Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العيدية... ذكريات الكبار وفرحة الصغار في مصر

ظهرت في العصر الفاطمي وقُدمت مع الحلوى خلال حكم المماليك ومع السنين أصبحت عادة أصيلة

مصريون يطلقون البالونات احتفالا بعيد الفطر في إحدى ضواحي مدينة القاهرة (أ.ف.ب.)

"العيدية" أحد أهم مظاهر عيد الفطر في مصر إلى جانب الكعك والمــلابس الجديدة، ينتظرها الأطفال بلهفة وفرحة، وتشكل جزءاً كبيراً من ذكريات الكبار عندما كانوا يحصلون على أوراق نقدية جديدة من الآباء والأجداد ينفقونها على شراء الحلوى والألعاب، وكل ما يُدخِل السعادة على قلوبهم الصغيرة آنذاك، ليعيدوا تكرار المشهد الذي لم يختلف كثيراً مع أطفالهم وأطفال العائلة، فبدونها لا يكتمل العيد.

تاريخ طويل

يروي المؤرخون أن أصل العيدية في مصر يرجع إلى العصر الفاطمي، إذ كانت توزع النقود على الموظفين والأمراء وقــــرّاء القرآن في آخر رمضان وكان يطلق عليها اسم (التوسعة)، كما كان الخلفاء الفاطميون ينثرون الدنانير على العوام الذين يتوافدون إلى أبواب قصر الخليفة بعد أداء صلاة العيد، ومع قدوم العصر المملوكي كانت العيدية تقدم مع أطباق من الحلوى تحت مسمى (الجامكية)، وبمرور السنوات تحولت إلى عادة يحرص المصريون عليها.

عادات أصيلة

نعمات السيد، جَدّة لسبعة أحفاد، تقول لـ"اندبندنت عربية"، "أستقبل أبنائي وأحفادي صباح يوم العيد بأطباق الكعك والـ"بيتي فور"، وبالطبع بالعيدية التي أحرص على تقديمها لأحفادي مع بعض قطع الحلوى، وأشعر بسعادة كبيرة عندما أرى فرحتهم بالعيدية، فنحن نشعر بفرحة العيد عندما نرى سعادة الأطفال التي لا تختلف بمرور الزمن، فسعادتي عندما كنت طفلة أن أحصل على عيدية من جدي وجدتي لا تختلف عن سعادة أبنائي عندما كانوا يحصلون عليها وهم أطفال، وهو الأمر ذاته الذي يتكرر مع أحفادي الآن".

تضيف "لكن الاختلاف الوحيد الذي حدث هو قيمة العيدية، فكنت أحصل أنا وإخوتي على عيدية تعادل حوالي خمسين قرشاً (ما يعادل 3 سنتات) منذ خمسين عاماً، بينما كنت أعطي أولادي عشرين جنيها (ما يزيد على الدولار الأميركي) كعيدية منذ حوالي خمسة وعشرين عاماً، والآن أعطي كل حفيد من أحفادي مائة جنيه (ما يقارب الـ6 دولارات). تختلف القيمة المالية وتبقى الفرحة واحدة".

النقود الجديدة

يتوافد كثير من المصريين في الأيام الأخيرة من شهر رمضان على البنوك للحصول على النقود الجديدة التي تسبب بهجة مضاعفة عند إعطاء العيدية للأطفال. وتوفر البنوك كميات من العملات الورقية من فئات مختلفة لمواكبة الطلب المتزايد من المواطنين عليها في أيام رمضان الأخيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول أحمد نبيل، محاسب بأحد البنوك المصرية لـ"اندبندنت عربية"، "في الأيام الأخيرة من شهر رمضان يكون هناك طلبٌ كبيرٌ على النقود الجديدة، وتطلب مني أسرتي وبعض أصدقائي أن أوفرها لهم من أجل العيدية، التي ارتبطت مع الناس بالنقود الجديدة التي تزيد من بهجة العيدية".

يضيف "بشكل عام يكون هناك إقبالٌ كبيرٌ من المواطنين على البنوك للحصول على النقود الجديدة في هذه الأيام، خاصة من فئات الخمسين جنيه والمائة جنيه (ما بين 3 إلى 6 دولارات)، وهما الأكثر انتشاراً عند إعطاء العيدية للأطفال عند معظم المصريين، خاصة من الطبقة المتوسطة، وتشهد البنوك زحاماً بشكل عام في الأيام الأخيرة من شهر رمضان".

عادات مصرية

لا يقتصر الأمر على إعطاء العيدية للأطفال فقط، بل جرت العادة في مصر أن يعطي الخاطب عيدية لمخطوبته عندما يذهب لزيارتها في العيد، وهو تقليد متوارث منذ سنوات طويلة، ربما دخل عليه بعض التطور في شكل وطريقة التقديم إلا أنه لا يزال موجوداً.

يقول خالد، مهندس في الثامنة والعشرين من العمر، "حرصت على زيارة خطيبتي في العيد الماضي، وكان أول عيد بعد الخطوبة، وقدمت لها العيدية، فهذا تقليد متعارف عليه في أسرتي، وسأحرص هذا العيد أيضاً على أن أقدم لها العيدية مصحوبة بهدية من حلويات العيد المعروفة مثل الكعك والبسكويت، وأخيرا صرت أحرص على إعطاء العيدية لأطفال إخوتي لإدخال السعادة عليهم".

 يضيف "عندما كنت في عمرهم كنت أحرص على شراء الألعاب والحلوى،  وعندما صرت أكبر في السن كنت أستغل العيدية في الخروج مع أصدقائي والذهاب إلى السينما أو التنزه في مكان نختاره، فالعيدية كانت جزءاً أساسياً من فرحة العيد ولا تزال مع اختلاف الزمن والظروف".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات