسية، لسبب غير مفهوم، على الجزء الخلفي من الدبابات والمركبات الروسية.

تبنى مؤيدو الغزو منذ ما يزيد على أسبوعين حرف Z  شعاراً يظهر دعمهم، وارتدوه على أكمامهم.

وبحسب كميل غاليف، باحث زميل يستفيد من منحة غالينا ستاروفويتوفا [تكريماً لذكرى المفكر السوفياتي المنشق] في "مركز وودرو ويلسون"، فإن أصل ارتباط الحرف بالحرب غامض، وقد عمل غاليف على جمع صور للرمز على "تويتر" منذ ما قبل بدء الغزو. وكذلك أوضح أن البعض يفسر الحرف "زد" باعتباره شعاراً للنصر [استناداً إلى كلمة روسية تبدأ بالحرف نفسه وتعني النصر]، فيما فسره آخرون بأنه يعني الغرب [في إشارة إلى كلمة روسية تبدأ بذلك الحرف ومعناها الغرب].

على أي حال، أصبح هذا الرمز الذي اختُرِع قبل أيام قليلة رمزاً للأيديولوجية الروسية الجديدة والهوية الوطنية.

في البداية، خمن الخبراء في البداية بأن العلامة تشير إلى المكان الذي تتجه إليه الوحدة العسكرية قبل دخولها المعركة، كوسيلة لتمييزها والتقليل من مخاطر النيران الصديقة.

وكذلك تحدث مصدر في العاصمة الأوكرانية كييف إلى صحيفة "صن"، فأوضح أنه "من الضروري أن يكون ممكناً تمييز أي قوة مهاجمة، لا سيما من الجو حيث سيكون للقوات الروسية سيطرة كاملة. لنتذكر أن الأوكرانيين لديهم دبابات ومركبات متشابهة جداً [مع عتاد القوات الروسية]، بالتالي سيرغب الروس في تقليص مخاطر النيران الصديقة".

وعلى نحو مشابه، نقل مايكل كلارك، المدير السابق لـ"المعهد الملكي للخدمات المتحدة"، إلى شبكة "سكاي نيوز" التلفزيونية، أنه من المحتمل أن تكون الرموز الحربية مرتبطة بالموقع الجغرافي الذي ستنشر فيه الوحدات للقتال.

ووفق السيد كلارك، "غالباً ما تعتمد هذه الرموز على الموقع، فهي وسيلة تواصل مع المكان الذي تتجه إليه الوحدة. إذا كانوا يريدون مجرد تمييز المركبات الروسية، فيمكن استخدام رمز واحد لها".

وبحسب السيد غاليف، فقد اتخذ الحرف  Z معنى جديداً، بعد أن بدأ الغزو.

في تغريدة على "تويتر" نشرها الأحد الماضي، كتب غاليف، "بعبارة بسيطة، سيصبح الحرف فاشياً تماماً [رمز الفاشية]. لقد أطلقت السلطات حملة دعائية لكسب التأييد الشعبي لغزوها أوكرانيا، وقد حصلوا على كثير منه". وتضمنت التغريدات صوراً عدة لمدنيين وسيارات وُضِعت عليها تلك العلامة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكذلك كتب غاليف، "لقد اتخذ بوتين قراراً ببدء هذه الحرب. لكنه حصل على دعم واسع من الشعب الروسي. إذ لا يجبرهم أحد على المشاركة في عروض الدعم هذه، كان بإمكانهم تخطيها تماماً، لكنهم يهتفون، لأنهم يشعرون بالرضا والفخر، عادت روسيا إلى العظمة مرة أخرى".

تبيع روسيا اليوم البضائع التي تحمل الحرف Z عبر الإنترنت، ويُزعم أن العائدات تذهب إلى مؤسسة خيرية تدعم "أطفال الحرب".

واستخدم لاعب الجمباز الروسي إيفان كولياك هذا الرمز لإظهار دعمه الغزو، إذ ارتداه حينما تسلم ميدالية برونزية في بطولة كأس العالم للجمباز في الدوحة يوم السبت الماضي.

وأصبحت هذه الحيلة أكثر إثارة للجدال لأن كولياك وقف بجوار كوفتون إليا الأوكراني، الذي حصل على الميدالية الذهبية.

وأشار "الاتحاد الدولي للجمباز" إلى أنه فتح إجراءات تأديبية ضد كولياك.

وفي مدينة كازان الروسية، أُجبِر أطفال في دار لرعاية الأيتام، بشكل واضح، على الوقوف في الخارج والاصطفاف تحت الثلج على شكل حرف Z  لإظهار دعمهم. وقد التقطت كاميرا في طائرة مسيرة تلك الحركة الدعائية التي نظمها فلاديمير فافيلوف، رئيس جمعية خيرية لمكافحة السرطان تدير دار رعاية الأيتام تلك.

وصرح السيد فافيلوف أن 60 مشاركاً، بما في ذلك المرضى والموظفون، كوّر كل منهم يده في قبضة، وأمسك باليد الأخرى منشورات عليها أعلام روسيا وجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية وجمهورية تتارستان الروسية.

كذلك عمد عديد من السياسيين إلى ارتداء ملابس وشارات تحمل الشعار Z، بما في ذلك عضوا البرلمان الروسي ميخائيل ديلاجين [مؤلف ومتخصص في الاقتصاد] وماريا بوتينا [مستثمرة سابقة، وناشطة سياسية].

نشرت السيدة بوتينا التي أدينت في الولايات المتحدة بالتصرف كعميلة أجنبية سرية في 2018، صورة لها وزملائها مرتدين قمصاناً تحمل الشعار  Z، وذيلتها بكلمات "الفريق الداعم لجيشنا ورئيسنا. دعونا نبدأ العمل يا رفاق".

© The Independent

المزيد من دوليات