Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعودية تسحب منتوجا لحليب الأطفال من السوق بسبب بكتيريا

"هيئة الدواء والغذاء" في البلاد قالت إن لديها اشتباه في احتواء المنتج على مادة "السالمونيلا" الخطرة

هيئتا الدواء والغذاء الأميركية والسعودية قامتا بسحب نفس المنتج من أسواقهما (أ ب)

في خطوات متسارعة، أعلنت هيئة الغذاء والدواء السعودية عن سحب ثلاث منتجات لحليب الأطفال من الأسواق المحلية من إنتاج شركة "ابوث" الأميركية، وأطلقت عديداً من التحذيرات عبر منصاتها الإلكترونية لتجنب استهلاكه تلك المنتجات للاشتباه باحتوائها على بكتيريا "السالمونيلا" و"كورونوباكتر" الضارة بصحة الأطفال.

وجاءت عمليات التحذير من استخدام وتداول تلك المنتجات نتيجة لرصد الهيئة تحذيرات مشابهة من هيئة الغذاء والدواء الأميركية التي قامت هي الأخرى بسحب تلك المنتجات من أسواقها.

وكانت الشركة المصنعة في الولايات المتحدة قد أعلنت، قبل أيام، سحب ثلاثة منتجات من بودرة حليب الأطفال أنتجت في مصنع للشركة في ولاية ميشيغان، وهي "سيميلاك" و"اليمنتوم" و"إليكير"، بعد الإبلاغ عن أربع إصابات بعدوى بكتيرية في ثلاث ولايات، أدت إلى دخول المستشفى.

من جانبه، قال مدير إدارة الرصد الغذائي في الهيئة العامة للغذاء والدواء حمد باعبدالله، إن إدارته رصدت تحذيرات من الهيئة الأميركية بعد "رصد حالات مرضية للأطفال جراء تناول تلك المنتجات، وظهرت عليهم أعراض الإصابة بالبكتيريا، ما أسهم في سحب الشركة الأميركية المصنعة لثلاثة أنواع، وهي "سيميلاك إليكير، وسيميلاك سينسيتيف، واليمينتوم طوعاً من الأسواق المحلية"، لافتاً إلى أن الشركة المصنعة لحليب الأطفال بأنواعه الثلاثة محل الاشتباه تصدر لأكثر من 30 دولة في العالم منها السعوديةبكت.

وأكد باعبدالله أن المنتجات تم سحبها فعلياً من أسواق البلاد، وقال "نحن نتابع جميع الإنذارات والبلاغات بشكل دوري منتظم وعلى جميع الأصعدة سواء محلية أو إقليمية أو دولية، بهدف سرعة التعامل مع المنتجات الضارة وسحبها من الأسواق والتحذير من استخدامها".

وأشار في الوقت ذاته إلى أن الهيئة وضعت لوائح واشتراطات معينة لاستيراد منتجات الأطفال بشكل خاص "وجرى سحب 450 عينة لحليب الأطفال بهدف التأكد من سلامة المنتجات والتأكد من مطابقتها للمواصفات والاشتراطات السعودية".

ماذا قالت الشركة المصنّعة؟

من جانبها، قالت شركة أبوث في ردها على استفسار "اندبندنت عربية" إنها عمدت بشكل استبقاي وطوعي، إلى سحب بعض حليب البودرة المصنّع في مدينة ستورجيس بولاية ميشيغان في الولايات المتحدة الأميركية بعد ورود أربع شكاوى من مستهلكين في أميركا عن حالات مرتبطة بـ "كرونوباكتر ساكازاكي" أو "سالمونيلا نيوبورت" لدى الرضّع الذين تناولوا حليب البودرة للرضع المصنّع في هذا المصنع.

وأضافت "لقد قمنا باختبارات دقيقة للدفعات التي تتبع لها المنتجات المرتبطة بالشكاوى الأربع في الولايات المتحدة، ولم يتم العثور على أي أثر لأي لهذه الباكتيريا في المنتجات الموزعة ونحن نستمر بإجراء الفحوصات".

وكانت شركة أبوت بالتعاون مع هيئة الغذاء والدواء السعودية قامت بسحب ثلاثة أصناف طوعاً من السوق السعودية حسب قولها، هي "إليكير وإليكير جونيور وهيومان ميلك فورتفاير" بشكل كامل، كونها قد أنتِجت في مصنع ستورجيس المشار إليه، "أمّا منتجات أبوت الغذائية الأخرى المتوفّرة في السعودية فيتم تصنيعها في مصانع أخرى"، لافته في الوقت ذاته إلى أن منتج "اليمنتوم" غير متوفّر أصلاً على الإطلاق في
السعودية.

وأكدت الشركة أن سلامة المستهلك في الرياض وحول العالم "في سُلّم أولوياتنا، لذلك نقوم بتوفير منتجات غذائية عالية الجودة تخضع عمليّة إنتاجها لأقصى اختبارات السلامة النوعية، بما في ذلك الفحوصات المخبرية. ولا يتمّ طرح أي منتج في الأسواق قبل التأكّد من سلامته".

الأعراض المرضية

وفي السياق ذاته، قالت الهيئة في بيانها التحذيري "إن بكتيريا السالمونيلا تسبب الحمى والصداع والقيء والغثيان وتشنجات البطن والإسهال، في حين أن  بكتيريا "كورونوباكتر" التي توجد بشكل شائع في البيئة، يمكن أن تسبب حالات الإسهال والتهابات المسالك البولية للأشخاص من جميع الأعمار".

ولفتت إلى أن العدوى قد تشكل خطورة لدى الأطفال الرضع. ودعت الهيئة في بيانها التحذيري إلى اتباع التعليمات الخاصة بالإعداد والتعامل والتخزين المناسب لتحضير حليب الأطفال.

وأوصت "الغذاء والدواء" المستهلكين بتجنب استهلاك هذه المنتجات والتخلص مما لديهم منها، حفاظاً على صحة أطفالهم، ويمكن التأكد من منتجات الحليب المتأثرة عبر التطبيق الإلكتروني "طمني".

عدوى "السالمونيلا"

العدوى ببكتريا "السالمونيلا" عرفت منذ القدم قبل 100 عام واكتشفت من جانب عالم أميركي يسمى "الدكتور دانييل سلمون"، وهي إحدى الكائنات الحية الدقيقة وحيدة الخلية مجهرية الحجم، توجد في أمعاء الحيوانات والإنسان. تنتقل من فضلات الإنسان أو الحيوان المصاب إلى الإنسان أو غيره من الحيوانات السليمة. تضم السالمونيلا أكثر من 2300 سلالة لها القدرة على إصابة الإنسان والحيوان، إلا أن الشائع منها كمسبب للمرض محصور على عدد من السلالات أهمها سلالة "سالمونيلا تيفيموريم" التي تسبب ما يعرف بـ"حمى التيفوئيد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب المعلومات التي أوردتها الغذاء والدواء السعودية حول خطورة تلك البكتيريا على الصحة العامة، فإن بكتيريا "السالمونيلا" تعيش في القناة الهضمية للإنسان والحيوانات والطيور، ومنها تنتشر إلى اللحم والأدوات والأيدي أثناء الذبح وما يتلوه من عمليات تداول. ويصاب بها الإنسان عادة بعد تناوله اللحوم والأطعمة الأخرى الملوثة بها. ويمكن لهذا النوع من البكتيريا البقاء حياً إذا كان المنتج الملوث به غير مطهي، أو لم تصل درجة حرارته الداخلية أثناء الطبخ إلى المستوى الآمن.

عدم النظافة سبب آخر للعدوى

 يمكن أن تتعرض الأغذية لبكتيريا "السالمونيلا" عندما يتم تداولها من قبل الأشخاص الذين ليس لديهم اهتمام بالنظافة بشكل عام وبنظافة أيديهم بعد استعمال دورات المياه بشكل خاص.

ولفتت الهيئة إلى أن أخطر أنواع الإصابات التلوث الناجم عن خلط بعض السوائل المنفصلة من لحوم الدواجن غير المطبوخة مع الأغذية الجاهزة للأكل، مشيرة إلى أهمية غسل الأيدي بالماء والصابون لمن يتعامل مع الأغذية، بخاصة الأشخاص المصابين بالإسهال أو حتى من يتعاملون مع الزواحف والطيور حتى لو كانت هذه الحيوانات سليمة ولم تظهر عليها أعراض المرض.

خطورة متزايدة

وتكمن خطورة بكتيريا "السالمونيلا" في عدم ظهور علامات فساد الأطعمة المتأثرة بها، مثل تغير في الرائحة أو في اللون.

وشددت الهيئة على أن ضمان جودة وسلامة الغذاء أمر ضروري ومهم للحفاظ على الصحة العامة، وأن ذلك مسؤولية مشتركة بين الجهات الرقابية والمنشآت والمؤسسات الغذائية، وقالت "أصدرت الهيئات الدولية والمحلية عديداً من الأنظمة الفعالة لضمان سلامة الغذاء من خلال مواجهة المخاطر المرتبطة به، ومنها خطر الإصابة بعدوى السالمونيلا".

وذكرت الغذاء السعودية أن من تلك الأنظمة، نظام تحليل المخاطر وتحديد نقاط التحكم الحرجة "هاسب"، الذي يؤكد سلامة الغذاء على طول السلسلة الغذائية بدءاً من مراحل الإعداد ثم الإنتاج والتوزيع وصولاً إلى المستهلك، كما يعمل هذا التنظيم على التأكد من أن كل المراحل تمت بطرق آمنة صحياً، وتضمن خلو المنتج النهائي من الممرضات ومن أهمها بكتيريا "السالمونيلا."

المزيد من صحة