اتفقت المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على استبعاد بعض المصارف الروسية من نظام "سويفت" المصرفي.
وقال بوريس جونسون، إن نظام "سويفت" المصرفي "بالغ الأهمية" لفرض ضغوط اقتصادية على روسيا.
ما هو "سويفت"؟
تعني "سويفت" (SWIFT) جمعية الاتصالات المالية العالمية بين المصارف (Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunication). وهذا النظام الذي أعد عام 1973 يشكل جزءاً بالغ الأهمية من الشبكة التي تيسر تدفق الأموال إلى مختلف أنحاء العالم.
وهو نظام مراسلة آمن يسمح لنحو 11 ألف مؤسسة مالية بالتحدث إلى بعضها بعضاً [بالتنسيق] وإجازة المدفوعات. فعند إرسال دفعة من مصرف إلى آخر، يتلقى المصرفان رسالة عبر "سويفت" قبل المضي قدماً في المعاملة. وينفذ نحو 40 مليون عملية باستخدام "سويفت" كل يوم.
وهو في مثابة منظمة تعاونية تشمل ألفي مصرف عضو ويقع مقرها في بلجيكا. وتشرف المصارف المركزية بما فيها بنك إنجلترا على إدارة التعاونية.
و"سويفت" مؤسسة محايدة لا يمكنها إصدار العقوبات الخاصة بها. ولا بد من اتفاق الحكومات على قرار بمنع المصارف الروسية من استخدام النظام.
هل سيضر بروسيا حظرها من استخدام "سويفت"؟
أشار بوريس جونسون إلى أن استبعاد روسيا من "سويفت" سيجعل الحياة صعبة على السيد بوتين من خلال منع روسيا من إرسال المدفوعات واستلامها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي حديث إلى برنامج "توداي" الذي يبثه "راديو 4" التابع لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، شرح وزير الدفاع بن والاس قائلاً: "عندما يدفع طرف إلى روسيا في مقابل الغاز، من المرجح أن يمر المبلغ عبر نظام (سويفت)، مثلاً".
وأضاف: "نريد وقفه [إقصاء روسيا عنه]. ولا تريد بلدان أخرى ذلك. وأمامنا كثير من الخيارات. سنعمل طوال اليوم لنحاول ونحقق الأمر (وقف وصول روسيا إلى النظام)".
هل هناك طرق للالتفاف على حظر لـ"سويفت"؟
أخيراً، قال رئيس "في تي بي"، وهو مصرف روسي كبير، إنه يستطيع استخدام قنوات أخرى للدفع، مثل الهواتف، أو تطبيقات المراسلة، أو البريد الإلكتروني.
وللصين نظام خاص بها يعرف باسم "سيبس" (نظام المدفوعات الدولي العابر للحدود [Cross-Border International Payments System (CIPS)])، وهي تأمل في أن يصبح بديلاً واسع الانتشار لـ"سويفت".
وهناك أيضاً بدائل مثل العملات المشفرة، وستظل المصارف الروسية قادرة على توجيه المدفوعات عن طريق بلدان لم تفرض عقوبات.
لماذا لم يطبق حظر بالفعل؟
كان استبعاد المصارف الروسية من "سويفت" يتطلب اتفاقية دولية، وكانت هناك آراء متباينة حول ما إذا كان من الواجب المضي قدماً في ذلك.
وقاومت ألمانيا الحظر وقال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير، إن الإجراء لن يستخدم إلا كملاذ أخير.
وفهم أيضاً أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان متردداً. وتعتقد واشنطن أن البلدان الأوروبية التي تمارس أعمالاً تجارية مع روسيا قد تتعرض أيضاً إلى الضرر إذا منعت المصارف الروسية من استخدام "سويفت".
وروسيا مورد كبير للنفط والغاز وعدد من السلع المهمة الأخرى إلى أوروبا. ومن الممكن أن يؤدي منع المدفوعات إلى تعطيل هذه الإمدادات ودفع الأسعار إلى مزيد من الارتفاع.
وسبق أن برز إجماع على مثل هذا الإجراء. فعام 2012، منع الاتحاد الأوروبي "سويفت" من خدمة الشركات والأفراد الإيرانيين الذين فرضت عقوبات عليهم في ما يتصل ببرنامج طهران النووي.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس: "شأن غيره [من المؤسسات]، هذه مؤسسات دولية، واذا لم يكن كل بلد يريد طردها [المصارف الروسية] من نظام (سويفت)، يصبح من العسير القيام بذلك".
© The Independent