Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حرب القذائف" ترافق التصعيد السياسي في أوكرانيا

واشنطن وحلفاؤها أعدوا عقوبات اقتصادية "سريعة وقاسية" تستهدف المؤسسات المالية الروسية وبرلين تدعو إلى "عدم التكهن" بنوايا موسكو وزيلينسكي يريد السلام

أعلن البيت الأبيض، السبت 19 فبراير (شباط) الحالي، أن روسيا قد تشن هجوماً على أوكرانيا في أي وقت، وأن الرئيس الأميركي جو بايدن سيعقد اجتماعاً لمجلس الأمن القومي الأحد (20 فبراير) لمناقشة الوضع.

وأطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق السبت، تدريبات لقوات الصواريخ النووية الاستراتيجية الروسية، بينما قالت واشنطن، إن القوات الروسية المحتشدة بالقرب من الحدود الأوكرانية "تتقدم وتستعد للهجوم".

القوات الروسية تقترب

وفي ظل مخاوف الدول الغربية مما قد يكون أحد أسوأ الصراعات منذ الحرب الباردة، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن القوات الروسية بدأت "تقترب أكثر" من الحدود مع جارتها السوفياتية السابقة. وأضاف أوستن، في مؤتمر صحافي في ليتوانيا، "نأمل أن يتراجع (بوتين) عن حافة الحرب"، مضيفاً، "من الممكن تجنب غزو أوكرانيا".

وأمرت روسيا الجيش بحشد قواته، وطالبت حلف شمال الأطلسي بعدم ضم أوكرانيا إليه، وقالت إن التوقعات الغربية بأنها تخطط لغزو أوكرانيا "خاطئة وخطيرة". مؤكدة أنها بدأت في سحب قواتها، لكن واشنطن وحلفاءها قالوا، إن الحشد العسكري "يزداد".

أوكرانيا تغلق نقطة تفتيش في دونباس بسبب قصف

في هذه الأثناء، أعلن الجيش الأوكراني تعليق العمليات في واحدة من سبع نقاط تفتيش في منطقة دونباس الشرقية التي يسيطر عليها انفصاليون مدعومون من روسيا بسبب قصف مكثف.

وكتب الجيش الأوكراني على "فيسبوك"، أن الانفصاليين أطلقوا النار ثلاث مرات على نقطة تفتيش شاستيا، السبت، باستخدام قذائف المورتر والقواذف الثقيلة المضادة للدبابات وزادت انتهاكات وقف إطلاق النار من جانب الانفصاليين إلى 136 من 66 يوم الجمعة.

وقتل جنديان أوكرانيان وأصيب أربعة، السبت.

وقال الجيش إنه نظراً "لتصعيد الموقف... وعدم القدرة على ضمان سلامة السكان المدنيين" الذين يستخدمون نقطة التفتيش، أوقفت القيادة استخدامها من الساعة الثامنة صباحاً (0600 بتوقيت غرينتش) الأحد "خلال فترة التهديد".

واتهم مسؤولون من الانفصاليين أوكرانيا على موقع "تليغرام" بقصف مناطق يسيطر عليها الانفصاليون وقالوا إنهم اضطروا إلى الرد.

خطة أوكرانية

قال انفصاليون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا، السبت، إنهم اكتشفوا خطة وضعتها كييف للاستيلاء على الأراضي التي يسيطرون عليها في شرق أوكرانيا بالقوة وعرضوا رجلاً قالوا، إنه جاسوس أوكراني.

وأعلن الانفصاليون تعبئة عسكرية عامة بعد يوم من إصدار أوامر للنساء والأطفال بالرحيل إلى روسيا

ورفضت السلطات في العاصمة الأوكرانية بسرعة الخطة المزعومة باعتبارها مزيفة وتجاهلت مزاعم التجسس في الماضي، ولكن مثل هذه التقارير تسهم في تصعيد التوتر.

ونفت كييف بشكل قاطع هذا الاتهام. وقالت، ومعها زعماء غربيون، إن الحشد والإجلاء وتصعيد القصف على خط وقف إطلاق النار خلال الأيام الماضية "جزء من خطة روسيا لخلق ذريعة لغزو أوكرانيا".

ونفى وزير الخارجية الأوكراني سقوط أي قذائف أوكرانية على الأراضي الروسية، وطالب بإجراء تحقيق دولي مستقل في الحوادث المزعومة.

واتهم الجيش الأوكراني روسيا بتزوير صور القذائف لتوضيح أنها أوكرانية، وقال إن المرتزقة وصلوا إلى شرق أوكرانيا الذي يسيطر عليه الانفصاليون للقيام باستفزازات بالتعاون مع القوات الخاصة الروسية.

وأضاف الجيش "الغرض من هذه الاستفزازات سيكون بالطبع اتهام أوكرانيا بمزيد من التصعيد".

تعبئة عسكرية عامة

وقال دينيس بوشيلين رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من طرف واحد في دونباس بشرق أوكرانيا، في بيان مصور، إنه وقع مرسوماً بشأن التعبئة العامة، ودعا الرجال "القادرين على حمل السلاح" للحضور إلى المراكز العسكرية.

وبعد ذلك بوقت قصير، وقع ليونيد باشنيك زعيم جمهورية لوجانسك الانفصالية الشعبية على مرسوم مماثل.

وذكرت وكالات أنباء روسية أن عشرة آلاف شخص وصلوا حتى الآن إلى روسيا.

وفي هذا السياق، اتجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ميونيخ لحضور مؤتمر الأمن، السبت، حيث التقى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وسيلتقي أيضاً المستشار الألماني أولاف شولتز ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس.

وسعياً لخفض التوتر، سيجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي، الأحد.

دوي انفجارات

وقال شاهد من "رويترز"، إن دوي انفجارات متعددة سمعت، صباح السبت، في شمال مدينة دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق أوكرانيا، بينما كان مزيد من السكان يستعدون للرحيل في حافلات. وقالت أوكرانيا في وقت سابق، إن أحد جنودها لقي حتفه.

وأمس الجمعة، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي حذر مراراً من غزو روسي وشيك لأوكرانيا، إنه يعتقد الآن أن روسيا ستستهدف العاصمة الأوكرانية، لكنه "لا يعتقد" أن بوتين يفكر حتى ولو على نحو مستبعد في استخدام أسلحة نووية.

وقال بايدن، للصحافيين في البيت الأبيض، "لدينا ما يدعونا للاعتقاد أن القوات الروسية تخطط وتنوي مهاجمة أوكرانيا في الأسبوع المقبل، في الأيام المقبلة"، مضيفاً، "إنني مقتنع في هذه اللحظة بأنه اتخذ هذا القرار".

قال الكرملين إن روسيا أجرت بنجاح تجارب إطلاق صواريخ تفوق سرعة الصوت وصواريخ كروز في البحر على أهداف برية خلال مناوراتها العسكرية.

تدريبات نووية

وشهد بوتين التدريبات مع رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو عبر شاشات داخل ما سماه الكرملين "مركز العمليات".

وقال أوستن، إن التدريبات النووية تثير القلق بين قادة الدفاع في جميع أنحاء العالم، إذ يركز الجيش الروسي على حشد هائل للقوات حول أوكرانيا، وهناك خطر من وقوع "حادث أو خطأ".

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، أن الوزير سيرغي لافروف، أبلغ نظيره الفرنسي عبر الهاتف بأن "تجاهل حقوق روسيا المشروعة في هذه المنطقة يؤثر سلباً على الاستقرار ليس فقط في القارة الأوروبية، لكن أيضاً في العالم".

وقال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، إن روسيا تعلم أن الحلف لا يستطيع تلبية مطالبها التي تتضمن انسحاب قواته من دول شرق أوروبا الشيوعية السابقة التي اختارت الانضمام إلى الحلف.

وذكرت شركة ماكسار لتكنولوجيا الفضاء، التي ترصد المستجدات بصور عبر أقمار صناعية، أنه جرى نشر طائرات هليكوبتر جديدة ومجموعة قتالية للدبابات وناقلات جند مدرعة ومعدات دعم في روسيا بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.

 

إليكم تغطيتنا للتطورات بشأن الأزمة الأوكرانية عندما حدثت.

المزيد من دوليات