Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تصبح الصادرات الروسية في مرمى العقوبات؟

دخول القوات إلى أوكرانيا سيضع موسكو أمام خيارات صعبة مع وقف استيراد المنتجات

عقوبات غربية قاسية تنتظر روسيا في حال دخلت قواتها إلى أوكرانيا (أ ف ب)

لأسابيع لم تتوقف التهديدات الأميركية والأوروبية لموسكو في حال اجتاحت القوات الروسية الحدود الأوكرانية... التهديدات الغربية التي تشتد ضراوة يوم بعد يوم، ليست عسكرية فقط، فقد طالت قطاعات حيوية مثل القطاع المالي والمصرفي الروسي والطاقة.. ولكن ماذا عن التجارة هل ستستهدف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الصادرات الروسية غير النفطية؟ سؤال توجهنا به إلى المستشارة في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية إلينا سوبونينا خلال اتصال هاتفي لـ "اندبندنت عربية"، معها في روسيا، استبعدت خلاله سوبونينا تأثر روسيا كثيراً بأية عقوبات غربية تطال صادراتها إلا في حالة واحدة إذا ما أجمعت تلك القوى على فرض عقوبات "مشددة جداً" على روسيا، وهذا لن يحدث بحسب سوبونينا إلا بدخول القوات الروسية للعمق الأوكراني وعبورها نهر دنيبر، وهو أحد أهم الأنهار في أوروبا الشرقية، وينبع من مرتفعات فالادي في روسيا ثم يعبر روسيا البيضاء ومنها إلى أوكرانيا في مدينة "دنيبروبتروفسك"، حيث يصب في البحر الأسود، عندها فقط قد تتأثر روسيا بتلك العقوبات المُشددة. وتُظهر بيانات دائرة الجمارك الفيدرالية الروسية (FCS) أنه خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2021، بلغ إجمالي صادرات روسيا إلى العالم 388.4 مليار دولار، بزيادة قدرها 42.8 في المئة عن عام 2020. 

شركاء لروسيا

وبحسب دائرة الجمارك الفيدرالية الروسية، كان أكبر خمسة شركاء تجاريين لروسيا مسؤولين عن 86.9 في المئة من إجمالي التجارة بين يناير (كانون الثاني) وأكتوبر( تشرين الأول) من العام الماضي، وكانوا على النحو التالي، الصين بقيمة 112.4 مليار دولار، وألمانيا 46.1 مليار دولار، وهولندا 37 مليار دولار،  والولايات المتحدة الأميركية 28.8 مليار دولار. 

وقالت سوبونينا، "روسيا لن تجتاح أوكرانيا، وهناك من يقول إن موسكو قد تبادر بحظر صادراتها إلى أميركا وهو قرار سيتم تنفيذه فقط في حال أصدرت إدارة بايدن عقوبات مشددة على بلدنا، وخاصة إذا ما طالت تلك العقوبات المشددة أنابيب الغاز مثل نورد ستريم 2 ". وأضافت في عام 2014 جمدت روسيا واردات المواد الغذائية من الاتحاد الأوروبي رداً على العقوبات التي فرضت عليها في ذلك الوقت.  وكانت موسكو قد حظرت في أغسطس (آب) 2014 معظم واردات الأغذية الغربية وقيمتها تسعة مليارات دولار سنوياً، رداً على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب دور روسيا في أوكرانيا. في ذلك الوقت قال أنطون سيلوانوف وزير المالية، إن انخفاض أسعار النفط والعقوبات المالية الغربية سيكبد روسيا خسائر بنحو 130 مليار دولار، أو 140 مليار دولار سنوياً، أو ما يعادل 7 في المئة من اقتصادها. وتنظر روسيا إلى سياسة فرض العقوبات على أنها تشكل خطراً على الاستقرار الدولي، وترى أنه يتعين على المجتمع الدولي الانتقال من القيود والتهديدات إلى البحث عن حلول ترضي جميع الأطراف. لسنوات أكدت موسكو على أن ردودها على العقوبات الغربية كانت دائماً وستظل متزنة. 

مضاعفة الصادرات الروسية إلى الصين والحلفاء  

ونما حجم واردات الولايات المتحدة من السلع التجارية من روسيا من عام 1992 إلى عام 2021 بحسب موقع ستاتيستا للإحصاءات التجارية. وفي عام 2021، بلغت واردات الولايات المتحدة من روسيا حوالى 29.7 مليار دولار أميركي.  وحقق ميزان التجارة الخارجية للسلع لروسيا فائضًا بنحو 187 مليار دولار أميركي، نتج عن كون الصادرات أكثر من الواردات في عام 2014. سألنا سوبونينا إن كانت أميركا ستكترث بتوقف الصادرات الروسية إليها، فردت قائلة، برأيي لن تتأثر الولايات المتحدة كثيراً في ظل الإنتاج الضخم للسلع والمنتجات الأميركية. 

وبحسب موقع ستاتيستا أهم الدول المصدرة لروسيا هي في الغالب جيرانها المباشرون، مثل الصين وأوكرانيا، وبيلاروس، وبولندا، وكازاخستان. ويذهب حوالى 35 في المئة من جميع الصادرات إلى البلدان المجاورة. وتعد الصين أهم دولة لروسيا من حيث التصدير، حيث تستحوذ على حوالى 8 في المئة من الصادرات الروسية. في حين أن الولايات المتحدة ليست من بين العشر الأوائل، حيث تحتل المرتبة الثانية عشرة من وجهات التصدير الروسية، بحوالى ثلاثة في المئة.  من غير المستغرب أن تكون المنتجات المصدرة من روسيا عبارة عن منتجات معدنية ومعادن، حيث يشكل النفط الخام والمكرر 54 في المئة من إجمالي الصادرات. وتعد روسيا أحد المصدرين الرئيسين للقمح. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى الرغم من أن تطور الصادرات الروسية كان إيجابياً إلى حد ما في السنوات الأخيرة، إلا أن الأزمة السياسية مع أوكرانيا، التي أدت إلى فرض عقوبات اقتصادية من قبل دول تجارية مهمة مثل ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعديد من الدول الأخرى، ربما تكون قد أضعفت التجارة الخارجية تماماً. وكانت النتيجة نمواً سلبياً في الصادرات بنحو خمسة في المئة في عام 2014.   وبحسب وكالة الإحصاء الأوروبية "يوروستات"، فقد وصلت قيمة الصادرات الروسية إلى دول الاتحاد الأوروبي في الفترة من يناير إلى أغسطس 2021، إلى 94.6 مليار يورو (107.2) مليار دولار أميركي)، مما سمح لروسيا بالحصول على المركز الثالث في قائمة أكبر المصدرين في الاتحاد الأوروبي، كما في الأشهر الستة الأولى من عام 2021.  

روسيا والضغط الأميركي على الحلفاء 

وأكدت سوبونينا مُجدداً على أن روسيا لا تريد غزو أوكرانيا، وقالت نحن لا نستعبد سيناريو عسكرياً كرد فعل روسي على التصعيد الغربي الحاصل اليوم. وأضافت إذا أدى رد الفعل لعملية عسكرية محدودة، فبحسب توقعات موسكو لن تفرض حينئذ الولايات المتحدة عقوبات مشددة على روسيا، ويبدو أن القيادة الروسية تنطلق من هذه الرؤية.  سألنا المستشارة الروسية إن كانت إدارة بايدن والقوى الأوروبية، قد تضغط على حلفائها الخليجيين وبقية حلفائها العالم لوقف الصادرات الروسية إلى بلدانهم من أجل عزل روسيا تجارياً كنوع من الضغط عليها في الأزمة الأوكرانية فردت بالقول: "هذا أمر غير وارد، وقد تتجه روسيا لرفع حجم صادراتها للصين كخيار بديل في حال توقفت الصادرات الروسية لأميركا والاتحاد الأوروبي في حال فرضت هذه القوى عقوبات مشددة على روسيا، وهو ما لا تتوقعه موسكو في الوقت الراهن.