Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أشبال الخلافة... من القتل إلى الإصلاح

إعادة التأهيل بتعلم كل ما هو جديد وممارسة نشاطات رياضية مع متابعة نفسية

يقضي اشبال الخلافة غالبية وقتهم خارج غرفهم وسط اجراءات أمنية عادية (اندبندنت عربية)

إلى الجنوب الشرقي من مدينة القامشلي في سورية، تقع قرية تل معروف وسط بيئة قروية كردية، يتوسطها دوار صغير بألوان ثلاثة (الأحمر والأخضر والأصفر)، وصورة لعبد الله أوجلان الذي تهتدي قوات سوريا الديمقراطية بفكره، وفي خلفية المشهد جامع دُمرت قبته ومنارة مقصوفة الرأس وأخرى مائلة، بسبب هجوم لداعش على القرية عام 2014. وتتميز تل معروف اليوم بضمها مركز "هوري لحماية الأطفال وتعليمهم"، وهو عبارة عن سجن للأحداث وإصلاحية تعتمد منهجية التأهيل وسط حراسة أمنية عادية، ويوجد فيه 75 من أشبال الخلافة وهم الأطفال الذين دربتهم داعش ليكونوا مقاتلين، وجرت على أيدي العديد منهم جرائم وقتل جماعي لرهائن ومختطفين عندما كان يسيطر التنظيم على مساحات واسعة من سوريا والعراق.

تأسس عام 2017

احتضن المركز منذ تأسيسه في الأول من مارس (آذار) 2017 من قبل الإدارة الذاتية، أكثر من 275 معتقلاً من أشبال الخلافة غالبيتهم من السوريين ومن ثم العراقيين وأعداد أقل من الأجانب من دول مختلفة من آسيا الوسطى. وأطلق سراح معظمهم بعد اتمامهم فترة تأهيلهم ومحكوميتهم واستلمتهم عائلاتهم أو القبائل التي ينتمون إليها بكفالات قانونية. يقول الإداري في مركز هوري مصعب محمد خلف لـ"اندبندنت عربية"، "يستقبل الإداريون والمدرسون الأطفال ويعلمونهم قوانين وأصول التعامل في المركز"، مضيفاً أن لا صعوبة معهم باستثناء بضع حالات، لكن من دون التسبب بأذى، فهم يلقون الراحة والطمأنينة في المركز بسبب التعامل المريح معهم". ويؤكد أن قناعتهم في التعامل مع هؤلاء المراهقين على أنهم ضحايا آبائهم الذين انضموا إلى "داعش" والظروف التي أدت بهم إلى ذاك الطريق.

التظاهر بالتغيير

يعمل المركز على تغيير أفكار الأطفال الدواعش وتعليمهم مناهضة التطرّف وحبّ العائلة والناس. ويشير خلف إلى أن الأطفال كانوا يتحاشون التعامل مع مدرسيهم في بادئ الأمر لاسيما النساء منهم، وكانوا يغضّون النظر ويتحاشون السلام لكن في ما بعد تغير سلوكهم نحو الطبيعي، وراحوا يتفاعلون مع المدرسين والمربين وزملائهم، "لكن بعضهم يتظاهر بتغيّر سلوكه ونحن نعلم ذلك من خلال مشرفين نفسيين يلتقونهم أسبوعياً".

مناهج التأهيل

يتلقى أطفال داعش في مركز هوري دروساً لمواد تعليمية متعددة في الأخلاق والأدب والعلوم والتاريخ والجغرافيا وحتى اللغة الكردية، أي أنهم يتلقون تعليماً مدرسياً كاملاً ويصنفون في فئات بحسب مستوياتهم ما بين الضعيف والوسط والجيد، إضافة إلى آخرين لم يتلقوا التعليم أبداً فيخضعون إلى دروس محو الأمية في المركز. ويمارس هؤلاء الأطفال الرياضات الجماعية في ملعبين لكرتَي الطائرة والقدم.

المعتقد والعبادة مسموحان

يذكر الإداري في مركز إعادة تأهيل أطفال داعش أن الأطفال لا يعرفون تعاليم الدين الإسلامي الصحيح من خلال اختبارات خضعوا لها، موضحاً أنهم كانوا يعرفون فقط أنّ فلاناً كافر أو مرتد أو ملحد ويجب قتله، لذلك توجه إليهم دروس دينية صحيحة، إضافة إلى بعض الواجبات الدينية كالصلاة والصوم.

مجتمع صغير منظم

حوّلت إدارة السجن، الأطفال إلى أعضاء في مجتمع صغير منظم، عبر مجالس خاصة بهم ومجموعات ورؤساء أقسام واختصاصات تتعلق بالنظافة والخدمات داخل المركز، إضافة إلى المطعم والمطبخ والرياضة وغيرها، ويتصرّفون على أساس مسؤولياتهم داخل المركز التأهيلي.

التواصل مع العالم الخارجي

يسمح مركز هوري لذوي أطفال داعش بزيارتهم يوم السبت فقط، ويؤمن لهم خدمة التواصل مع ذويهم يومين في الأسبوع عبر اتصال هاتفي، لاسيما أولئك الذين لا يستطيعون زيارتهم سواء كانوا خارج سوريا أو الموجودين في المخيمات. كما يسمح لسجناء داعش بالتواصل مع أبنائهم في هذا المركز، ويصّر الإداري في المركز على أن مركزهم ليس سجناً فالأطفال يقضون معظم وقتهم خارج الغرف وفي الباحة والدروس باستثناء ساعات النوم في الليل.

دوام المركز

يبدأ نهار أطفال داعش مع فتح أبواب غرفهم في السادسة صباحاً ليبدأ درس الرياضة في السابعة ومن ثم الفطور في الثامنة، وبعد نصف ساعة تبدأ الحصص الدراسية حتى الواحدة والنصف من بعد الظهر، موعد تناول الغداء ومن ثم يتفرغون لممارسة أنشطتهم في قاعات مجهزة بشاشات تلفزة ومكتبة صغيرة وشطرنج، إضافة إلى ممارسة كرة القدم والطائرة

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي