Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يربك "سويفت كود" النظام المالي العالمي؟

العقوبات ستحد من إجراءات التحويلات من بنك إلى آخر من دون هذا الرمز

نظام "سويفت كود" يحظى بانتشار بين بنوك العالم   (أ ف ب)

إذا ذهبت إلى البنك الذي به حسابك المصرفي لتحويل أموال، سواء داخل البلد نفسه أو إلى الخارج، يطلب منك رقم "سويفت". تلك هي علاقة الأفراد والشركات بهذا النظام العالمي.

وببساطة لا تستطيع الدول التي لا تشارك في نظام "سويفت" التعامل مالياً مع الخارج. وهذا هو أساس أن العقوبات الدولية والأميركية على إيران جعلتها غير قادرة على التجارة أو التعامل مالياً مع الخارج لحظرها من نظام "سويفت". وهو ما تهدد به الولايات المتحدة والغرب روسيا في حال أقدمت على غزو أوكرانيا، إذ إن حظر روسيا من نظام "سويفت" سيعني عدم قدرتها على تصدير منتجاتها من النفط والغاز وغيرهما أو التعامل مالياً مع العالم.

فما نظام "سويفت"، وهل له بدائل، وما تأثيره على النظام المالي العالمي ومعاملات الأفراد والأعمال والدول؟

معنى "SWIFT" هو اختصار بالأحرف الأولى للاسم "جمعية الاتصالات الدولية بين البنوك"، وهو نظام إلكتروني مشفر يقتصر استخدامه على الأعضاء لتبادل الرسائل الخاصة بالمعاملات المالية والخدمات بين البنوك والمؤسسات المالية حول العالم. ولا يحتفظ النظام بأي أصول مالية وليس له رأسمال سوى ميزانية تشغيله السنوية التي تأتي من اشتراكات الأعضاء والرسوم البسيطة.

والنظام عبارة عن برنامج كمبيوتر مغلق وضع لصالح المؤسسين قبل أكثر من نصف قرن ويتم تطويره باستمرار. ويخصص النظام رمزاً يتكون ما بين 8 و11 حرفاً، وربما أحرف وأرقام تمثل تعريفاً حصرياً لكل بنك أو مؤسسة مالية مشاركة فيه مع بلدها وربما أيضاً فرعها في هذا البلد أو ذاك. 

تاريخ "سويفت"

وقبل نظام "سويفت"، كانت البنوك والمؤسسات المالية تستخدم "التليكس" في مراسلاتها بشأن تعاملاتها مع بعضها ومع عملائها. لكن الأخير كانت له عيوب كثيرة منها البطء الشديد وعدم أمانه التام لاضطرار المتعاملين به لاستخدام رسائل مفاصلة حول كل معاملة. كما كان يعاني كثيراً من مشكلات بسبب أخطاء بشرية في ترميز الرسائل أو فك شيفرتها بسبب طولها وتفصيلاتها الكثيرة. 

وبحسب كلية لندن للاقتصاد، لم يكن نظام الرمز الكودي مستخدماً في نظام التليكس أيضاً، وهو ما ميز نظام "سويفت". وعن تاريخ "سويفت"، تقول الجامعة، "أخذ دعم شبكة مشتركة للمعاملات شكلاً مؤسسياً حين أسست 6 بنوك في جمعية الماليين الأوروبية في لوكسمبورغ وباريس بنهاية الستينيات مشروع تبادل الرسائل". وفي عام 1973 شارك 239 مصرفاً في 15 بلداً في إطلاق نظام "سويفت"، وفي عام 1977 وصل عدد المشتركين إلى 518 مصرفاً في 22 بلداً.

وبدأ النظام كشبكة تواصل بالرسائل السريعة بشأن المدفوعات، أي التحويلات المالية في حسابات البنوك. ثم تطور باستمرار ليشمل تقريباً كل المعاملات المالية للبنوك والمؤسسات المالية المختلفة، سواء فيما بينها أو من حسابات الأفراد والشركات فيها إلى جانب تقديم خدمات أخرى. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهناك حالياً أكثر من 11 ألف مشترك في النظام من مختلف دول العالم. ويواصل "سويفت" النمو سنوياً، ففي عام 2020 بلغ تشغيله نحو 35 مليون رسالة يومياً. وارتفع الحجم في 2021 ليصل إلى 42.5 مليون رسالة يومياً، بزيادة 9.8 في المئة عن العام السابق.

في البداية كان نظام "سويفت" يخدم بالأساس إدارات العملة والخزينة، لكنه توسع بعد ذلك لتشمل معاملاته البنوك، وشركات السمسرة والتداول، وشركات إدارة الأصول، ومؤسسات وإدارات الحسم المالي، وشركات العملة، ومؤسسات معاملات الشركات، وسوق العملات والخزينة، والبورصات الأجنبية وسمسرة الأوراق المالية. 

أهمية "سويفت"

رغم أنه ليس النظام الوحيد لتبادل رسائل المعاملات بين البنوك والمؤسسات المالية، فإن نظام "سويفت" هو الطاغي تماماً حتى الآن ويصعب على أي بلد أو مؤسسة ألا تكون مشتركة فيه طالما تتعامل مالياً مع أخرى. هناك نظم تبادل رسائل مالية أخرى مثل "فيدواير" Fedwire أي شبكة الاحتياطي الفيدرالي، ونظام "ريبل" ونظام "تشيبس" CHIPS أي نظام مدفوعات إدارات الحسم بين البنوك. لكن استخدام تلك النظم يظل محدوداً مقارنة بنظام "سويفت".

ما زال نصف العمليات التي تتم عبر "سويفت" تتعلق بالمدفوعات والتحويلات المالية، وتبلغ نسبتها من رسائل "سويفت" اليومية نحو 50 في المئة. وهناك 47 في المئة من المعاملات عبر النظام تتعلق بالتأمين وضمانات الائتمان. والنسبة الباقية للخدمات والمعاملات الأخرى مثل تبادل العملات ومعاملات التجارة والأمور المتعلقة بالنظام. 

ويمكن القول، إنه حالياً لا يمكن أن تتم معاملة مالية حول العالم من دون استخدام كود "سويفت"، وبالتالي لا يمكن لأي بلد أن يكون خارج النظام، وإلا فلن يستطيع التجارة أو الاقتراض أو الاستثمار وغير ذلك من المعاملات المالية في النظام المالي الدولي.

ونتيجة التاريخ الطويل من رسائل المعاملات حول العالم، أصبح لدى النظام أرشيف هائل من المعلومات والبيانات يستحيل على أي مشترك (حتى لو كان بلداً وليس فقط مصرفاً أو شركة مالية) التعامل معه ورقياً أو حتى تناول تخزينه وتشغيله يدوياً.

ويتم تمويل تشغيل النظام بالأساس من اشتراكات الأعضاء فيه، إذ يدفع العضو رسم اشتراك في البداية لمرة واحدة إضافة إلى رسوم سنوية لدعم استمرار النظام. ويصنف المشتركون حسب نصيبهم في النظام، وتحسب الرسوم على أساس حجم معاملاتهم التي تستخدمه. كما يحصل "سويفت" رسوماً بسيطة على كل معاملة، يتم تحديدها أيضاً على حسب حجم معاملات البنك أو المؤسسة المشتركة واستخدامها للنظام.

ومع زيادة حجم ما لدى النظام من معلومات وبيانات لفترة تاريخية طويلة، طور "سويفت" تقديم خدمات لأعضائه مثل المعلومات والبيانات المالية وتحليلاتها وأيضاً خدمة تقدير وضع المشترك والتزامه بالقواعد واللوائح.

اقرأ المزيد