Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شركة روسية تدفع علاوات للنساء كي يلبسن ثياباً قصيرة تُبرز أنوثتهن أثناء العمل

متحدث باسم الشركة: "70 % من أعضاء فريقنا هم رجال. وإن حملات من هذا النوع تساعدنا على التوقف قليلاً ونيل قسط من الراحة. هذه طريقة رائعة لتشجيع الفريق على التكاتف"

شركو روسية تدفع 100 روبل للموظفات اللواتي يرتدين تنورات لا يزيد طولها عن خمسة سنتيمترات من الركبة (رويترز)

واجهت شركة روسية انتقادات حادة جرّاء عرضها دفع مبالغ إضافية للنساء إذ وافقن على ارتداء تنورات أو فساتين أثناء العمل.

وأًفيد بأن قرار منح العلاوات جاء في إطار حملة أطلِق عليها "سباق الأنوثة الماراثوني" الذي تقيمه شركة تاتبروف، المتخصصة بصناعات الألومينيوم، حتى 30 يونيو (حزيران) الحالي.

وتنص شروط "السباق"، على منح 100 روبل للموظفات اللواتي يرتدين تنورات "لا يزيد طولها عن خمسة سنتيمترات من الركبة" إضافة إلى أجورهن العادية، علماً أن الشركة تؤكد أن المشروع هو عبارة عن محاولة للمساعدة على توطيد الأواصر بين طاقمها. ويتوجب على النساء أن يرسلن صورا شخصية وهن يرتدين تنورات بهذه المواصفات إلى الشركة كي يحصلن على العلاوات".

يُشار إلى أن الشركة بين كانت بين الموردين الذين تمت الاستعانة بمنتجاتهم في سياق الدورة الأولمبية الشتوية لعام 2014 في سوتشي، وبطولة كأس العام لكرة القدم عام 2018. ونقل الإعلام الروسي عن الشركة قولها إن  60 امرأة شاركن في "السباق"، وذلك في إطار رفضها الاتهامات بتحيزها ضد المرأة.

وقال متحدث باسم الشركة لإذاعة "غوفوريت موسكفا" أخيراً "أردنا أن نُدخل الفرح إلى أيام عملنا". وأضاف موضحاً " أن 70% من أعضاء فريقنا هم رجال. وإن حملات من هذا النوع تساعدنا على التوقف قليلاً ونيل قسط من الراحة.  هذه طريقة رائعة لتشجيع الفريق على التكاتف. فالكثير من النساء يلبسن تلقائيا البناطيل عند قدومهن للعمل، ولهذا نحن نأمل أن ترفع حملتنا درجة وعي سيداتنا، وتسمح لهن كي يشعرن بأنوثتهن وجاذبيتهن حين يخترن ارتداء تنورة أو فستان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد أثارت هذه المبادرة نقدا شديدا بين مستخدمي وسائط التواصل الاجتماعي الذين هاجموها لأنها في رايهم "معاملة رهيبة للنساء"، معتبرين أن أولئك "المولودين خلال عقد الخمسينات من القرن الماضي لازالوا أحياء يتمتعون بصحة جيدة في روسيا".

وفي هذه الأثناء، جاء في تغريدة لأحد مستخدمي تويتر "يبدو أن روسيا تخرج للتو من العصور المظلمة. عليكم أن تضحكوا". وكتب آخر يقول إن "تاتبروف تُجري مسابقة أنوثة لعاملاتها في روسيا، وغرضها في الواقع هو إتاحة الفرصة لمسؤوليها الكبار كي يحدقوا في الصور. إنها إساءة مقرفة للسلطة واستغلال النساء".

جدير بالذكر أن الشركة تستعد أيضا لتنظيم مناسبات مشابهة من النوع الذي يُبرز "الأنوثة" خلال شهر يونيو (حزيران) الحالي، مثل سباق في صناعة الفطائر. وإذ نظمت مسابقة لشدّ الحبل الأسبوع الماضي بين عمالها، فهي تخطّط لإجراء مباريات اخرى خاصة بالرجال.

ومن جانبها، قالت اناستاسيا كيريلوفا التي تعمل بقسم إدارة الثقافة والاتصالات الداخلية في الشركة، إن صاحب فكرة دفع العلاوات هو سيرجي راتشكوف الرئيس التنفيذي للشركة. وأشارت في مقابلة أجراها معها موقع "بزنز نيوز" الإخباري إلى "إنه قلق جدا من الخلط بين أدوار الجنسين". وأضافت أنه "يريد فعلا الحفاظ على الجوهر الأنثوي لكل عاملة من الشركة، كي لا تقص الفتيات شعورهن بطريقة ذكورية، ولا يتحولن إلى ارتداء البناطيل، وكي ينخرطن في العمل اليدوي، ويجسّدن كل دفئهن في تنشئة أطفالهن".

يمكن القول، إن روسيا ما زالت مجتمعا تقليديا تسوده أفكار راسخة تميّز ضد المرأة بسبب جنسها كما يتبنى ثقافة إلقاء اللوم على الضحية. وقدد عمد الرئيس فلاديمير بوتين منذ تسلمه مقاليد السلطة في ولايته الأولى، قبل حوالي عشرين سنة، إلى إطلاق النكات، مرتين على الأقل ، على الملأ، حول الاغتصاب. وتباهى ذات مرة، بقوله الشهير إن مومسات روسيا هن الأفضل في العالم، وهزأ من النساء بسبب الدورة الشهرية.

كذلك، فإن روسيا معروفة بتصرفها المثير جدا للقلق تجاه العنف الأسري، كما يدل القول الروسي التقليدي الشهير الذي يزعم أنه "إذا ضربكِ فهذا يعني أنه يحبكِ". وفي أعقاب تخفيف الحكومة عقوبة إيذاء الزوجة أو الطفل، من عقوبة إجرامية إلى مدنية، نشرت صحيفة "تابلويد كومسمولسكايا برافدا" مقالاً قالت فيه إن النساء يجب أن "يكنّ فخورات برضوضهن" المتأتية من أزواج عنيفين، فقد قيل إن بعض علماء النفس التطوريين يرون أنّ من المرجح أن النساء اللواتي يتعرضن للاعتداء سينجبن ذكورا".

وتعتبر روسيا الوحيدة بين البلدان الكبرى التي لم تضع أي قوانين تتعلق بالعنف الأسري. وقد تبنى البرلمان تعديلات تشريعية مثيرة للجدل في فبراير (شباط) 2017، تمنع تجريم الاعتداء الأول بين أفراد الأسرة، واعتُبِر ذلك انتكاسة خطيرة أدت إلى تقليص العقوبات ضد المعتدين كما عرضّت الضحايا إلى المزيد من الخطر.

ويعتبر العنف الأسري مشكلة عويصة في روسيا، إذ تشير دراسات رسمية إلى أن واحدة على الأقل بين كل 5 نساء في روسيا، تعرضت لعنف جسدي على يد زوجها أو شريكها.  وفي هذا الصدد، قال وزير الداخلية إن العنف الأسري يقتل حوالي 14 ألف امرأة سنويا، أي تقع جريمة قتل امرأة واحدة كل 40 دقيقة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات