Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الممثلون اللبنانيون يهجرون الدراما المحلية بحثا عن "الفريش دولار"

الدراما المشتركة تسرق النجوم وتكاد تحدث أزمة في الإنتاج وفراغا على الشاشات

الممثلة اللبنانية جهان خماس في مسلسل "الزوجة الأولى" (الخدمة الإعلامية)

نجحت الدراما المشتركة في استقطاب نجوم الدراما اللبنانية إلى ملعبها، ووجد الممثل اللبناني فيها المكان الذي يؤمن له الانتشار العربي والشهرة الأوسع والمدخول المادي الوفير الذي يدفع بـ"الفريش دولار" في معظم الأحيان.

وإذا كانت الدراما المحلية في أي بلد تحتاج إلى وجوه جديدة، لكي تستمر وتجدد نفسها وتتيح الفرصة أمام المواهب لكي تثبت نفسها وتحجز مكاناً لنفسها، فإن وضع الدراما في لبنان مختلف تماماً بحيث تتم الاستعانة بالوجوه الجديدة لتعذر مشاركة عدد كبير من نجومها وممثليها المعروفين فيها.

الدراما المحلية

الممثل اللبناني هجر دراما بلده وفضل الدراما المشتركة عليها، وأوقع المنتج في مأزق كبير حين وجد نفسه مجبراً وليس مخيراً، على التعامل مع وجوه جديدة من مختلف الأعمار. علماً أن الممثل اللبناني يردد دائماً أنه يشجع دراما بلده ويدعمها ويساندها، بينما يبدو الأمر مختلفاً تماماً على أرض الواقع، بدليل غيابه عن دراما بلده متذرعاً بأسباب مختلفة. هذا عدا عن أن الوجوه الجديدة التي تجد فرصتها في الأعمال المحلية لا تلبث أن تتخلى عنها عند أي عرض مشترك. 

في عمله الجديد "الزوجة الأولى" اختار المنتج مروان حداد الإعلامية السابقة لمى لوند لكي تلعب دوراً أساسياً ورئيساً في هذا العمل الذي يفترض أن تلعبه من الناحية العمرية كارمن لبس أو تقلا شمعون أو رولا حمادة أو ورد الخال وغيرهن من الممثلات اللاتي يقاربنها سناً، وعندما تسأل لوند عما إذا كان اختيارها لهذا الدور يعود إلى تعذر مشاركة تلك الأسماء في هذا العمل بسبب تفضيلها الدراما المشتركة وانشغالها بتصويرها، فإنها تجيب: "تلك الممثلات وغيرهن يعتبرن أستاذات في التمثيل، ولا يمكن لأي اسم أن يحل مكان اسم آخر، ولا شك أنهن مشغولات بالتصوير. وفي حال نجحت في هذا العمل ربما يطلبونني لعمل مشترك. الساحة كبيرة وتتسع للجميع. أنا في الـ60 من عمري ومن هن في مثل سني ويرغبن بدخول المجال معدودات جداً، والفرص متاحة أكثر للصغيرات في السن". وتتابع: "أنا شخصية مغامرة، أعرف حجمي، أملك خبرة في التلفزيون وأحب التمثيل السينمائي والتلفزيوني منذ فترة بعيدة. لكن لا شيء مضموناً، وربما أفشل في التجربة، كما يمكن أي موهبة جديدة شابة أن تفشل أيضاً، ولا شك أنه توجد مخاطرة كبيرة عند الاستعانة بالوجوه الجديدة إذا لم تكن مدربة. لذا أنا اعتمدت على مدرب هو الأساس في نجاحي، وقلت له إذا وجدت أنني لا أنفع للتمثيل فلن أزعل، وهو أستاذ جامعي وممثل ويعطي دروساً لأهم الممثلين، وإذا كان القيمون على العمل قد خاطروا عندما استعانوا بي، يظل الخطر الذي أتحمله أكبر لأنني أملك رصيداً كبيراً عند الناس".

هل تظن أن المنتج مروان حداد كان استعان بها لو وافقت على دورها النجمات المعروفات؟ توضح: "ربما لم يكونوا ليخاطروا بي، وأنا أعترف أن مروان حداد منحني فرصة لكي أبرهن على قدراتي، وهو سبق أن رآني على الشاشة ولكن ليس بدور أساسي ذي مساحة كبيرة. وربما لو أن أستاذات التمثيل كن متفرغات لما كان لتعامل معي، والأهم أن المخرج أخبره عند إجراء الكاستينغ أنه يتحمل مسؤولية اختياري للدور، وأنا أتمنى أن أكون على قدر المسؤولية، وربما أشكل إضافة جيدة في عالم التمثيل، ولكني لا أريد أن آخذ مكان غيري".

حقوق كاملة

الممثلة جيهان خماس عبرت عن رأيها في هذا الموضوع من منطلق وجودها في الوسط ومعرفتها بكواليسه، وأكدت أن "الممثل اللبناني "يهرب" من الدراما اللبنانية، وكلنا يصلنا عرض لبناني وآخر مشترك، ولكن الاختيار يعود للممثل نفسه، وهناك من يلغون ارتباطهم في الأول من أجل الثاني، وقليلون هم الممثلون الذين يحاولون التوفيق بينهما. أنا ألتزم بكلمتي مهما كان العرض الآخر". وتضيف، أنها لا تعرف سبب هذا "الهروب" وتعقب: "النصوص جيدة وكذلك الإخراج، وحتى مادياً لا يوجد فرق في الأجور بل هي نفسها. ولكن الظروف الإنتاجية مختلفة بسبب الوضع في لبنان. هناك ممثلون وممثلات معروفون عربياً، فلماذا لا يضحون من أجل دراما بلدهم، مع أن كلمة تضحية لا تنطبق على هذا الوضع، لأنهم يحصلون على حقوقهم كاملة إذا شاركوا في مسلسل لبناني. ربما تحول الأمر عند البعض إلى "استعراض" أكثر مما هو عمل، لكن التضحية مطلوبة. مثلاً، مازن معضم من الأسماء المعروفة، لكنه يحاول التوفيق بين اللبناني والمشترك، وبمجرد انتهائه من التصوير في دبي ينتقل إلى موقع التصوير في لبنان بمجرد وصوله إلى المطار".

وترد خماس على النجمات اللبنانيات اللاتي يؤكدن أنهن مع دراما بلدهن ويساندنها ولكن الإنتاجات ضعيفة، قائلة: "أين هن من الدراما المحلية، وعل أي أساس يدعين أن الإنتاجات ضعيفة، وما هو مفهومهن للإنتاج الضعيف. إذا كانت الصورة جميلة والإخراج جيداً والقصة قوية، فهل مع وجود 16 أو 17 كارافان في موقع التصوير يصبح الإنتاج ضخماً؟ إلى ذلك، فإن المسلسلات اللبنانية تعرض على شاشات مهمة ومن ثم على "اليوتيوب" وصفحات شركة الإنتاج والقنوات التي تعرض المسلسل. ولو أنهن فعلاً يساندن الدراما اللبنانية لكن شاركن فيها لأنهن معروفات وأسماؤهن تبيع عربياً. لكن لا شيء يدوم وقبل الإنتاجات المشتركة كن يلهثن وراء المنتجين للمشاركة في الأعمال اللبنانية، ويفترض بهن أن يحفظن خط الرجعة لأن الأوضاع لن تستمر كما هي عليه اليوم. والمؤسف، أن الممثل أو الممثلة اللذين برزا بفضل المنتج، يطلبان منه أجراً خيالياً لا يطلبانه لقاء مشاركتهما في الأعمال المشتركة".

النوعية والمال

المخرج سمير حبشي يعتبر أن النجم اللبناني لا يمكن أن يعترض على المشاركة في مسلسل لبناني ينتج في ظروف معقولة، ويضيف: "بديع أبو شقرا وعمار شلق من نجوم الصف الأول ويشاركان في الدراما المحلية، ولكن الممثل يفضل المشاركة في الأعمال التي توفر له أجراً أعلى، وهذا هو السبب الذي يجعل الممثل اللبناني يفضل المشترك على المحلي. هناك فرق بين النجم والممثل، والممثل الحقيقي هو الذي يشارك في العمل الجيد سواء كان محلياً أو مشتركاً. في الأساس الممثلون هم الذين يصنفون أنفسهم ويعتبرون أنهم نجوم صف أولاً. برأيي ديامان أبو عبود هي ممثلة حقيقية وتستحق لقب نجمة". ولكن ألا يرى أن الأعمال التي يشاركون فيها هي التي تصنفهم أيضاً؟ يقول: "ليست كل الأعمال المشتركة جيدة مع أن تكلفتها تصل أحياناً إلى ملايين الدولارات، ولكن الدراما اللبنانية أفضل منها في كثير من الأحيان. صحيح أن الممثل تهمه النوعية، ولكن المال يهمه أيضاً".  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن السبب الذي يجعل المنتج اللبناني الذي يقدم أعمالاً مشتركة يتخلف عن دعم الدراما المحلية، يجيب حبشي: "هو ليس حراً بل هو منفذ إنتاج يلبي طلبات المحطة التي تشتري منه العمل، وهي التي تختار الفكرة والسيناريو والفكرة والممثلين".  

وقارن بين تجربتي الممثل السوري والممثل المصري المتمسكين بالدراما المحلية، وتجربة الممثل اللبناني الذي لا يجاريهما من هذه الناجية قائلاً: "السوق العربية مفتوحة لهما. بالنسبة للممثل السوري، يجب ألا ننسى أنه كان يدبلج الدراما التركية بصوته، وهذه الناحية مهمة جداً وأسهمت في التسويق للدراما السورية في مرحلة لاحقة، لأن الجمهور العربي اعتاد على اللهجة. وقبل الأزمة هم دخلوا العالم العربي بقوة وعرفوا كيف يتعاطون مع الدراما، أما اللبنانيون فلم يوفقوا في ذلك، لأنهم كانوا يستنسخون أعمالاً أجنبية ويحولونها إلى دراما لبنانية، بينما السوريون قدموا أعمالاً من بيئتهم. في البداية كانوا يبيعون إنتاجاتهم بشكل شبه مجاني، وفي فترة ما أصبحت هي الأهم عربياً حتى أنهم تفوقوا على مصر. أما الدراما المصرية فهي كانت متابعة عربياً خلال السنوات الماضية ولكنها لم تعد كذلك اليوم. وعلى الرغم من ذلك هي ليست بحاجة لأن تسوق خارجياً بسبب ارتفاع عدد المصريين الذي يتجاوز 100 مليون نسمة".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة