Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا تعني عودة الصين إلى أعلى مستويات إنتاج الفحم؟

ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة يزيد الاعتماد على الوقود الأحفوري

 الصين طلبت من شركات الفحم العمل بطاقتها القصوى لتهدئة الزيادة في الأسعار (أ ب)

أعلنت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين "أن إنتاج الفحم في البلاد عاد إلى أكثر من 12 مليون طن يومياً بحلول العشرين من فبراير (شباط)، وهو مستوى يعادل متوسط الإنتاج اليومي للربع الرابع من العام الماضي، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن موقع اللجنة الصينية. وأضافت اللجنة أن إنتاج الفحم في يناير (كانون الثاني) وأوائل الشهر الجاري تأثر بعطلة العام الصيني الجديد، من دون أن تقدم رقماً للإنتاج للشهر الماضي. وكانت السلطات الصينية طلبت من شركات تعدين الفحم بالعمل بطاقتها القصوى لتهدئة الزيادة الحادة في أسعار الفحم ومنع تكرار أزمة كهرباء اجتاحت البلاد في سبتمبر (أيلول) الماضي وتسببت في عرقلة العمليات الصناعية وزيادة تضخم أسعار المنتجين. يذكر أن الصين من أكبر دول العالم حرقاً للفحم لتوليد الطاقة الكهربائية، وتستهلك أكثر من نصف إنتاج الفحم العالمي في محطات الطاقة الصينية. وتنتج الصين كميات كبيرة من استهلاكها من الفحم لكنها لا تكفي لتلبية الطلب المحلي فتستورد الفحم أيضاً من أستراليا وإندونيسيا وغيرها. وكانت الصين وصلت العام الماضي إلى أعلى مستوى لإنتاج الفحم، ليصل متوسط الإنتاج في ذلك العام إلى 4.07 مليار طن، بزيادة بنسبة 4.7 في المئة عن عام 2020. وفي الشهر الأخير من العام الماضي أنتجت الصين 384.67 مليون طن من الفحم، مقارنة مع إنتاج 370.84 مليون طن في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.

زيادة الطلب

وكان أحدث تقرير لوكالة الطاقة الدولية توقع أن يصل الطلب العالمي على الفحم كمصدر للطاقة إلى أعلى مستوى له هذا العام.  وذكر التقرير أنه بعد تراجع الطلب على الفحم في عام 2019 وتراجعه بنسبة 4 في المئة عام 2020 عاد للارتفاع العام الماضي. وأعاد تقرير الوكالة ذلك إلى زيادة النشاط الاقتصادي العالمي في مرحلة التعافي من أزمة وباء كورونا، إضافة إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي ما جعل كثير من الدول تعاود اللجوء للفحم لتشغيل محطات توليد الطاقة.

وقدر تقرير وكالة الطاقة الدولية أن الزيادة في إنتاج الطاقة من محطات تعمل بالفحم وصلت إلى نسبة 9 في المئة العام الماضي. وزاد الطلب العالمي على الفحم، بما في ذلك المستخدم في توفير الطاقة لصناعات الصلب والإسمنت، بنسبة 6 في المئة في 2021 ليصل إلى 8 مليارات طن من الفحم الحراري. وينتظر أن يواصل الطلب على الفحم النمو في 2022 ليصل إلى أكثر من ذلك، بحسب التقرير.

الأسعار في صعود

ومع استمرار زيادة الطلب، بخاصة في آسيا وأوروبا يتوقع أن تواصل أسعار الفحم الارتفاع بعدما حققت زيادة بنسبة نحو 127 في المئة العام الماضي 2021. وهذا ما جعل ثاني أكبر مصدر للفحم في العالم، أستراليا، تتوقع أن تجني ما يزيد على ربع تريليون دولار من صادرات الفحم في السنوات المقبلة. وتمكنت أستراليا من تخفيف كل البنود المتعلقة بالفحم في القرارات النهائية لقمة المناخ العالمية التي استضافتها بريطانيا في نوفمبر العام الماضي. ونتيجة زيادة الطلب ارتفعت أسعار الفحم، حتى وصل سعر طن الفحم الأسترالي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 250 دولاراً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولا يقتصر الأمر على الصين وبقية دول آسيا، بل إن أزمة الطاقة في أوروبا اضطرت دول مثل ألمانيا وبريطانيا إلى إعادة تشغيل محطات طاقة تعمل بالفحم بعدما كانت على وشك إخراجها من الخدمة تنفيذاً لتعهداتها بالحد من الانبعاثات الكربونية. ومعروف أن الانبعاثات الكربونية من حرق الفحم لتوليد الطاقة تصل إلى ضعف تلك المنبعثة من الغاز ومشتقات النفط. فإنتاج مليون وحدة حرارية بريطانية من الطاقة بحرق الفحم ينتج منه 103 كلغ من ثاني أوكسيد الكربون، بينما هذا الرقم بالنسبة لحرق الديزل أو زيت التدفئة (مشتقات النفط) هو 74 كلغ، وللبنزين عند 70 كلغ أما بالنسبة للغاز الطبيعي فهو 53 كلغ فقط.

الطاقة الأميركية

وبحسب أحدث تقرير لهيئة معلومات الطاقة الأميركية مطلع هذا العام، قدرت زيادة انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون من عمليات قطاع الطاقة في 2021 في الولايات المتحدة بنسبة 7 في المئة لتصل إلى 4.9 مليون طن متري، بعدما كانت الانبعاثات من هذا القطاع انخفضت بنسبة 11 في المئة في عام وباء كورونا 2020. وقدرت الهيئة ارتفاع انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون نتيجة استهلاك الفحم في توليد الطاقة بنسبة 17 في المئة العام الماضي.