Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاغتيالات السياسية في السينما... تاريخ مواز تعرضه الشاشات

شغف أوليفر ستون بقصة اغتيال جون كيندي لا يتوقف وفيلم هزلي عن زعيم كوريا الشمالية يثير أزمة

فيلم "JFK" تناول الحياة الشخصية للرئيس الأميركي المغتال جون كيندي  (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية - منصة شو تايم)

عدد غير قليل من قصص الاغتيالات السياسية الشهيرة لم تكشف جميع أسرارها بعد، ولا توجد إجابات شافية عن الأسئلة التي تحيط بها، لذا كان من الطبيعي أن تكون هذه الحكايات مادة مثالية للسينما العالمية، حيث تكمل السيناريوهات الاحترافية القطع الناقصة من اللغز بخيالات قد تستند أو لا تستند إلى وقائع بعينها، وتحاول تفكيك الأحجية، وتعيد سرد الرواية التاريخية بطريقة تنتصر للفن أولاً، والواضح أنه بعد تفاقم الأوضاع السياسية والعسكرية، أخيراً، في ما يتعلق بالصراع الروسي- الأوكراني، الذي جعل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي تستنفر، بات زمن الحرب حاضراً بكل ملحقاته التي تعتبر المؤامرات وخطط الاغتيالات جزءاً أساسياً فيها.

مشاهد الاغتيالات بين السينما والواقع

عبارات التهديد والوعيد، باتت متداولة على ألسنة رجال السياسة ومن هم منخرطون في توابع الغزو الروسي لأوكرانيا حتى أن سيناتور شهيراً في الكونغرس الأميركي دعا صراحة لاغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل إنهاء هذا الوضع، حيث طالب ليندسي غراهام في مقابلة تلفزيونية أتبعها بعدة تغريدات بإزاحة بوتين، وليكن بأيدي الروس أنفسهم، وجاء ذلك عقب توغل العمليات العسكرية في أوكرانيا وتصاعد تهديدات بوتين بشأن السلاح الروسي النووي.

الأمور بتطورها الجامح على الساحة حالياً، يجعلها تبدو وكأنها مشاهد درامية متصاعدة بلا سقف، وتعيد للأذهان دوماً قصصاً لطالما تداولتها السينما عن الحروب والصراعات السياسية وسيرة من يتخذون القرارات في الغرف المغلقة، حتى لو كانوا يستمدون شعبيتهم من الظهور العلني والوجود بين الجماهير جنباً إلى جنب، بينما حقيقتهم لا تكتشف إلا للدائرة الضيقة، وهي تلك الدائرة التي قد لا تفصح عن تلك الحقيقة أبداً مهما ادعت الشفافية، وإلا كانت قصة اغتيال الرئيس الأميركي جون كيندي في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1963 أغلقت بعد مرور كل تلك السنوات، ولكن هذا اللغز حتى الآن يبقى بلا حل، وبالتالي فهو صالح للتجسيد على الشاشة على الدوام، وزوايا تناوله لا تنتهي.

 

 

الغموض يحيط بقصص اغتيالات السياسيين على الشاشة

ولعل أبرز ما قدم في هذا الشأن هو فيلم "JFK" 1991، سيناريو وإخراج أوليفر ستون، الفيلم المعنون باختصار اسم الرئيس رقم 35 للولايات المتحدة الأميركية، وقام ببطولته كيفن كوستنر، تناول حياة كيندي الشخصية، وأيضاً حاول فهم ملابسات اغتياله، وهو في الأربعين من عمره، بإلقاء الضوء على علاقاته بسياسيي العالم وتعامله مع الأزمات الكبرى التي سيطرت على فترة رئاسته.

 أوليفر ستون، "65 عاماً"، والذي يولي اهتماماً خاصاً بعالم السياسة، ويثير جدلاً بموهبته وأعماله التي تنال حظها من ترشيحات وجوائز أوسكار، حيث فاجأ الجمهور في عام 2017 بسلسلة الحوارات التي أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأطلق عليها "The Putin Interviews"، وأجراها على مدار عامين وحتى الآن لا تزال محط تفسيرات وجدل، ولكن رغبة ستون في الإجابة عن التساؤلات التي تشغله تجعله لا يتوقف عن الاقتراب من هذا العالم، وبالتالي فهو مهموم حقيقي بالقضايا الكبرى، حتى أنه لم يكتف بفيلمه الشهير عن جون كيندي، بل قدم ما يشبه الملحق له من خلال فيلم وثائقي عرض بمهرجان كان العام الماضي، بعنوان "JFK Revisited: Through the Looking Glass ـ إعادة النظر في جون كيندي عبر المرآة" الذي عرض لأدلة مكملة وظهر به شهود جدد. على مدار ساعتين تقريباً يتابع المشاهد وجهة نظر ستون في مؤامرة اغتيال كيندي، الأمر لم يتوقف هنا، حيث قدم ستون أيضاً سلسلة من أربع حلقات حول نفس القضية بعنوان "JFK: Destiny Betrayed ـ جون كيندي: خيانة القدر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هناك أيضاً عشرات الأفلام والأعمال التوثيقية التي تناولت مسيرة جون كيندي حيث تعددت الروايات التي جعلت من تلك المأساة مادة ثرية، بينها فيلم "In The line of Fire" 1993، بطولة كلينت ستود، و"Parkland" 2013 للمخرج بيتر لانديسمان، الذي يتحدث عن كواليس ما جرى في المستشفى الذي نقل إليه عقب حادث إطلاق النار، وأيضاً فيلم "Thirteen Days"، وغيرها من الأعمال.

لا تختلف قصة اغتيال الرئيس الأميركي السادس عشر للولايات المتحدة، أبراهام لينكولن أيضاً عن سابقتها، حيث تبدو حكاية مفضلة للعاملين في المجال الفني، والذين يفتشون في أوراق القضية ويخرجون بلقطات توثيقية ويضعون بصمتهم الفنية عليها، ودراما "محرر العبيد" الذي اغتيل في 14 أبريل (نيسان) 1865، لا تفقد بريقها أبداً، وبالطبع هناك عشرات الأعمال التي ألقت الضوء على حياة لينكولن، قد يكون من أبرزها فيلم "Lincoln" 2012 بطولة دانيال دي لويس، وإخراج ستيفن سبيلبرج، الذي ركز على سعيه إلى إنهاء العبودية وصولاً إلى اغتياله في أحد المسارح، ونجح لويس باقتدار معتاد في أن يتلبس شخصية لينكولن بمستوى أداء لا ينسى.

محاولات جادة وأخرى هزلية

مناضلون كثر ضد العنصرية أيضاً وجدت سيرتهم طريقها للشاشة عن طريق تناول فصول من قصص حياتهم، وبشكل أساس التعرض لكواليس وترتيبات عمليات اغتيالهم، بينهم ثائر الحقوق المدنية مالكوم إكس، الذي كان له نصيب غير قليل من تلك النوعية من الأعمال، أشهرها "Malcolm X" 1992 حيث قدم دوره دينزل واشنطن، ولا تزال تفاصيل محاكمته تشغل الجمهور والسينمائيين على السواء، فقد قتل إكس وسط الجمهور في 21 فبراير (شباط) عام 1965، أيضاً مارتن لوثر كينغ أحد أبرز رموز التحرر في الولايات المتحدة، مفارقات حياته والترتيب لاغتياله كان مادة دسمة للسينما التي تلقفتها وعرضتها في سيناريوهات عدة، بينها "Selma" 2015 الذي شاركت في بطولته أوبرا وينفري.

أما فيلم "The Assassination of Richard Nixon" 2004 لشون بن، فيروي قصة حقيقية وقعت عام 1974، حول مواطن قتلت أحلامه في العيش بكرامة وحاول اغتيال الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، ويعرض لمشاعره وحياته وكيف تحولت أفكاره بسبب انهيار كل ما كان يخطط له، فيصير شخصاً ناقماً لا يفكر سوى في الانتقام.

وإذا كان التاريخ يروي الحقائق السياسة الصماء، فإن السينما تضفي عليها روحاً ولحماً ودماً لتتجسد كاملة، وتصبح مرجعاً أساسياً بالنسبة لفئات كثيرة حتى وهم يعلمون أن الانتصار فيها للخيال، من بين أبرز ما قدمه الفن السابع في عالم الاغتيالات فيلم "nglourious Basterds ـ أوغاد مجهولون" 2009 لبراد بيت وميلاني لوران، وهو من تأليف وإخراج كوينتن تارانتينو، وتدور قصته ما بين البنادق والأجواء الشاعرية، حيث تمتلك فتاة يهودية دار سينما تحتفي بها بالحياة والأمل، ولكنها في الحقيقة تقود فرقة لقتل القادة السياسيين النازيين، وفي نفس الإطار أيضاً كان فيلم "Valkyrie" عام 2008 بطولة توم كروز، في دور الكولونيل كلاوس فون شتاوفنبرج المتآمر الرئيس في خطة اغتيال الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر، التي عرفت بمؤامرة العشرين من يوليو (تموز)، ويعد أحد أبرز أفلام الاغتيالات تشويقاً.

وإن كانت تلك الأعمال استدنت إلى وقائع بعينها، فإن لقصص الاغتيالات الخيالية والهزلية مكاناً كذلك، لعل أشهرها فيلم "The Interview" (المقابلة) 2014، لجيمس فرانكو وسيث روجين، وينتمي إلى الكوميدي- السياسي يتحدث عن قصة متخيلة لمحاولة إجراء مذيع أميركي مقابلة مع كيم زعيم كوريا الشمالية، ثم يتحول الأمر إلى مخطط لاغتياله، واعتبر البعض أن هذا السيناريو الافتراضي يسخر من الرئيس الكوري الشمالي، وتلقت دور العرض الأميركية حينها تهديدات كثيرة مما جعلها تلغي عروض العمل، حيث أثار العمل ضجة واسعة.

المزيد من سينما