Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقرير أممي يكشف تجسس الحوثيين لحسم سيطرتهم على اليمن

حجبت الميليشيات مواقع الحكومة الشرعية والأخبار والقنوات ووسائل الإعلام المحلية المناهضة لهم

قطاع الاتصالات اليمني بحسب التقرير الأممي يشكل مصدراً رئيساً لإيرادات ميليشيات الحوثي (اندبندنت عربية)

أكد تقرير لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن "أنه يحقق في ما إذا كان الحوثيون قد سيطروا على النطاق الوطني (ye) وما إذا كانوا يستخدمون نظام إدارة سعة النطاق في صنعاء بغرض التجسس". ملف الاتصالات اليمنية، الذي شكل جزءاً من تقرير الخبراء الذي نشر نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، كانت "اندبندنت عربية" نشرت فيها تحقيقين، الأول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2020، والأخير نهاية العام الماضي.

وتوصلت لجنة الخبراء في تقريرها الأخير إلى "أن قطاع الاتصالات اليمني يشكل مصدراً رئيساً لإيرادات ميليشيات الحوثي، وأداة خطرة لمراقبة اليمنيين وانتهاك حق الشعب في الخصوصية وحرية الحصول على المعلومة". وأشار التقرير إلى "أن هذا القطاع الحيوي لا يزال يشهد نمواً كبيراً على رغم الحرب، وتناول انتهاكات وابتزاز مارستها الميليشيات بحق شركات الاتصالات بفضل سيطرتها عليه".

وأوضح التقرير، "أن السيطرة على هذا النطاق غير القانوني لأدوات الاتصالات، يوفر للميليشيات القدرة على مراقبة المستخدمين، ومنع حركة الاتصالات والرقابة على المحتوى، وتنفيذ عمليات الإغلاق على الإنترنت، وحصر مواقع التواصل الاجتماعي، وخدمات المراسلة الشخصية، ومراقبة الاتصالات الخاصة للمعارضين، وحجب النطاق في جميع أنحاء البلاد".

إقرار "تيليمن" لفريق الخبراء  

وأقرت شركة "تيليمن" في رسالة وجهتها لفريق الخبراء بضلوعها في مراقبة المستخدمين لشبكة الإنترنت في اليمن متذرعة بنصوص قانونية تخول لها القيام بذلك. وقالت "تيليمن" في ردها بشأن إذا ما كانت الشركة تسمح للحوثيين بالتجسس على مستخدمي الإنترنت، "إن قوانين اليمن تقتضي من مقدمي خدمات الإنترنت في البلاد فرز محتويات تتعارض مع القانون والعقيدة"، مضيفة "أنها تستخدم هذا الفرز لحماية الأطفال من أي محتوى غير لائق".

وكان الحوثيون عملوا على حجب كل المواقع الحكومية التابعة للحكومة الشرعية والمواقع الإخبارية والقنوات وكل وسائل الإعلام المحلية المناهضة للحوثي.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عائدات الاتصالات 

وأضاف تقرير الخبراء الأمميين، "أن الحوثيين يصدرون التراخيص عمداً لفترات قصيرة لبث حالة عدم اليقين لدى الشركات"، وكشف عن تلقي الفريق الأممي معلومات من وزارة الاتصالات الخاضعة لسيطرة الحوثيين "أن مجموع الإيرادات من شركة سبأفون وشركة MTN بلغ نحو 22 مليون دولار".

وأشار التقرير إلى "أنه لا يزال يحقق في مدى سيطرة الحوثيين على شركات الاتصالات الرئيسة وهي MTN، و(سبأفون) و(تليمن) و(واي) للاتصالات". وذكر "أن 80 في المئة من مساهمي شركة سبأفون أقروا نقل مكتبها الرئيس إلى عدن في 2020".

قيادات السطو

وعن القيادات الحوثية التي تقود عملية نهب وسطو قطاع الاتصالات قال التقرير الأممي، "إن المدعو عبدالله مسفر الشاعر، أحد المقربين من زعيم الميليشيات، وشقيق أحد المطلوبين لتحالف دعم الشرعية في اليمن اضطلع بدور أساس في السيطرة على إدارة سبأفون".

وكانت الميليشيات أحكمت سيطرتها على شركات الاتصالات الخاصة والحكومية بطريقة أو بأخرى عن طريق الضرائب والرسوم الباهظة كما حدث مع شركة MTN مما اضطرها إلى مغادرة اليمن. 

شركات تعلن بيع حصتها

وأعلنت شركة MTN بيع حصتها لمستثمر عماني، غير أن المصادر الخاصة في قطاع الاتصالات اليمنية أكدت "أن المفاوضات استمرت بين شركة MTN وبين الشركة اليمنية القابضة، وهي شركة يرأسها قيادي حوثي يدعى صالح مسفر الشاعر، غير أنه في نهاية عام 2021 أعلنت MTN بيع حصتها السوقية لمستثمر عماني، وهي عملية من جانب أحادي من دون تدخل الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً".

ويرى مراقبون أن الحوثيين تواروا عن الأنظار في الواجهة لتستمر الشركة بعملها في كامل المناطق اليمنية، غير أنه في مطلع عام 2022 أعلنت وزارة الاتصالات الخاضعة لسيطرة الحوثيين دمج ثلاث شركات (سبأفون، واي، MTN)، وبإمكان المشترك الاشتراك بباقة لإحدى الشركات بحيث يتم الاكتفاء بخط واحد من أي شركة ويمكن الاتصال لأي شبكة من الشبكات الثلاث وكأنها واحدة، ومنذ إعلان هذه الباقات لم يتم أي شي بهذا الخصوص حتى هذه اللحظة.

وكانت "اندبندنت عربية" أجرت تحقيقين عن ملف الاتصالات اليمنية، الأول نشر في ديسمبر (كانون الأول) عام 2020 حول استخدام التجسس والاتصالات كأداة لاختطاف الناس وتعذيبهم استناداً إلى مئات البيانات وشهادات ضحايا مدنيين من كل فئات المجتمع داخل مناطق سيطرة الجماعة وخارجها. تواصلنا آنذاك مع شركات الاتصالات لكننا لم نتلق أي رد، وما إن خرجت شركة سبأفون إلى عدن جنوب البلاد اعترفت باستخدام الحوثيين الاتصالات للتجسس على اليمنيين. وأفادت الشركة لاحقاً على لسان الناطق الرسمي باسم الشركة عبدالله العواضي "أن الميليشيات عملت على تثبيت برمجيات تتبّع عبر الاتصالات تحدد مكان المستهدف بدقة عالية". وجاء التحقيق الثاني ليتناول الاستخدام العسكري للاتصالات، وكيف حولت جماعة الحوثي هذا القطاع إلى جهاز أمني يتتبع الخصوم، وسير المعارك، وحركة القوات المناوئة. وأكدت تحقيقاتنا التجسس على شخصيات عسكرية رفيعة في الحكومة الشرعية، من ضمنها الفريق صغير بن عزيز، الذي يشغل حالياً رئيس هيئة الأركان بالجيش اليمني ووزير الدفاع حاليا محمد علي المقدشي وقادة عسكريين آخرين.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير