Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خيال حقبة الثمانينيات يلهم تصاميم الشعارات الحديثة

التطورات المتسارعة في المجال تزيد من مصاعب المواكبة عربياً

تصاميم حديثة يغلب عليها طابع التصاميم في حقبة الثمانينيات (اندبندنت عربية)

نظرة عاطفية تعيدك للحظات الزمان، إذ يمكن لصوت موسيقي أو صورة أو شعار أو حتى كتابات بنوع خط معين أن تثير مشاعر الحنين إلى الماضي في داخلك، فعلى الرغم من التطورات السريعة في عالم التقنية والتكنولوجيا كل عام، فإن اتجاهات تصميم "الغرافيك" التي تحيط بك أينما وجهت بصرك، يغلب عليها طابع الحقبة الزمنية في الثمانينيات، إما بنوع الخط أو بشكل التصميم، خصوصاً مع تبني العديد من العلامات التجارية والمصممين خطة التسويق باللعب على وتر الحنين للماضي.

ولم تكتف بعض الشركات بتصميم الإعلان بشكل تلك الحقبة بل أخذت تعيد شعارها القديم من أجل محاولة جذب فئة ديموغرافية معينة من المستهلكين الذين غالباً ما ينظرون إلى الماضي على أنه أكثر مصداقية وبساطة وسعادة.

مما جعل هذا الشكل من التصميم الذي رسم بعض الخطوط الجريئة يطغى بشكل لافت على أشكال التصميم الحديث، ولم يعد يجذب فقط أولئك الذين عاشوا في حقبة الثمانينيات بل أصبحت تصاميم الشعارات القديمة تلقى رواجاً كبيراً بين الأجيال المختلفة.

شعارات الثمانينيات في 2022

وعلى الرغم من مرور تصاميم الغرافيك في العالم بتغيرات عدة فرضتها التحولات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية، فإن تصاميم حقب الثمانينيات بقيت ببصمتها وتفردها، وفقاً لمصممين، أعادوا سبب رواج شكل تصاميم تلك الفترة إلى أنها كانت البدايات الأولى للثورة الرقمية واستخدام أجهزة الكمبيوتر وتطور برامج الرسومات التي أثرت بشكل كبير على التصميم الغرافيكي، لدرجة أنه عند ذكر فقط كلمة "الثمانينيات" تستحضر في ذهنك صوراً محددة، أصبحت مصدر إلهام لكثيرين حتى في هذا الوقت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المصمم السعودي فهد الفريخ الذي ولد في ذلك الزمان وبدأ بمحاكاة تصاميم تلك الفترة وإسقاطها على شعارات المشاريع الكبرى والدوائر الحكومية في السعودية، يروي كيف سيكون شعارها لو أطلقت في تلك الفترة، وكيف ستكون هويتها وإعلانها، مستخدماً الإمكانات المتوافرة في تلك الفترة، لتلبية شغف الواقع الراهن.

لقيت فكرة الفريخ رواجاً كبيراً في وسائل التواصل الاجتماعي، وصنعت ردود فعل إيجابية، فغالباً ما يأنس البشر بالعودة إلى الماضي بعد تنقيته من كل الذكريات، ويبقى الجمال المخزون في الذاكرة، واتسم تصميمه بكثير من التفاصيل والرسومات والألوان الجريئة والعبارات التي ترفع من شأن المنتج والخدمة بشكل مبالغ فيه ويثير الاستغراب، لكن هذا الشكل المتبع لم يكن عبثاً، فكل ما هناك أنه يعود بتصميم اليوم إلى لغة سنوات مضت، فيحضر في وقتنا هذا كأنه هبط من كوكب آخر.

واقع التصميم في المجتمع العربي

 ويتحدث الفريخ عن شكل التصاميم في تلك الفترة، قائلاً، إنها "كانت تعتمد بشكل كبير على مهارة الخطاط أو الرسام، إذ لم تكن برامج التصميم الحديثة متوفرة، ويتسم الأسلوب بإيصال الأفكار بطريقة مباشرة بالاعتماد على الصور والرسومات والخطوط اليدوية مع عبارات التسويق الرنانة لجذب الجمهور".

 

إلا أن للمصمم العراقي ريان عبد الله رأياً مخالفاً في تصاميم الثمانينيات وأنها مجرد دعايات أكثر من أنها تمثل الهوية وطابع التصميم العربي، وذكر أنها انتشرت من مصر إلى العالم العربي، وهي ملصقات سينمائية في الأساس.

وعلى الرغم من أهمية هذا المجال الذي يعتبر إحدى أهم أدوات إظهار هوية الشخص أو الشركة، فإن قيمة التصميم في الوطن العربي كما يشير المصمم ريان "تكاد تكون شبه معدومة، مع أنه يلعب دوراً تقدمياً في اقتصاد البلدان، فلا يزال العالم العربي فقيراً كل الفقر في التصميم"، بحسب قوله.

 

مستقبل التصميم

خلف كل تصميم يقع بصرك عليه، يقف مصمم هدفه الوحيد أن يخطف بصرك ويحوز على جزء من اهتمامك، فعلى مر السنين طور المصممون مجموعة من الحيل والأساليب التي تمكنهم من ذلك، وأصبح التصميم في وقتنا الحاضر علماً واسعاً له فروع، ويهتم بأدق التفاصيل، يتطلب وضع خطط واستراتيجيات ودراسات تمهد لبدء التصميم، فيذكر المصمم الفريخ أن التحدي لم يعد يتعلق باختيار نص وصورة فقط، بل تعدى ذلك ليصل إلى تفاصيل تتعلق بشخصية وصوت العلامة التجارية من ألوان وخطوط ورسومات وصور ومطبوعات وإعلانات وغيرها، فالمنافسة أصبحت شرسة بين المصممين، والتميز في ابتكار تصميم فريد يتطلب جهداً وبحثاً وتفكيراً مستمراً.

بينما يعتقد ريان عبدالله، أن الوطن العربي لا يوجد فيه مصممون حقيقيون بل مجموعات صغيرة لا تؤثر في مجال التصميم، وأن "واقع التصميم يعكس واقع المجتمع العربي من كل جوانبه، فالتصميم كمصطلح متعارف عليه غير معروف في بلادنا، وليس له أي قيمة تذكر إلا في بعض المحاولات الصغيرة، وأغلبية المنتجات العربية لم تصمم بالمستوى المطلوب". 

غياب مجتمع المهنة

 وعن أسباب هذا التراجع في مجال تصميم الجرافيك في العالمي العربي يوضح المصمم العراقي أن ذلك يعود إلى عدم وجود التصميم كمادة دراسية في المدارس الابتدائية، وعدم وجود المحيط العائلي الذي يساعد على فهم التصميم، إضافة إلى غياب موقع للتصميم في المحيط العربي الذي ينمي هذه القدرات، مثل المراكز المهنية والجمعيات المتخصصة.

ويبقى السؤال ما هو مستقبل التصميم الغرافيكي في العالم العربي؟ فيشير المصمم العراقي ريان عبدالله إلى أن المستقبل يقف على مدى خدمته للمجتمع والبيئة، ومن هنا تحدد ثقافة المصمم بمدى ارتباطه بهذه النظم والتعامل معها لخلق مستقبل جديد.

ويشرح مصمم الشعارات ريان شكل التصميم في المستقبل، أنه "سوف يستند على البساطة، لأن التصميم الجيد سوف يكون غير مرئي، والمصمم الجيد هو الذي يحل مشاكل المستهلك، ويقدم له الحلول، ليس فقط من جانب إبداعي، إنما من جانب عملي ونظرة مستقبلية جديدة".

وعن تطورات العالم في المجال، وكيف يمكن للعرب أن تواكب هذا التطور يشير المتخصص إلى أن التطور يتم من خلال مواكبة المصطلحات العلمية في المجال، ففي سنة 1972 ألغي مصطلح "غرافيك ديزاين" وحل محله مصطلح جديد اسمه "التواصل البصري"، وهذا المصطلح دليل على تطور التصميم وخصوصاً دخوله في عالم الصناعة كحلقة وصل، وبعد الثورة الرقمية بدأت المصطلحات التصميمية تتغير بسرعة جداً، ونحن نواجه حركات تصميمة جديدة مرتبطة بمصطلحات جديدة، ومسميات لا نجد لها أحياناً أي مثيل في لغتنا.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات