Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بلدان تدعم غزو روسيا لأوكرانيا فكأنهم أصدقاء حتى النهاية

عدد من شركاء موسكو قرروا كسر الإجماع على إدانة الحرب والعزلة الدولية التي يعانيها بوتين مع تمدد الغزو

الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاتشنكو أثناء اجتماع مشترك لمجلسي الوزراء والأمن في مينسك، بيلاروس، 01 مارس 2022 (أسوشيتدبرس)

اجتذب غزو روسيا لأوكرانيا إدانة شاملة من جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والقوى الأوروبية وغيرها من البلدان الغربية. لكن بلداناً عدة دعمت موسكو في تصرفاتها.

بيلاروس

أوضح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أن بلاده لا تشارك في الحرب الروسية على أوكرانيا. وفي اجتماع مع جنرالات جيشه، أمر قواته بحماية الحدود مع البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي ليتوانيا وبولندا. ووفق وكالة الأنباء "بلتا"، ذكر لوكاشينكو أنه "يتعيّن علينا أن نرى كل ما يحدث هناك في بولندا". وفي شريط فيديو انتشر صباح الخميس الماضي، ظهرت قوات روسية تعبر حدود بيلاروس إلى أوكرانيا. ولا تزال بيلاروس تستضيف حوالى 30 ألف جندي روسي شاركوا في تدريبات عسكرية مشتركة هذا الشهر، ومن المتوقع أن يبقوا في البلاد حتى إشعار آخر.

ويمكن لاستخدام روسيا أراضي بيلاروس لغزو أوكرانيا المجاورة، أن يعتبره المسؤولون الأوكرانيون والأوروبيون عدواناً مباشراً. واستدعت كرواتيا بالفعل سفيرها في بيلاروس.

وعلى الرغم من الاعتماد المتزايد على السيد بوتين في البقاء في السلطة، تصوّر السيد لوكاشينكو أنه يتخذ إجراء متوازناً بين روسيا وأوكرانيا بأن يتجاهل المزاعم المتعلقة بخطط الحرب، مشيراً قبيل الغزو إلى ان بلاده لا تريد الحرب.

الصين

تشير التصريحات الأخيرة الصادرة عن وزارة الخارجية الصينية، في أعقاب بيان مشترك من خمسة آلاف و300 كلمة أدلى به السيد بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ في وقت سابق من هذا الشهر، إلى أن بكين ستدعم المطالب الروسية على طول الطريق. ووجّه الناطق باسم وزارة الخارجية هوا تشون ينغ انتقاداً قوياً إلى الولايات المتحدة وحذر من الآثار غير المباشرة للعقوبات الاقتصادية الغربية في مصالح الصين. وبعد الغزو، دعت الصين إلى ضبط النفس ورفضت تصوير العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا باعتبارها "غزواً"، ما يشير إلى هدف صيني يتلخص في التمسك بالرواية الروسية في شأن التطورات السريعة.

وفي واقع الأمر، تفرض أزمة أوكرانيا تحدّياً كبيراً على الصين في سعيها لإيجاد توازن دقيق بين شراكتها الوثيقة إلى حد غير مسبوق مع روسيا، وجهودها الرامية إلى منع تدهور علاقاتها مع الغرب. كذلك أظهرت بكين استعدادها لاستيعاب مخاوف أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مردّدة بذلك دعوتهما إلى خفض التصعيد واستعادة المسار الدبلوماسي.

بالتأكيد ليس من المتوقع أن تؤيد الصين الغزو الروسي لأوكرانيا على نحو صريح، فمن شأن ذلك إلحاق الضرر بعلاقاتها الإيجابية مع أوكرانيا، مع إلقاء مزيد من الظلال على علاقاتها المعقدة بالفعل مع بقية أوروبا. وكذلك سيتسبب في تآكل زعمها القديم بأنها تحترم سيادة البلدان وسلامتها الإقليمية ومبدأ عدم التدخل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كوريا الشمالية

فكّر نظام زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في التدخل في الأزمة الروسية الأوكرانية لدعم روسيا وتسوية الخلافات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، فطالب واشنطن بوقف "سياستها العدائية المتمثلة في عزل روسيا وإضعافها".

وقبل الغزو، التقى دبلوماسيون من كوريا الشمالية بنظرائهم من الروس لمناقشة "التعاون الاستراتيجي" و"المسائل ذات الاهتمام المشترك في ما يتصل بالموقف الإقليمي والدولي"، وفق بيانات صحافية صدرت عن كوريا الشمالية.

وتُعدّ روسيا واحداً من شركاء الشمال القلائل. وكانت روسيا والصين أعاقتا الشهر الماضي جهوداً أميركية رَمَت إلى فرض عقوبات على بيونغ يانغ، بعدما أطلق النظام سبع تجارب صاروخية متتالية في شهر واحد.

والأسبوع الماضي، لاحظ يون سوك يول، المرشح الرئاسي الكوري الجنوبي، أن السيد كيم قد يستغل الحرب في أوكرانيا لإطلاق مزيد من تجارب الصواريخ البعيدة المدى. فقد يتصور السيد كيم أن الولايات المتحدة وحلفاءها تشتّت انتباههم وباتوا مجهدين بفعل الحرب في أوكرانيا، وأن وابلاً إضافياً من الصواريخ قد يمرّ بلا عقاب. وسيُصوَّر الأمر أيضاً اختباراً لإدارة بايدن وقدرتها على مراقبة الأزمات الأمنية المتعددة في مختلف المناطق والتعامل معها بشكل فاعل في الوقت ذاته.

سوريا

سارعت سوريا إلى الاعتراف بالإقليمين الانفصاليين في شرق أوكرانيا، جمهورية لوغانسك الشعبية وجمهورية دونيتسك الشعبية، بعد ساعات من اعتراف السيد بوتين بهما بوصفهما دولتين مستقلتين. ووفق "وكالة الأنباء السورية" التي تديرها الدولة، ذكر وزير الخارجية فيصل المقداد أن دمشق "ستتعاون" مع المنطقتين الواقعتين في شرق أوكرانيا.

وأيّد السيد بوتين نظام الديكتاتور السوري بشار الأسد طوال الحرب الأهلية التي تجتاح البلاد منذ عام 2011. ويعتمد بشار الأسد أيضاً في شكل كبير على روسيا للبقاء وإعادة بناء بلاده من الدمار الواسع النطاق الذي أدّت القوات الروسية دوراً محورياً في إطلاقه أثناء القتال ضد المتمردين.

ويقول خبراء إن الأسد ليس لديه خيار سوى إظهار دعمه العلني لمطالب السيد بوتين. مثلاً، اعترفت سوريا أيضاً بإقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليين بعد الحرب الروسية الجورجية في 2008.

فنزويلا

هذا الأسبوع، أعربت حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن دعمها تصرفات روسيا في أوكرانيا، مع عمل البلدين على تعزيز العلاقات بينهما.

ويوم الثلاثاء الماضي، أشار نائب رئيس الحزب الاشتراكي الحاكم ديوسدادو كابيلو إلى أن روسيا لديها "الحق كله في الدفاع عن موقفها وأراضيها"، زاعماً من دون أي دليل أن "الناس يلجأون إلى روسيا لأنهم يُذبحون في أوكرانيا".

ومن ناحية أخرى، أعرب زعيم المعارضة خوان غوايدو، الذي اعترفت به الولايات المتحدة وعدد من بلدان أوروبا وأميركا اللاتينية بوصفه الزعيم الفنزويلي الشرعي، في بيان له عن تضامنه مع أوكرانيا. وأوضحت حكومته أنها تدعم كييف في مواجهة الإدراك "المؤسف" بشأن حدوث "عمل تدخلي من جانب واحد" من قبل روسيا، ودانت الاعتراف بدونيتسك ولوغانسك بوصفه "غير شرعي".

الحوثيون

أيّد المتمردون الحوثيون في اليمن اعتراف روسيا بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك بوصفهما جمهوريتين مستقلتين، لكنهم حذروا من الحرب التي من شأنها أن "تستنزف القدرات الروسية".

ويشير منتقدو الحوثيين إلى أن الجماعة التي تدعمها إيران، واستولت على العاصمة صنعاء بالقوة وطردت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، تلقّت دعماً سياسياً ومالياً من روسيا في الأعوام الأخيرة.

ويفيد خبراء بأن إيران، التي دعت إلى التهدئة لكنها حمّلت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي المسؤولية عن التصعيد الروسي، ستوافق ضمنياً على إعلان الحوثيين دعمهم للسياسات الروسية في أوكرانيا.

وتنخرط طهران حالياً في مفاوضات شرسة مع القوى الغربية وروسيا والصين على احتمال إحياء الاتفاق النووي الذي تخلت عنه إدارة ترمب في 2018. وباعت روسيا إيران عشرات الأسلحة المتطورة في الأعوام الأخيرة، ومنحتها غطاء دبلوماسياً في الأمم المتحدة في مواجهة العقوبات الاقتصادية الأميركية.

© The Independent

المزيد من دوليات