Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعيداً عن الخلافات السياسية... السعودية تنقذ طاقم سفينة إيرانية مشبوهة بعد استغاثتهم

"سافيز" متهمة بتهريب المواد والأسلحة وزرع الألغام... والجبير: ننقذهم ويستهدفوننا

لبت السعودية استغاثة طاقم سفينة "سافيز" الإيرانية بالبحر الأحمر ونقلتهم إلى أقرب مستشفى بمدينة جازان (واس)

فاجأت السعودية الرأي العام، بتلبيتها نداء استغاثة جديد من سفينة إيرانية داخل عرض المياه الدولية بالبحر الأحمر، قبالة السواحل السعودية الجنوبية، إذ قامت بإجلاء أحد بحارتها على وجه السرعة، وإخلائه نحو أقرب مستشفى بمدينة جازان القريبة.

وبثت وكالة الأنباء السعودية تسجيلاً مرئياً للحادث، يُظهر إجراءات الإخلاء، والتدخل السريع من جانب قوات (التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن)، الذي تقوده السعودية.

وقالت، إن "قيادة القوات المشتركة للتحالف أخلت أحد أفراد طاقم السفينة الإيرانية المشبوهة (سافيز)، الموجودة جنوبي البحر الأحمر، إلى المستشفى العسكري بجازان".

 

وتفاعل السعوديون وأشقاؤهم اليمنيون مع وقائع الإنقاذ، لافتين إلى ما سمّوه إنسانية بلادهم وحسن الجوار، أمام سلوك طهران العدواني تجاه السعودية واليمن ودول الخليج، الذي بلغ ذروته قبل نحو شهر باستهداف ناقلات نفط دولية، بينها سعودية، تتجه إلى ميناء الفجيرة الإماراتي.

إيران طلبت التدخل رسمياً
المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي العقيد طيار تركي المالكي، أوضح في تعليق على الحادث بثته قناة "الحدث" أن السعودية "تلقت طلباً رسمياً من السفير الإيراني ببعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة بجينيف عبر البعثة الدائمة للسعودية لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجينيف لطلب المساعدة، التي كانت انطلقت فور تلقي بلاغ الاستغاثة من مركز البحث والإنقاذ السعودي التابع لهيئة الطيران المدني، واُتخذ جميع الإجراءات لتقديم المساعدة اللازمة".

وأضاف، أن "الإجراء، تم بتوجيه من القيادة انطلاقاً من الدور الإنساني للسعودية كعادتها في مثل هذه الحالات، وتعاملت قيادة القوات المشتركة للتحالف مع الموقف، حسب ما يمليه علينا ديننا الإسلامي الحنيف والقيم الإنسانية، وكذلك الأعراف الدولية، رغم ما تمثله هذه السفينة المشبوهة من تهديد جنوبي البحر الأحمر، وما تقوم به من أعمال عدائية ضد قوات التحالف ومصالح الشعب اليمني، وتهديدها المستمر الملاحة البحرية والتجارة العالمية جنوبي البحر الأحمر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يأتي ذلك بالتزامن مع رفع السعودية والإمارات التحقيقات النهائية عن استهداف سفنها النفطية مطلع مايو (أيار) الماضي إلى مجلس الأمن.

غير أن تلبية السعوديين الاستغاثة الجديدة، جاءت قبله واقعة أخرى على الناحية الأخرى من البحر الأحمر قبالة سواحل جدة بمنطقة السعودية الغربية، إذ تلقى حرس الحدود السعودي نداءً من سفينة إيرانية، قامت على إثره بإعلان حالة الطوارئ المعتادة في مثل تلك الحالة، لأداء واجباتها المهنية نحو المستغيث.

الجبير: ننقذ سفنهم ويستهدفون سفننا!
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير، تعليقاً على الحدث إن "أيدي بلاده ممدودة نحو السلام، ورغم السلوك الإيراني، فإن الرياض سترد بقوة على أي عدوان".

وأضاف، "السعودية ترى أن من حق شعوب المنطقة، بمن فيهم الشعب الإيراني، أن تعيش في أمن واستقرار، وتنصرف إلى تحقيق التنمية، ونحن استجبنا إلى نداء استغاثة من سفينة نفط إيرانية في عرض البحر الأحمر، وقدمت القوات على الفور المساعدات اللازمة للسفينة وأفراد طاقمها، الذين لا يزالون يتلقون الرعاية اللازمة التزاماً من السعودية بمسؤولياتها الدولية والإنسانية والبيئية، في الوقت الذي تعرضت فيه ناقلتا نفط سعوديتان لهجوم تخريبي، وكذلك استهداف محطتي ضخ لخط الأنابيب شرق - غرب".

السفينة "سافيز"، المستغيثة، ليست مجهولة في المياه الدولية بالنسبة إلى التحالف العربي وكذلك اليمنيين، إذ بعيداً عن التكهنات، التي افترضت أن العدوان على السفن الخليجية قبل نحو شهر انطلق منها، فإن التحالف الذي لبى نداءها أخيراً، عقد سبتمبر (أيلول) الماضي مؤتمراً صحافياً، أوضح فيه ما رصدته تحرياته الاستخباراتية عن محتويات السفينة ووظائفها خلافاً لمزاعم طهران، واعتبرها "سفينة تحمل أجهزة تنصت، وتنقل خبراء عسكريين تحت غطاء تجاري".

ما حقيقة "سافيز"؟
وقال المالكي، يومئذ، "موقع السفينة بالقرب من جزيرة كمرا بنحو 87 ميلاً بحرياً وأيضاً من ميناء الحديدة بمسافة 95 ميلاً بحرياً تقريباً، وهي مسافة كافية، لأن تقوم بمهمة قيادة وسيطرة لإدارة العمليات العسكرية، التي تقوم بها الميليشيات الحوثية ضمن تكتيكات الحرس الثوري الإيراني في تهديد سلامة السفن العابرة البحر الأحمر ومضيق باب المندب".

واستعرض صوراً للسفينة، وبعضاً من معلوماتها، تفيد بأنها مسجلة ضمن المنظمة الدولية البحرية التابعة للأمم المتحدة.

وأشار إلى "وجود عدد كبير من الاتصالات الفضائية والرادارات الاتصالية على برج القيادة وسارية البرج"، مؤكداً "أن هذا يثبت أنها سفينة عسكرية تحت غطاء تجاري، إضافة إلى بعض القوارب الخشبية، التي تقترب من السفينة، وتقوم بإنزال حمولات".

 وتابع، "توجد على ظهر السفينة زوارق عسكرية، رُصدت تحركاتها المشبوهة، وأيضاً تقوم بنقل بعض الخبراء، من خلال عمليات الرصد والمراقبة من جانب قيادة القوات المشتركة للتحالف".

 

قتلت 100 صياد يمني
أمَّا الصيادون اليمنيون، فإنهم أيضاً على يقين من أمر "سافيز"، إذ لم يمض أكثر من شهر على تنظيمهم وقفة احتجاج، ينددون بسلوكها المؤثر سلباً في الصيد البحري، ومصدر قوت أبنائهم.

وأصدر 100 منهم، بياناً مطلع مايو (أيار) الماضي، ضد السفينة، وقالوا إنها "عسكرية مسجلة تحت غطاء تجاري في المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، وترسو في المياه الإقليمية لليمن منذ 3 سنوات دون أي مبرر".

وأشار وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني، الذي تضامن مع الصيادين، إلى أن "السفينة مصدر للألغام البحرية، التي تزرعها (الميليشيات الحوثية)، وقتلت أكثر من 100 صياد يمني خلال الفترة الماضية، وعطّلت نشاط أكثر من 30 ألف صياد، وحرمت مئات الآلاف من مصدر دخلهم الوحيد".

وأكد الأرياني، أن مواطنيه الصيادين يناشدون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، "التدخل الفوري لإنقاذهم من السفينة الإيرانية"، مؤكدين أن "استمرار وجودها يهدد حياتهم ومعيشتهم".

 

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط