Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شاعرة و4 شعراء سودانيين يتحدثون عن الحب والوطن

أصوات جديدة تبحث عن هويتها وتسعى إلى تحقيق أحلامها على الرغم من الصعاب

من الإحتفال بتقديم الدواوين الجديدة في بيت الشعر - الخرطوم (حسن حامد)

كانت العاصمة الخرطوم على موعد للاحتفال بصدور خمسة دواوين شعر لشعراء من جيل الشباب، طغى على معظم قصائدهم اللون العاطفي، من أجل نشر ثقافة الحب، بحيث شكلت الطبيعة العنصر الأساسي والملهم في كتابة نصوصهم المبدعة. الدواوين الخمسة من إصدارات دائرة الثقافة في إمارة الشارقة وهي "عندما رآني البحر لأول مرة" للشاعر محمد الخير إكليل، و"كأفكار الندى" لمحمد المؤيد مجذوب، و"أراني أعصر ضوءاً" لفاطمة عبد اللطيف، و"حاسة القلق" لفيصل رحمة، و"للحب تفاصيل أخرى"، لمجدي الحاج.

رأي فاطمة عبد اللطيف

تقول فاطمة عبد اللطيف "يأتي (أراني أعصر ضوءاً) بعد عشر سنوات من صدور ديواني الأول (أفق وأجنحة قصيرة) الذي عبر عن بداياتي الشعرية البسيطة، لكن هذا الديوان الجديد يمثل بداية نضج تجربتي الشعرية التي بدأت تتخذ شكلها الجاد. ولم يكن لديَّ خيار في اختيار قصائد عن غيرها لأن قصائدي كانت قليلة آنذاك أي قبل عامين، وكانت فرحتي عظيمة عندما تمت إجازتها للطباعة من قبل لجنة دائرة الشارقة للثقافة. فالمشروع الثقافي في الشارقة تجاوز الحدود الجغرافية، واحتضن الشعراء بمختلف مشاربهم وبلدانهم لإثراء قيم التسامح والتواصل الإبداعي، ورصد حركة الثقافة في الوطن العربي. وقد وجد السودان كغيره من الدول نصيباً من هذا العطاء الباذخ الذي يليق بعاصمة الثقافة".

وأضافت عبد اللطيف "قصائد الديوان متباينة في أفكارها وألوانها وتتكون من إحدى وعشرين قصيدة يطغى عليها الطابع العاطفي أكثر من غيره، والطبيعة هي الملهمة الأولى بالنسبة إليَّ، لأنني مفتونة بعناصرها من شمس ونجوم وقمر وبحر وشجر وورد... فهي موجودة في كل نصوصي وكذلك الأصدقاء والأسرة. وأنا ككل شاعر، أحلم بترجمة قصائدي إلى لغات عدة حتى تصل إلى محبي الشعر في كل أنحاء العالم. ولديَّ الآن ديوان ثالث يحتوي على أربعين قصيدة أفكر في طباعته، وهو يحمل في طياته أحلاماً وأفكاراً تلخص تجربتي الشعرية الأكثر نضجاً. فالشعر في الوسط الأدبي الآن بصفة عامة، أصبح أكثر حداثة، بخاصة الشعر الأنثوي فقد أظهر في الآونة الأخيرة مدى قوته ووصوله إلى قمم الإبداع. لذلك فإن منافسة (خنساوات) العصر يحتاج إلى المزيد من الاهتمام والثقة بالنفس وصقل الموهبة، لأنهن يكتبن بقوة ويبارزن فحول الشعراء في الساحة الشعرية، والمرأة السودانية كغيرها تنافس وتقف بثقة في الصفوف الأمامية، وتقاتل من أجل قضاياها بسلاح الشعر والنثر والأدب. فالشاعر أو الأديب لا ينفصل عن مجتمعه، والكلمة من الأسلحة المؤثرة والفتاكة، بخاصة إن كانت صادقة ومعبرة".

رأي محمد الخير إكليل

الشاعر محمد الخير إكليل، يقول "ديواني (عندما رآني البحر لأول مرة) يأتي ترتيبه من حيث العدد الرابع، فقد صدرت لي قبله ثلاثة دواوين، وقد حوى الديوان خمسة عشر نصاً تعددت فيها الموضوعات ما بين الذاتي والعام، حزناً وفرحاً. أما عنوان هذا الديوان فهو مأخوذ من رسالة وجهتها إحدى المناضلات إلى الزعيم الهندي جواهر لال نهرو. وبشكل عام فإنني أنظر إلى هذا الديوان بوصفه محاولة جادة لاستكشاف جوانب عديدة تصب في صالح الموهبة الشعرية".

وتابع "معلوم أن النشر ليس بالأمر الهين في بلادنا بالنظر إلى ما تمر به من ظروف وتحديات أثرت في كل شيء، لكن الزمان يتيح في بعض لحظات تجلياته، فرصاً طيبة تجعل بالإمكان إصدار منتج أدبي يسهم في إثراء المكتبة الشعرية".

وأضاف إكليل "لا شك في أن العملية الإبداعية مسألة فيها من التحديات الجسام ما فيها، فليس من السهل القيام بصياغة المشاعر والأفكار في عمل إبداعي من دون أن يكون هناك عناء جراء ذلك. لكن محبة في الدواخل لإنجاز مثل هذا الفعل الإبداعي الرفيع تجعل ما كان صعباً تستسهله الموهبة لتقوم به بمسؤوليتها الكاملة، مستفيدة من خبرتها".

ولفت إلى "أن معظم قصائد هذا الديوان البالغة خمس عشرة قصيدة أتت متتابعة من حيث زمان كتابتها، باستثناء ثلاث قصائد تفاوتت أزمان كتابتها. ومن هنا أعتبر الديوان معبراً عني خلال مرحلة مهمة من مراحل تعاطيَّ مع الشعر. مؤكداً أن الديوان تجربة تضاف إلى التجربة الشعرية التي ما انفكت تسعى إلى اكتشاف نواحي الموهبة في شتى مجالاتها، أملاً في الاستفادة من الطاقات الشعرية الكامنة. ولا شك في أن أية تجربة تمنح الشاعر قدراً من التفاؤل، وفي الوقت نفسه تلقي على عاتقه مسؤولية كبيرة تحتم عليه التزاماً حيال الشعر وما يليه".

 فيصل رحمة

الشاعر فيصل رحمة يتحدث عن تجربته قائلاً "ديواني (حاسة القلق) هو الإصدار الأول لي من حيث الطباعة، وقد انتقيته من بين عشرات القصائد وسميته بهذا الاسم لسببين، الأول أني أرى القلق أي الثورة النفسية المستمرة يجب أن تكون في القلب لتحث النفس على البحث الدائب عن الأفضل والمغاير. وهذا هو الخيط الرابط بين النصوص، فما يجمعها هو التطلع إلى الأفضل والمختلف من حيث المعنى والصياغة. وفي رأيي أن القلق هو الدافع للتأليف، وحين يهدأ القلق يخبو الدافع، والسبب الثاني لتسمية الديوان هو اسم قصيدة فلسفية حكمية تعتبر هي مركز الديوان".

وبين أن قصائد الديوان متنوعة الموضوعات والبحور فبعضها وطني كقصيدة "صورتي"، لكنها تتحدث عن قيم الشعب ومكانة الوطن. وبعضها وجداني جمالي، وآخر تأملي تدبري مستنتج من مشاهد الطبيعة، بيد أن البحث عن مواطن الجمال هو القاسم المشترك بين النصوص.

وأضاف "واجهتني بعض الصعوبات في اختيار النصوص المتقاربة ارتباطاً بعضها ببعض وتنضيدها، وأتمنى أن يكون للديوان أثر طيب، وأن يرفد المكتبة الشعرية بشيء جديد يكون إضافة لها". ونوه بأن دوافع الكتابة الشعرية لا تنتهي، فهناك صعوبة كبيرة في النشر، وعموماً فطباعة هذا الديون تحفزنا لطباعة غيره بخاصة أن لدي الآن أربعة دواوين مخطوطة".

 مجدي الحاج

أما مجدي الحاج فيقول "ديواني (وللحب تفاصيل أخرى) هو تجربتي الثانية التي أخوضها بعد صدور مجموعتي الشعرية الأولى (إلى سيدة لا تعترف بالحب) (2003)، وبالتأكيد فإن لحظة صدور ديوان لأي شاعر هي لحظة مميزة وخاصة، وتحظى بتأثيرها العميق في نفسية الشاعر ووجدانه. فهو يرى جهده لسنوات عديدة وعصارة إحساسه قد تحولا إلى حروف مقروءة ومنشورة يمكنها أن تلامس أحاسيس المتلقي الذي يعتبر الناقد الأول والأهم لأي منتوج".

وأضاف "مقارنة بمجموعتي الشعرية الأولى، فإن هذا الديوان يعتبر أكثر نضجاً من الناحية الفنية وأعظم تعبيراً عن الخبرات التراكمية في مجال الكتابة الشعرية التي حظيت بها خلال سنوات طويلة. وتقريباً هناك فارق زمني يقارب العشرين عاماً بين صدور الديوانين، تفاعلت فيها عبر محطات كثيرة من القراءة والاستماع والمشاركة في المنتديات والمحافل الأدبية والشعرية، مما كان له كبير الأثر في صقل تجربتي وتجويد الأدوات الكتابية التي أعتمد عليها في التعبير عن ذاتي".

ويرى الحاج أن "كل شاعر يطمح أن يكون لتجربته الشعرية تأثير فعلي في قلوب المتلقين وذائقتهم وتركيبتهم الوجدانية، وهو المعيار الحقيقي لنجاح الشعراء والأدباء بشكل عام، مما يمنح الشاعر ثقة لا يستهان بها في نفسه، ويمكنه من خلالها مواجهة الآراء النقدية العاصفة أحياناً من قبل بعض المتخصصين بروح رياضية عالية ومرنة، لأنه سيستفيد منها بكل بساطة وسيسعى من خلالها إلى تطوير أسلوبه الكتابي وتجويد منتوجه الأدبي في مستقبل الأيام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومضى الشاعر في قوله "لقد حرصت على تضمين هذا الديوان الذي يقع في مئة وعشرين صفحة من القطع المتوسط مجموعة من القصائد التي تتنوع ما بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة، ويبلغ عددها أربع عشرة قصيدة. وقد اخترت لها عنواناً جامعاً لحزمتها الإيحائية من وجهة نظري الشخصية، وهو (وللحب تفاصيل أخرى). فالقصائد في مجملها تتبنى الحديث عن فلسفة شخصية أؤمن بها بعمق، وهي نشر ثقافة الحب بمفهومه الشامل بين الناس، اعتماداً على أسلوب التعبير الأدبي والدفق الإبداعي، بحيث يجد قارئ هذا الديوان قصائد أو مقاطع شعرية تتحدث عن حب الذات الإلهية، وأخرى تتحدث عن حب الأم وحب الوطن وحب الأنثى. ويعتبر الرابط المشترك بينها جميعاً هو المجاهرة بعنفوانها المستمر والمتقد في التعبير عن الحب الحقيقي، بمفهومه الشامل وليس الشهواني أو الغريزي فحسب".

ونوه بأنه يعمل الآن على تجهيز الديوان الثالث للطباعة ويعتقد أنه سيكون أكثر قدرة على التعبير عن رؤياه الذاتية بشكل أكبر وأشد تأثيراً من الديوانين السابقين. "فالشعر يعطيك خيار أن تكون وفياً له أو تتجاهل هذا الوفاء، والشاعرية الحقيقية تفرض التزاماً صارماً على الشعراء عليهم أن يجعلوه نصب أعينهم في تجاربهم القادمة سواء في الكتابة أو النشر بعد الكتابة".

وأكد الحاج أن "الصعوبات التي تواجه الشعراء ليست هي النشر في المقام الأول، ولكنها تتجسد في جودة منتوجهم وتحليه بالقيمة الأدبية العالية. ولذلك فإن على أي شاعر أن يختار أفضل ما لديه ليقدمه إلى الجمهور الشعري المتعطش دائماً لكل ما هو جميل ومبتكر ورفيع من الشعر والقصائد والصور المترفة والخيال المحلق". ويشير إلى "أن التكاليف المادية الباهظة للطباعة هي عائق آخر ومهم للغاية، إذا ما تمكن الشاعر من تهيئة منتوجه ووثق في قابليته للنشر والتأثير. فالشعر روح الأمة وليس روح الشاعر فحسب، وهو صوت الإنسانية المتألق قبل أن يكون صوتاً ذاتياً لشخص واحد بعينه".

 محمد المؤيد مجذوب

يقول محمد المؤيد مجذوب إن "ديوانه (كأفكار الندى) هو الإصدار الأول، ويتكون من 16 نصاً، وتم اختيار العنوان الرئيس لهذا الديوان من إحدى القصائد التي معظمها ذات سمة البحث عن الأرض في مسمى الحبيبة الأنثى والجمع بينهما".

وأضاف مجذوب "بالطبع واجهنا الكثير من المصاعب في الطباعة والنشر لكن الشارقة سهلت هذا الأمر بمساعدة بيت الشعر في الخرطوم. وأعتبر هذا الإصدار بالنسبة إليَّ الأول الذي أتطلع من بعده إلى الكثير من العناوين التي لم تطبع بعد، وهي مجموعة (الصبي الذي في المرسى) و(داربوس العصر الحديث) و(نقاط بيضاء على كف الملاك)، وهي تدور في أجوائي الشعرية".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة