Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مباحثات سعودية - أوروبية حول إيران واليمن ولبنان

تناول الجانبان مواضيع عدة أبرزها الاتفاق النووي والأزمة اللبنانية والحرب اليمنية

جانب من لقاء وزيري الخارجية السعودي والفرنسي في باريس (واس)

تركزت جلسة المباحثات التي جمعت وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، مساء الاثنين 28 فبراير (شباط)، على برنامج إيران النووي والحرب الطاحنة في اليمن والوضع الاقتصادي والسياسي العاصف بلبنان، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

واستعرض اللقاء الذي عقد بمقر الخارجية الفرنسية بباريس، حسب "واس"، "أطر العلاقات السعودية الفرنسية وسبل تعزيزها في شتى المجالات وبما يخدم مصالح وتطلعات البلدين الصديقين". كما استعرض الوزيران أبرز مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة لدعم ركائز الأمن والاستقرار، ومن منطلق إيمان قيادتي البلدين بأهمية استمرار التشاور وتبادل وجهات النظر حيال تطورات القضايا الإقليمية والدولية.

ولم يكن الملف اليمني بعيداً من طاولة المباحثات، إذ تناول الجانبان "مستجدات الأوضاع في اليمن، وأكدا أهمية دعم الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، بما في ذلك جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن". وذلك استناداً إلى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار 2216.

من جانبه، أكد لودريان دعم فرنسا الكامل لمبادرة السلام السعودية التي تم تقديمها في تاريخ 22 مارس (آذار) 2021. وشدد على إدانة فرنسا القاطعة للاعتداءات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي.

وكان الوزير السعودي صرح قبل أيام لوكالة الأنباء الألمانية أن الحملة العسكرية في اليمن "استغرقت أطول مما كانت تتمناه بلاده". وأوضح بن فرحان "تدخلنا مع شركائنا لمساعدة وحماية الحكومة اليمنية. كنا نأمل ألا يطول الأمر، لكنه للأسف استغرق وقتاً أطول مما كنا نتمناه. لا نزال نواصل مساعينا للعثور على طريق سياسي لحل الأزمة".

وأشار الوزير السعودي إلى أن "السعودية اقترحت في مارس الماضي وقفاً لإطلاق النار تعقبه عملية سياسية"، لافتاً إلى أن "هذه هي المرة الثانية التي تقدم فيها المملكة هذا المقترح". وتابع "للأسف لم يقبل الحوثيون بذلك حتى الآن، ورفضوا إجراء أي حوار إيجابي حول الأمر".
 


اتفاق على مساعدة لبنان

وفي حين تعصف بلبنان أزمات اقتصادية وسياسية، وعلى الرغم من أنه يمر بمرحلة "فتور" في العلاقات مع السعودية، فإنه كان ضمن أجندة طاولة النقاش في باريس. وأوردت وكالة الأنباء السعودية، أنه "ترجمة لتوجيهات قيادتي البلدين، شهدت جلسة المباحثات متابعة التنسيق الثنائي بين المملكة وفرنسا حيال مستجدات الأوضاع في لبنان وما يعانيه الشعب اللبناني من ظروف صعبة ومن تداعيات أزمة اقتصادية وإنسانية حادة".

واتفق الجانبان على تمويل مشاريع إنسانية أولية عدة لمساعدة الشعب اللبناني، وكخطوة أولى للعمل المشترك بين السعودية وفرنسا لتقديم الدعم في هذا الخصوص، الذي يأتي على شكل مشاريع خيرية وإنسانية تعنى بتوفير مساعدة مباشرة لمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في لبنان، ورفع مستوى الرعاية الصحية الموجهة لمكافحة جائحة كورونا، وبعض المنشآت التعليمية الأساسية، والمساهمة في تمويل أعمال المنظمات العاملة على توزيع حليب الأطفال والغذاء للفئات الأكثر تضرراً.

واتفق الطرفان على إنشاء آلية العمل المشترك المتفق عليها بينهما لتقديم الدعم للشعب اللبناني وتمويل بعض نشاطات المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في مجال الإغاثة والمساعدة الشعبية في لبنان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى الرغم من عدم الإفصاح عن الكثير من التفاصيل عن المحادثات فإن الخارجية السعودية أكدت أن الوزيرين تبادلا وجهات النظر حيال المستجدات المرتبطة بالأزمة الأوكرانية الجارية، وتطورات الأوضاع المرتبطة بها، وموضوعات أخرى ذات الاهتمام المشترك.

إيران والمفاوضات الماراثونية

وفي الوقت الذي تجري فيه مفاوضات على نحو متباطئ في فيينا بين الغرب وإيران بشأن برنامجها النووي، أوصى الجانبان السعودي والفرنسي بـ"أهمية أن يسهم أي اتفاق يتم التوصل إليه في منع إيران من تطوير أو الاستحواذ على سلاح نووي". واتفق الوزيران السعودي والفرنسي على أهمية استمرار التنسيق لمواجهة التحديات وتعزيز الأمن الإقليمي.

وحول الملف الأوكراني، عبر بن فرحان قبل أيام في تصريحات لقناة "العربية"، عن أمله "في أن تحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا بالحوار والدبلوماسية"، مضيفاً أن بلاده "تتطلع إلى دور الاتحاد الأوروبي بشأن أمن واستقرار المنطقة". وأضاف بشأن الاتحاد الأوروبي ومفاوضات فيينا مع طهران، أن "ما يهم المملكة هو أن يكون الاتفاق النووي مع إيران منطلقاً لمعالجة قضايا المنطقة"، مشيراً إلى "الدور المهم للاتحاد الأوروبي في مفاوضات فيينا".

وفي أول رد على تصريحات وزير الخارجية السعودي، قالت الخارجية الإيرانية، الاثنين، بلسان المتحدث باسم خارجيتها سعيد خطيب زادة في مؤتمر صحافي، إنه "تم تحديد أعضاء الاتفاق في نصه، وأوصي السعودیة بقراءته والامتناع عن الإدلاء بتصریحات بالية وغير حكيمة"، وذلك حسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

وأكد خطيب زادة أن مشاركة الوفد الإيراني في مفاوضات فيينا ليست من أجل التوصل إلى اتفاق جديد، موضحاً أن "الوضع حالياً ليس فيه أي غموض لواشنطن وأوروبا، وأن الجمهورية الإسلامية متمسكة بخطوطها الحمراء". وأضاف أن "المجلس الأعلى للأمن القومي هو الذي يشرف على المحادثات، وعودة (كبير المفاوضين النوويين في إيران علي باقري) جاءت من أجل تناول القضايا المتبقية وقد تم إعداد مسودة الاتفاقية وثمة حاجة إلى مراجعتها. بقيت بعض القضايا التي تتطلب توجيه التعليمات اللازمة لباقري من أجل التحدث مع الأطراف المختلفة".

المزيد من الشرق الأوسط