Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مباحثات أميركية - إسرائيلية للتعامل مع تداعيات الحرب الأوكرانية

بينيت يواصل السير بين النقاط للحفاظ على علاقة جيدة مع موسكو لضمان حرية عملها العسكري في سوريا

رفض نفتالي بينيت تزويد أوكرانيا بالأسلحة بناء على طلب من الرئيس الأوكراني خلال محادثة هاتفية بين الاثنين (أ ب)

في الوقت الذي تحتدم فيه الحرب الروسية - الأوكرانية وتواصل إسرائيل سيرها بين النقاط للحفاظ على علاقة جيدة مع روسيا لضمان حرية عملها العسكري في سوريا، وصل الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، في زيارة خاطفة ومفاجئة إلى تل أبيب ليبحث مع رئيس الحكومة نفتالي بينيت، ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، تداعيات الحرب الأوكرانية على المنطقة، وتحديداً الحدود الشمالية وكيفية التعامل مع سوريا ولبنان والتموضع الإيراني في البلدين.

وحرصت تل أبيب على إبقاء هذه الزيارة من دون زوبعة إعلامية، وما تسرّب منها أنه تم الاتفاق عليها في غضون 48 ساعة، وتهدف إلى التنسيق في العمليات والنشاطات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في المناطق التي يحرص على ضمان أمن إسرائيل فيها وهي لبنان، وسوريا، وفي كيفية مواجهة إيران في دمشق.

وشهد التنسيق بين الجيشين، الإسرائيلي والأميركي، حماوة خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً بعد تسلل طائرات من دون طيار إلى الحدود الإسرائيلية، كما أنهى الجيشان، مطلع الأسبوع، تدريباً مشتركاً بين سلاحي الجو حول كيفية مواجهة الطائرات من دون طيار.

ونُقل عن ضابط إسرائيلي أن الضيف الأميركي عبر في الآونة الأخيرة عن قلقه من تعاظم قدرات الصواريخ والطائرات من دون طيار لدى الإيرانيين، وإيران، حسب المصدر نفسه، بدأت في إنتاج وتزويد كثير من الطائرات من دون طيار، في أعقاب فشل تهريب صواريخ وأسلحة ثقيلة لداعميها في الشرق الأوسط.

وفي ذروة هذا اللقاء، واصلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بحث تداعيات احتدام الحرب على إسرائيل وسياستها تجاه إيران، من جهة، وتجاه الولايات المتحدة من جهة أخرى، في وقت انطلق القطار الجوي الذي يحمل يهود أوكرانيا ومهاجرين منها إلى إسرائيل، وكُثفت الجهود لنقل المزيد منهم، في ظل توقعات تصعيد المعارك وخطر اتساع رقعة الحرب.

الصناعات الحربية الإسرائيلية

ومع اتساع التهديدات والمخاطر المحدقة بدول أوروبية، في أعقاب احتدام المعارك، وجدت هذه الدول في إسرائيل مصدراً لتعزيز قدراتها العسكرية عبر شراء آليات ومعدات قتالية، خصوصاً الدفاعية منها، استعداداً لأي تطور. وفي غضون يومين، ارتفعت أسهم شركات الصناعة العسكرية الإسرائيلية أكثر من 18 في المئة.

ووصف الإسرائيليون التوجه الأوروبي لشركات الصناعات العسكرية بـ"جنون الطلب"، إذ تقدمت، بالأساس، الدول المجاورة لروسيا أو القريبة من ساحة الحرب: هنغاريا، وبلغاريا، والتشيك، ورومانيا، وسلوفاكيا، والسويد، بطلب التزود الفوري بطائرات من دون طيار وأنظمة حربية إلكترونية، وأنظمة سيطرة ورقابة، وأنظمة اتصالات وتسليح.

وحسب مصدر في الصناعات العسكرية الإسرائيلية تحدث للصحيفة الاقتصادية "ذي ماركر"، فإن "الأوروبيين يدركون أن خطر الإسناد قد تغير، وإذا كانوا قد قدّروا في السابق أن التهديد الأمني هو الصين، ولم يحسبوا حساب روسيا، الآن هم يدركون أن التهديد هو صيني، وروسي، وربما هو تهديد الاثنين معاً، كل ما حدث في أوكرانيا بدأ بعد اللقاء بين بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ، في الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، ومنذ ذلك الحين، تجدد التوتر حول تهديد الصين لتايوان".

وشمل طلب الدول الأوروبية شراء كمية كبيرة من منظومات اشتريت في السابق وتمت تجربتها بنجاح، على سبيل المثال، زودت شركة "ألبيت" للصناعات العسكرية، في السنوات الأخيرة، أنظمة ليزر من نوع "ديركان" لحماية الطائرات ومنظومات قتال إلكترونية لسلاح الجو الألماني، ومنظومات راديو وأجهزة رؤية ليلية للجيش البري الألماني ومنظومات اتصالات لسلاح البحرية الألماني، هذا الأمر أسهم في رفع بيعها لألمانيا، ويتوقع أن تحصل على ميزانية دفاع عالية كان متوقعاً أن تصل قبل الحرب الأوكرانية إلى 19 في المئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المرجح أن تفيد الطلبات المتزايدة الشركات الإسرائيلية الكبرى الثلاث، وحتى شركات أصغر مثل "رادا" التي تطور منظومات رادار لتشخيص وتحييد تهديدات مثل طائرات مروحية وصواريخ ضد الدبابات وسيارات مدرعة أخرى، وصواريخ أرض - جو، وقذائف هاون، علماً أن الشركة توفر، ضمن أمور أخرى، أجهزة رادار لمنظومة الدفاع الفعالة لسيارات مصفحة باسم "حيتس دوربن"، التي تم تطويرها من قبل "ألبيت".

بينيت ما زال يتلعثم أمام روسيا

وتواصل إسرائيل جهودها للحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا، خشية أن ينعكس التوتر في العلاقة على العمليات التي تنفذها إسرائيل في سوريا وتقييد حرية سلاح الجو. وفي قرار يعكس هذا الوضع، رفض نفتالي بينيت تزويد أوكرانيا بالأسلحة، بناء على طلب من الرئيس الأوكراني خلال محادثة هاتفية بين الاثنين، على الرغم من أن كبار المسؤولين الأميركيين أبلغوا متخذي القرار في تل أبيب بأن الإدارة الأميركية سترحب بتزويد السلاح لأوكرانيا.

وحسب قول مسؤول أمني في تل أبيب، "بصراحة، تخشى إسرائيل أن يؤدي مثل هذا الدعم لأوكرانيا إلى إثارة غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، علماً أن وزير الخارجية يائير لبيد أعلن أن إسرائيل ستنضم إلى إدانة روسيا في الأمم المتحدة، لكن، وفي كلمة ألقاها نفتالي بينيت، وركّز فيها على محاربة إيران، قال إن إسرائيل تقدم مساعدات "بهدوء" لأوكرانيا، وبحسب بينيت، فإن "إسرائيل اتخذت منذ اللحظة الأولى خطاً مدروساً ومسؤولاً، لا يسمح لنا الحفاظ على مصالحنا وحسب، إنما على نجاعة أيضاً".

قطار جوي أوكراني إلى تل أبيب

وسط هذه الأجواء، بدأت إسرائيل استقبال الأوكرانيين، وتستعد عبر جهات عدة، لموجة هجرة كبرى ستصل بقطار جوي، تأمل تل أبيب أن تنفذ ذلك قبل اتساع رقعة الحرب ومخاطرها، وناقشت لجنتان في الكنيست الإسرائيلي خطة استقبال المهاجرين الأوكرانيين، المتوقع أن يصلوا بالآلاف، وقال المدير العام لوزارة الاستيعاب والهجرة، خلال نقاش الموضوع في لجنة الدستور، "ستكون موجة هجرة كبيرة. وعندما يعلو أزيز الرصاص وتحتدم معارك المدافع سنبدأ في رؤية تغيير دراماتيكي".

أما مدير وحدة الاستيعاب والهجرة في الوكالة اليهودية، شاي فيلبر، فقال في نقاش في لجنة المالية إن عدد الراغبين في الهجرة إلى إسرائيل وصل، حتى صباح الاثنين، إلى خمسة آلاف شخص، وعلى حد قوله، "سيزداد هذا العدد في الأيام المقبلة. نتوقع آلاف المهاجرين ممن سيأتون بشكل مستقل أو منظم، ويجب التفكير كيف نستعد، نستأجر منشآت في الدول المجاورة ونستعد لإقامة معسكرات انتقالية يتوجه إليها آلاف اليهود ممن سنعمل على نقلهم إلى البلاد جواً".

وبحسب وزيرة الهجرة والاستيعاب بنينا تمنو شطا، فإن وزارتها أعدت 12000 سرير لاستيعاب المهاجرين، "يوجد تجند من رؤساء السلطات المحلية واتحاد الفنادق. كما أن وزير المالية مجند وتعهد ألا تكون مشكلة مالية".

وضمن الخطة الإسرائيلية لاستيعاب المهاجرين، ستحصل كل عائلة تصل من أوكرانيا إلى البلاد على منحة استيعاب أولية بمقدار خمسة آلاف دولار، بينما الأفراد سيحصلون على 2000 دولار.

المزيد من الشرق الأوسط