Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الغرب استغرق كل هذا الوقت كي يتحرك فيما بوتين مكشوف منذ سنوات

إذا وضعت الحرب أوزارها سيتوجب البحث بتأن عن سبب قبول الرئيس الروسي وتصرفاته فترة طويلة

كشفت طريقة تصرف بوتين في جورجيا وسوريا وسالزبوري وإقصائه لمعارضيه في الداخل حقيقته (غيتي)

يسير العالم بسرعة فائقة. في هذا الوقت من الأسبوع الماضي، كنا نناقش إمكانية إقدام فلاديمير بوتين فعلاً على غزو أوكرانيا. وقد جاء الجواب على هذا السؤال بأكثر الطرق دموية على الإطلاق.

وفي المقابل، جاء رد الفعل على جرائم الحرب المزعومة التي يرتكبها الرئيس الروسي بصورة مذهلة كذلك. خلال ستة أيام، دفعت الحرب بألمانيا إلى خلع عباءة الخمول تجاه موسكو والتعهد بزيادة الإنفاق العسكري وتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة. كذلك دفعت بالسويد غير المنحازة إلى فعل الأمر نفسه بالنسبة للأسلحة، وفرضت سويسرا المحايدة دائماً وأبداً عقوبات على روسيا، فيما طالبت غالبية المواطنين الفنلنديين بالانضمام إلى حلف الناتو.

وفي نهاية المطاف، توصل الاتحاد الأوروبي إلى ما يشبه السياسة الخارجية. ويبدو أن فيكتور أوربان في هنغاريا قد أدرك، أخيراً، أنه ربما أخطأ في مصادقة بوتين، بينما استنفدت باريس بعد جهد كبير كل محاولات النقاش مع موسكو، واستبدلتها، أخيراً، بتعهد عن شن "حرب اقتصادية شاملة" على روسيا.

في السياق نفسه، أرسلت القوات العسكرية على وجه السرعة إلى عدة مناطق حدودية في أوروبا الوسطى، وفي غضون أقل من أسبوع واحد، تحدث الغرب علناً عن إسقاط بوتين، الأمر الذي لم يكن ممكناً تصوره، الأربعاء الماضي. وثار رعب يجمد الأطراف، حينما جرى التحدث عن الحرب في أوكرانيا بعبارات توحي بإمكانية تحولها إلى صراع نووي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستطراداً، تستحق ردود الفعل على سلوك روسيا الثناء من نواح عدة. إذ انكسر التراخي اللطيف مع عالم الاتحاد السوفياتي السابق. ما عاد تحمل الوضع على سوئه خياراً متاحاً في السياسة الخارجية لبلدان عدة. وجرى ذلك كله في مجرد ستة أيام.

وفي المقابل، يطرح هذا الأمر سؤالاً حول سبب مرور هذا الوقت الطويل قبل أن تتصرف البلدان، أخيراً. إن بوتين واضح وضوح الشمس. وقد انكشفت حقيقته منذ زمن بعيد مع طريقة تصرفه في جورجيا وسوريا و"سالزبوري" [مدينة في بريطانيا جرى فيها اغتيال عميل سابق في الاستخبارات الروسية]، وأسلوبه المداهن والملتوي في عالم الرياضة، وإقصائه معارضيه في الداخل ودعمه المدمر للناشطين في الغرب.

إذاً، لسنا أمام مخطط استراتيجي خفي عظيم، تتعذر قراءة ملامح وجهه، على الرغم من كل حقن الـ"بوتوكس" التي يزعم أنه تلقاها. بالأحرى، إنه رجل متوحش وقاس وقد سهل سلوكه استيعاب الغرب له على مدار سنوات.  

وحينما تضع الحرب أوزارها، إذا فعلت ذلك، يتوجب إجراء بحث متأن عن سبب تحمله وتحمل تصرفاته، طيلة هذا الوقت. لقد دفع كثيرون ثمن هذا التساهل. ومن دواعي المأساة أن تضاف أوكرانيا إلى هذه القائمة.

تحية طيبة،

ديفيد هارينغ

محرر الشؤون الدولية

© The Independent

المزيد من آراء