Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصاعد التوتر في "الشيخ جراح" مع قرب إخلاء فلسطينيين من منازلهم

تعيش 32 عائلة فلسطينية في الجزء الغربي من الحي الذي تدعي إسرائيل أن ملكيته عائدة ليهود

 مواجهات في حي الشيخ جراح بين فلسطينيين وإسرائيليين (وفا)

عاد التوتر إلى الجزء الغربي من حي الشيخ جراح في القدس بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين في ظل أوامر محاكم إسرائيلية لإخلاء أكثر من 32 عائلة فلسطينية من منازلهم التي تقول جمعيات استيطانية إنها أقيمت على أراضٍ تابعة ليهود.
وكان الجزء الشرقي من الحي المقدسي العريق مسرحاً لمواجهات بين الجانبين في مايو (أيار) الماضي، بسبب سعي إسرائيل إلى تهجير 28 عائلة من منازلهم بدعوى أن وكالة الـ"أونروا" بنتها في خمسينيات القرن الماضي على أرض يهودية.
وتسببت تلك المواجهات بشن "حركة حماس" هجمات بالصواريخ على مدن إسرائيلية، وإلى اندلاع احتجاجات في المدن الفلسطينية داخل "الخط الأخضر".
وأدت تلك المواجهات والضغوط الأوروبية والأميركية إلى تعليق إسرائيل خططها لتهجير تلك العائلات من منازلهم.

إجراءات إسرائيلية

وفي ساحة منزل عائلة السالم في الجزء الغربي من الحي المعروف بـ"كبانية أم هارون"، أقام عضو الكنيست الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، مكتباً برلمانياً له بمشاركة عشرات المستوطنين.
ويتوقع إخلاء عائلة السالم من منزلها الشهر المقبل، لصالح "مالك الجديد"، وهو عضو بلدية القدس اليميني المتطرف يوناتان يوسف.
وأدى ذلك إلى اندلاع مواجهات بين الطرفين عبر رمي الكراسي والحجارة، أصيب خلالها أكثر من 30 فلسطينياً بجروح، وإلى اعتقال الشرطة الإسرائيلية 12 شخصاً بتهمة ممارسة "أعمال شغب وأعمال عنف عامة". وقال بن غفير إن الهدف من افتتاح المكتب هو "الاحتجاج على إخفاق الشرطة الإسرائيلية في حماية السكان اليهود في الحي"، مضيفاً أنه سيبقى هناك "إلى أن تعتني الشرطة بأمن السكان اليهود".
وجاءت خطوة عضو الكنيست عقب إلقاء مجهولين زجاجةً حارقة على منزل يهودي في الحي الذي سيطر المستوطنون على منزلين فيه.
وأصيب عضوا الكنيست، أحمد الطيبي وأسامة السعدي، بجروح طفيفة خلال المواجهات، حيث أتيا دعماً لأهالي الحي.
وكان النائب الإسرائيلي بن غفير قد أزال مكتبه في مايو (أيار) الماضي، بعد مواجهات عنيفة قبل أن يعيده يوم الأحد 13 فبراير (شباط) الحالي، مع تصاعد التوتر مجدداً.


لمحة تاريخية

ويوجد في "كبانية أم هارون" نحو 32 منزلاً يقيم فيها فلسطينيون منذ عام 1948 على قطعة أرض تبلغ مساحتها سبعة آلاف متر مربع، أعطت عائلتان فلسطينيتيان احتكارها لليهود في أوخر القرن التاسع عشر، لمدة 99 عاماً، انتهت عام 1985.
لكن السلطات الأردنية، خلال حكمها القدس قبل عام 1967، صنفت تلك الأراضي على بند "حارس أملاك العدو"، وهو ما أسهم في نجاح المستوطنين في الحصول على قرار من المحكمة بأحقيتهم بها"، بحسب مدير الخرائط في جمعية الدراسات العربية، خليل التفكجي.
ويتيح القانون الإسرائيلي، للإسرائيليين استعادة الممتلكات التي وقعت في أيدي "الوصي الأردني لممتلكات العدو"، والتي تشمل منزل عائلة سالم. وأضاف التفكجي أن "اليهود كانوا يدفعون ضرائب مقابل تحكيرهم تلك الأراضي قبل عام 1948"، لكنه أشار إلى أن "الخلل كان في اعتبار السلطات الأردنية تلك الأراضي أملاكاً للعدو".

إدانة أردنية

وفي عمان، دانت وزارة الخارجية الأردنية "الممارسات الاستفزازية التصعيدية التي ينفذها المستوطنون في حي الشيخ جراح"، معتبرةً "أوامر الإخلاء والتهجير لأهالي الحي خرقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". وشدد الناطق باسم الخارجية الأردنية هيثم أبو الفول على أن "إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال في القدس ملزمةً وفق القانون الدولي بحماية حقوق الفلسطينيين في منازلهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الصراع الكبير

في المقابل، اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الصراع في الشيخ جراح "نزاع عقاري بسيط"، إلا أن مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي، قال، "لا يوجد أمامنا إلا الدفاع عن أهلنا في الحي لإحباط سياسة الفصل العنصري الإسرائيلية ضدهم"، مضيفاً أن الحكومة الإسرائيلية "أعطت الضوء الأخضر للمستوطنين للهجوم على الفلسطينيين".
ووصف الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، هجوم المستوطنين في حي الشيخ جراح بـ"الإرهاب اليهودي"، مضيفاً أنه "يعكس توجهاً سياسياً إسرائيلياً لتحدي الإدارة الأميركية، التي أعلنت رفضها تهجير السكان الفلسطينيين وكل الإجراءات أحادية الجانب التي تقوم بها إسرائيل. فالاتحاد الأوروبي طالب بوقف عنف المستوطنين والاستفزازات غير المسؤولة إضافة إلى الإجراءات التصعيدية".
ويعتبر الاتحاد الأوروبي عمليات الإخلاء "غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتعوق بشكل كبير آفاق السلام، وتؤجج التوترات على الأرض".

موقف "حماس"

من جهة أخرى، لم تهدد "حركة حماس" بشن هجمات على إسرائيل كما فعلت العام الماضي، إذ توجه الناطق باسمها، محمد حمادة، إلى إسرائيل بالقول إن التوتر في القدس "لن ينفجر إلا في وجهها".
وقال حمادة، إن "هجوم المستوطنين يعتبر عدواناً سافراً، ولعباً بالنار في القدس، التي تشتعل من أجلها كل فلسطين".
وتعارض الإدارة الأميركية خطط إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من حي الشيخ جراح. وقالت الخارجية الأميركية إنه "لا ينبغي طرد عائلات عاشت في بيوتها منذ أجيال".
وشددت الخارجية الأميركية على أن "الحفاظ على الوضع القائم في القدس أمر بالغ الأهمية"، مطالبةً إسرائيل بمعاملة سكان حي الشيخ جراح باحترام.

المزيد من الشرق الأوسط