Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل ترفض تزويد أوكرانيا بالقبة الحديدية تفاديا لغضب روسيا

يائير لبيد قال إن تل أبيب تدرس طلباً بتقديم مساعدات عسكرية إلى كييف

جنود إسرائيليون أمام بطارية لمنظومة دفاع القبة الحديدية (أ ف ب)

بعد مباحثات أمنية مطولة ومشاورات عدة، رفضت إسرائيل تزويد أوكرانيا بمنظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ، بعد تفضيلها الملف السوري وجعله على رأس اهتماماتها، خشية توتير الأجواء مع موسكو، خصوصاً أن العلاقة بين البلدين تشهد منذ فترة توتراً في أعقاب الموقف الروسي الداعم لرئيس النظام السوري بشار الأسد وتعزيز قدرات قواته بمعدات دفاعية وهجومية متطورة، باتت تقيد حرية سلاح الجو الإسرائيلي.

وفي أعقاب التصعيد بين روسيا وأوكرانيا انشغلت إسرائيل في مباحثات حول تداعيات الوضع عليها من مختلف الجهات، خصوصاً في أي موقف تتخذه مماثلاً للموقف الأميركي. ويرى الإسرائيليون أن السيطرة الروسية في سوريا تضع تل أبيب في موقف معقد من الأزمة بين موسكو وكييف. 

وتتعالى الأصوات الداخلية الداعية إلى عدم تدخل إسرائيل في هذه الأزمة، حيث تبذل الدولة العبرية جهوداً كبيرة كي لا تجد نفسها في الوسط بين الغرب وأوكرانيا من جهة، والروس من جهة أخرى.

والمطلب الأوكراني من إسرائيل، في هذه الأزمة، هو الثاني من نوعه فقبل حوالى السنة طلبت أوكرانيا التزود بالقبة الحديدية لكن طلبها قوبل بالرفض، وكانت الخلفية أيضاً خشية توتر العلاقات مع روسيا، حيث جرت في حينه مباحثات وعقدت جلسات بين الجيش الروسي في سوريا والجيش الإسرائيلي لتنسيق العمل العسكري في سوريا.

القبة الحديدية والموقف الأميركي

صحيح أنه تم تطوير القبة الحديدية (منظومة الدفاع ضد الصواريخ وقذائف الهاون) في إسرائيل لكنه مشروع مشترك مع البنتاغون الأميركي، وبحسب الاتفاق بين الطرفين لا يسمح ببيع المنظومة لدولة ثالثة من دون موافقة مشتركة، وعليه فقد سعى الأوكرانيون لإقناع مشرعين أميركيين بالمبادرة لنقل منظومة الدفاع ضد الصواريخ والقذائف إليهم. 

وطلبت أوكرانيا بشكل رسمي من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن نقل صواريخ باتريوت والقبة الحديدية إلى أوكرانيا في الربيع الماضي، حيث لم يكن الغزو الروسي يظهر في الأفق، وفقاً للإسرائيليين، غير أن الإدارة الأميركية ونواب في الكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين، مالوا لنهج أكثر عدوانية تجاه الكرملين حول استمرار الصراع المسلح في شرق أوكرانيا. 

لكن إسرائيل أوضحت للإدارة الأميركية أنها لن تتمكن من الموافقة على نقل بطاريات القبة الحديدية إلى كييف بسبب العلاقات مع روسيا. 
 
الجاليتان اليهوديتان في روسيا وأوكرانيا

وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، الذي كان أول من كشف عن طلب أوكرانيا بالدعم العسكري الإسرائيلي، ادعى أن رفض تزويد أوكرانيا بالقبة الحديدية يعود إلى وجود الجاليتين اليهوديتين الكبيرتين في روسيا وأوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن لبيد أضاف أن حكومته تدرس طلباً من أوكرانيا للحصول على مساعدات عسكرية، وفي الوقت نفسه تتفاوض معها لتسهيل عودة مواطنيها الذين يوجدون في أوكرانيا ويبلغ عددهم حوالى 15 ألفاً بينهم نحو ألفي طالب، وقد اتفق على استكمال تعليمهم في هذه الفترة عبر تطبيق "زوم".

وأعلن لبيد أنه توصل إلى تفاهمات مع نائبة وزير الخارجية الأوكراني، حول إمكانية فتح ممثلة رسمية إضافية للحكومة الإسرائيلية في مدينة لفيف في الغرب الأوكراني، بعيداً عن مناطق التصعيد المحتمل.

وفيما شدد لبيد على أن إسرائيل تدعو إلى القيام بكل شيء لمنع نشوب نزاع مسلح بين روسيا وأوكرانيا، رفض الادعاء بأن الجانب الروسي طلب من تل أبيب عدم اتخاذ موقف علني إزاء أوكرانيا بسبب مصالحها في سوريا، وقال، "لا نقبل ربط بين ما يحدث على الحدود الروسية- الأوكرانية مع ما يحدث عند حدودنا. إسرائيل تتعاون مع روسيا، وهناك آلية جيدة للتنسيق معها، سنعمل كل ما نراه مناسباً للدفاع عن حدودنا، ولن نقبل باستمرار التموضع الإيراني عند حدودنا الشمالية".

وشدد لبيد في رده على أسئلة الصحافيين خلال مؤتمر صحافي بأن إسرائيل ليست طرفاً في الصراع الروسي- الأوكراني، وبالتالي تتصرف بحذر، موضحاً أنه "تحدث مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف في هذا الشأن".

ما بين التهديدات والفرص الإيجابية

الرئيس السابق للدائرة السياسية- الأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية، عاموس جلعاد، دعا متخذي القرار في إسرائيل إلى الحذر من كل موقف يتخذ تجاه الأزمة الأوكرانية وفي الوقت نفسه البحث في آن واحد باحتمال أن تسرع الأزمة الأوكرانية مخاطر وتهديدات قديمة وجديدة من جهة، وفي الوقت ذاته تكمن في طياتها فرص إيجابية لإسرائيل.

وقال جلعاد: "يمكن التقدير بأنه إذا نجحت الخطة الروسية للسيطرة على أوكرانيا فكفيل بأن يكون لذلك آثار دراماتيكية على إسرائيل والشرق الأوسط. فالتهديد الاستراتيجي الشامل من جانب إيران على إسرائيل والدول العربية والشرق الأوسط على ما يبدو سيتعاظم. فإيران تطور قدرات هجومية تستهدف المس بالبنى التحتية الاستراتيجية المدنية لإسرائيل، في ظل التموضع في دول فاشلة". 

ورأى أنه "في حال كان هناك اتفاق (الاتفاق النووي)، ستحصل إيران على يد حرة لمواصلة تطوير قوتها في حال كان تحت تصرفها قدرات اقتصادية غير مسبوقة نتيجة لرفع العقوبات، كما أن الاتفاق سيجدي فقط في تأخير الجداول الزمنية لتطوير القدرات النووية العسكرية، ولكن ليس في منعها، وإذا لم يتحقق اتفاق، فستواصل إيران تعاظمها وهي متحررة من القيود السياسية".

وأكد أن "إيران ستتمكن من استغلال الخصومة المحتدمة بين أميركا والمحور الاستراتيجي روسيا– الصين، حيث يرى هذا المحور في إيران حليفاً له حيال الأميركيين".

ويخلص جلعاد بالقول إلى أن "الأزمة الأوكرانية من شأنها أن تسرع مخاطر وتهديدات قديمة وجديدة، ولكن يوجد فيها أيضاً فرصة لتسريع سياقات إيجابية لإسرائيل. وعلى السياسة الإسرائيلية أن تزن هاتين القناتين التاريخيتين معاً".

المزيد من تقارير