Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استهداف ترمب لعمدة لندن يخدم مؤيدي الرئيس من المتطرفين

تعليقات الرئيس الأميركي هي أحدث هجوم يعكس "هوس" اليمين المتطرف بعمدة لندن المسلم

صورة مركبة لعمدة لندن المسلم صادق خان والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب) 

قال خبراء إن هجوم دونالد ترمب على صادق خان هو الأحدث في سلسلة طويلة من التصريحات التي تعكس "هوس" اليمين المتطرف بعمدة لندن. قبل وقت قصير من وصول الرئيس الأميركي لبدء زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة، أطلق حملة على تويتر تتهم عمدة لندن بـ "أداء عمله بشكل فظيع" ووصفته التغريدات بأنه "فاشل لا يحرك ساكناً ويجدر به أن يركز على الجريمة".

كانت هناك تحذيرات من أن التعليقات يمكن أن تغذي المضايقات التي تستهدف السيد خان، الذي يخضع للتو لحماية الشرطة لمدة 24 ساعة بسبب تهديدات بالقتل.

وقال متحدث باسم صادق خان إن تعليقات ترمب تجاوزت حد "الشتائم الطفولية"، مضيفاً "يمثّل صادق القيم التقدمية في لندن وفي بلدنا، التي تحذر من نموذج دونالد ترمب البالغ السوء على تهديد اليمين المتطرف المتعاظم حول العالم الذي يجعل القيم الأساسية التي وسمت ديمقراطياتنا الليبرالية لأكثر من 70 عاماً عرضة للخطر".

جاء ذلك بعد عامين من شن ترمب هجوماً سابقاً على العمدة التابع لحزب العمال في أعقاب الهجوم الإرهابي في لندن بريدج.

استخدم الرئيس الأميركي بياناً مقتطعاً من سياقه، حث فيه خان سكان لندن على عدم القلق من دوريات الشرطة المسلحة المتزايدة، ليكتب: "ما لا يقل عن 7 قتلى و4 جرحى في هجوم إرهابي وعمدة لندن يقول إنه لا داعي للقلق!".

استخدم السيد ترمب تلك الحادثة، التي خلفت ثمانية قتلى في 3 يونيو(حزيران) عام 2017، للترويج لمقترحه الخاص بحظر سفر أشخاص من دول معينة ذات أغلبية مسلمة.

وقبل أشهر، نُدد بدونالد ترمب جونيور، ابن الرئيس الأميركي، لمهاجمته خان على خلفية هجوم وستمنستر من خلال تحريف تصريحه القائل إن الاستعداد لهجمات إرهابية كان "جزءاً لا يتجزأ" من حُكْمِ مدينة غربية كبرى.

ودمجت هذه العبارة "جزء لا يتجزأ" مع عبارة "لا يوجد سبب للقلق" في عدد لا يحصى من النكات المصوّرة والمدونات ومقاطع الفيديو التي نشرها على الإنترنت متطرفون مناهضون للإسلام.

وقال جاكوب ديفي، مدير البحوث عن اليمين المتطرف في معهد الحوار الإستراتيجي، إن هجمات ترمب على خان كانت بمثابة "إيماءة وإشارة" لمؤيديه المتطرفين.

وقال لـ"الاندبندنت" هناك هذا الهوس المطلق بخان في أوساط اليمين البديل الذي يرفع لواء تفوق البيض واليمين المتطرف، وهذا الهوس وثيق الصلة بواقع أنه مسلم من أصل باكستاني... إنه مرتبط بنظريات يمينية متطرفة أوسع عن المؤامرة، بما في ذلك فكرة الأسلمة وإقصاء الأوروبيين البيض ثقافياً وعرقياً على مستوى العالم".

أضاف ديفي إن تركيز اليمين المتطرف على خان يتجاوز حد النقد المشروع من خلال الإشارة إلى أنه "يدعم ضمنياً" الهجمات الإرهابية والعنف.

رجح محللون في الولايات المتحدة أن بيانات الرئيس الأميركي مصدرها مشاهدته شبكة فوكس نيوز الإخبارية، وصلاته بشبكة "برتبارت" ذات التوجه اليميني المتطرف من خلال رئيس موظفيه السابق ستيف بانون، والتفاعل مع حسابات يمينية متطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال ديفي إن مؤيدي السيد ترمب المتطرفين كانوا بالفعل يشاركون هجومه الأخير على خان وعلى الإنترنت ويحتفون به.

بدأت المنشورات من منصة التراسل 4chan - المعروفة بنكاتها المصورة العنصرية وثقافتها اليمينية المتطرفة - وكان من بين الذين أشادوا بتعليقات الرئيس، تومي روبنسون والناشط البريطاني الداعم لحركة "السترات الصفر" جيمس غودارد.

وأضاف ديفي "إنها دائرة مغلقة فأنصاره الأكثر تطرفاً يعتاشون من تصريحاته ويستندون إليها مرجعيةً لسلوكهم".

"استهداف ترمب خان بشكل مباشر على هذا المنوال، هو في مثابة إشارة تأييد إلى أتباعه المتطرفين، ما قد يضفي مشروعية على مضايقاتهم".

وتبين الشهر الماضي أن خان يتمتع بحماية الشرطة على مدار الساعة بعد تلقيه وابلاً من التهديدات بالقتل، والتي اشتدت منذ عام 2016.

وذكر الإرهابي المسؤول عن هجوم فينسبري بارك اسم النائب العمالي السابق في رسالة انتحار كتبها قبل أن يدهس مسلمين بسيارته عام 2017.

أفاد دارين أوزبورن أثناء محاكمته أن قتل خان كان ليكون مثل "الفوز باليانصيب"، لو تمكن من الوصول إلى احتجاج مؤيد للفلسطينيين والذي كان هدفه الأصلي.

وكثيراً ما يستهدف خان نشطاء يمينيون وجماعات معادية للإسلام، وهؤلاء يحمّلونه مسؤولية تصاعد جرائم العنف وغيرها من المظالم، على الرغم من أن جرائم الطعن في لندن انخفضت بعد أن رفع خان مستوى الدعم المالي للشرطة.

وتشير أرقام الشرطة إلى أن العنف بدأ يتصاعد في العاصمة في عام 2014، عندما كان بوريس جونسون عمدة لها، بعد تقليص المحافظين موازنة خدمات الشرطة والوقاية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاءت تصريحات يوم الاثنين بعد أن انتقد خان رد السيد ترمب على العنف الأبيض المتفوق، وسياسات الهجرة، ومقترح حظر المسلمين و"الأكاذيب المتكررة والمتعمدة".

وقال عمدة لندن في خطاب مفتوح نشر يوم الأحد: إن مد البساط الأحمر لاستقبال السيد ترمب ليس من شيم البريطانيين، وهو "غير بريطاني" جراء زرعه الشقاق، متهماً إياه بالتدخل في السباق على زعامة حزب المحافظين.

وقال السيد إن بوريس جونسون سيؤدي "وظيفة جيدة جداً" كرئيس للوزراء، مضيفاً "أنا أحبه، ولطالما أحببته".

يبدو أن مديح ترمب أغفل بعض التعليقات السابقة لجونسون، بما في ذلك تصريحه عام 2015 الذي يتهم المرشح الجمهوري للرئاسة "بجهل مقلق للغاية يجعله، بصراحة، غير لائق لتولي منصب الرئيس" بسبب مزاعمه القائلة بوجود مناطق مسلمة في لندن خارجة عصية على سلطة الدولة وأجهزتها.

ويعود الخلاف بين خان وترمب إلى عام 2016، حين وصف عمدة لندن مشروع حظر هجرة المسلمين بأنه "مثير للخلاف ومعيب" وأعرب عن أمله في أن يخسر الانتخابات الرئاسية الأميركية.

قبل أن يُنبّه إلى تعليقاته، اقترح ترامب أنه سيستثني خان من الحظر بسبب منصبه، لكنه تحداه لإجراء اختبار ذكاء بعد أن وصفه بالـ "جاهل".

لكن العداء تفاقم خلال الزيارة الرئاسية الأميركية في العام الماضي، عندما أجاز السيد خان قيام محتجين في لندن بتطيير بالون عملاق يصور السيد ترمب كطفل غاضب.

وردّ أنصار الرئيس الأميركي بحملة لجمع الأموال اللازمة لبالون يُظهر السيد خان مرتدياً البيكيني، والذي وافق بنفسه على تحليقه، لكن منطاد ترمب سيعود هذا الأسبوع ليُرافق الاحتجاجات.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات