Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يمكن أن تتورط القوات البريطانية في أزمة أوكرانيا؟

من الممكن أن يتم استخدام الجنود البريطانيين الموجودين حالياً في وضعية تأهب من أجل تعزيز وجود حلف "الناتو" في أوروبا الشرقية، كما يكتب أندرو ودكوك في المقال التالي

في حين سحبت المملكة المتحدة كل قواتها من أوكرانيا، ناشد سفيرها في لندن "الناتو" نشر قواته في البلاد. وردد توبياس إيلوود، النائب المحافظ رفيع المستوى ورئيس لجنة الدفاع التابعة لمجلس العموم، دعوة السفير فاديم بريستايكو، إذ قال إن ذلك كان الطريقة الوحيدة المؤثرة لردع فلايدمير بوتين عن إرسال [اجتياح] قواته عبر الحدود.

ويجري حالياً نشر حفنة فقط من العسكريين البريطانيين في الدولة الأوروبية الشرقية للقيام بمهمام تدريبية من أجل "عملية أوربيتال" التي أطلقت في 2015 على سبيل الرد على ضم روسيا غير المشروع لإقليم القرم الأوكراني.

وقالت وزارة الدفاع، إن عمل هؤلاء العسكريين هناك يشمل التدريب على مهارات المشاة والعاملين الطبيين الأساسية، ويتضمن دورات تدريبية لمواجهة هجمات القناصين، والآليات المدرعة ومدافع الهاون. ونشر قرابة 30 عنصراً من قوات النخبة في يناير (كانون الثاني) لتدريب القوات المسلحة الأوكرانية على استخدام 2000 من الصواريخ المضادة للدروع التي قدمتها المملكة المتحدة، غير أن الوزراء أوضحوا أن بريطانيا لن ترسل قوات مقاتلة إلى أوكرانيا، مع أن ما يزيد على 1000 جندي قد نشروا في دول مثل إستونيا وبولندا، كما يوجد 1000 جندي آخرعلى أهبة الاستعداد للسفر إلى المنطقة [عند الضرورة].

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إن الفرق الحيوي بين وضع مثل هذه الدول وأوكرانيا هو عضوية حلف "الناتو" طبعاً. وبموجب المادة 5 من اتفاقية حلف شمال الأطلسي، التي وقّعتها بولندا في عام 1999 وإستونيا في عام 2004، فإن هجوماً على أي دولة عضو في أوروبا أو أميركا الشمالية يعتبر هجوماً على جميع دوله، ما سيؤدي عملياً إلى توسيع نطاق مظلة الوقاية للقوة النارية الأميركية والبريطانية والفرنسية لتشمل دولاً لا تستطيع أن تقاوم الضغط العسكري الروسي منفردة.

وفي سبيل الالتزام بذلك التعهد [بالحماية]، نظم حلفاء "الناتو" عمليات متعاقبة في دول حوض البلطيق، بينما نشرت الولايات المتحدة قوات في بولندا ورومانيا. ويعتبر بوتين أن توسع الحلف العسكري الغربي إلى مناطق كانت يوماً تخضع للنفوذ السوفياتي صنو إذلال قومي. وقد عارض بشدة عملية لتكثيف الحوار مع الدول الطامحة إلى نيل عضوية الحلف، اتفق عليها أعضاء الناتو في مدريد عام 1997،، مشدداً على وجوب عدم السماح لجورجيا وأوكرانيا أن تلتحقا بالحلف إطلاقاً.

ومع أن رؤساء حكومات الدول الأعضاء في حلف "الناتو" أعلنوا في عام 2008 أن هاتين الدولتين السوفياتيتين سابقاً، ستصبحان يوماً ما من أعضاء "الناتو"، فمن المستبعد أن تنضم إليه أوكرانيا في أي وقت قريب. تعارض فرنسا وألمانيا بقوة أي تسريع في عملية الانضمام، كما أن هناك قلق على نطاق أوسع بشأن الحاجة إلى إجراء إصلاحات في كييف قبل البحث في مسألة العضوية.

لم يمنع هذا بوتين من وصف عضوية أوكرانيا لـ"الناتو" بالتهديد الوشيك. وأعرب عن اعتقاده أن لروسيا حقاً شرعياً في مساحات كبيرة من أراضي البلاد، وأصدر العام الماضي مقالاً عدوانياً طويلاً جادل فيه بأن الروس والأوكرانيين هم عملياً شعب واحد.

إن أي نشر كبير لقوات بريطانية على التراب الأوكراني من شأنه أن يعزز حملة بوتين الرامية إلى إقناع الروس بأنهم عرضة لتهديد حلف "الناتو" الآخذ بالتوسع على قدم وساق. وبدلاً من ذلك، فإن أي توغل يتم بأمر من بوتين سيقابل على الأغلب بفرض عقوبات على روسيا، والرئيس وحلقته الداخلية، علاوة على إمداد كييف بالتجهيزات العسكرية والدعم المالي.

من الممكن أن يلجأ إلى 1000 جندي بريطاني موجودون حالياً في وضعية تأهب من أجل تعزيز وجود "الناتو" في أوروبا الشرقية، ومن المتوقع أن يلي ذلك مزيد [استخدام جنود آخرين للغرض نفسه]. ويمكن حتى لرئيس الوزراء البريطاني أن يصدر أوامره بتنفيذ عمليات من هذا النوع لنشر الجنود من دون الحاجة إلى موافقة البرلمان، غير أن أي مشاركة كبيرة في القتال ستقتضي على الأرجح إجراء تصويت في مجلس العموم.

ومع أن الالتزام بإشراك قوات في أعمال عسكرية هو من صلاحيات رئيس الوزراء، فإن قرار توني بلير طرح حرب العراق على التصويت في عام 2003 خلق سابقة اتبعها ديفيد كاميرون قبل إرسال القوات للإسهام في شن غارات جوية على ليبيا في عام 2011. وفي السنة ذاتها، أقرت الحكومة أن ثمة سابقة متعارف عليها اليوم تنص على وجوب إتاحة الفرصة لأعضاء مجلس العموم بمناقشة العمل العسكري قبل اندلاع القتال، وينبغي الالتزام بها ما عدا في حالات الطوارئ.

© The Independent

المزيد من دوليات