Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاغتيالات في ميسان صورة للصراع بين الصدر والفصائل الشيعية

مخاوف من أن تشعل الأحداث الأخيرة بالمحافظة شرارة الصراع في العراق

دعا الكاظمي جميع القوى الأمنية والسياسية والاجتماعية إلى التحرك السريع وتحمل مسؤوليتها (أ ف ب)

تشهد محافظة ميسان منذ شهر سلسلة واسعة من عمليات الاغتيال استهدفت مدنيين وعناصر أمن وقضاة جذبت اهتمام وسائل الإعلام العراقية، إلا أنها لم تحظَ باهتمام سياسي واجتماعي عراقي إلا في الأيام الأخيرة بعد اغتيال قاضٍ في وسط مدينة العمارة مركز المحافظة.

وعلى الرغم من أن المشهد العام للاغتيالات يوحي بأنها تأتي كردود أفعال عشائرية فإن العديد من المنتمين أو المؤيدين للتيار الصدري أو "عصائب أهل الحق" وغيرهم من الفصائل الشيعية المسلحة سقطوا ضحية هذه الاغتيالات، لتتحول إلى جزء من الصراع بين الصدر والقوى الشيعية المسلحة الأخرى، وبالأخص "عصائب أهل الحق" أحد مكونات الإطار التنسيقي.

واغتال مسلحون مجهولون القاضي المختص بملف المخدرات أحمد فيصل والضابط في وزارة الداخلية حسام العلياوي في ميسان.

الكاظمي يوجه بأقصى العقوبات

وأجرى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي زيارة إلى ميسان بعد سلسلة الاغتيالات التي شهدتها المحافظة واجتمع بالقيادات الأمنية، مؤكداً متابعة وضع المحافظة مع القيادات الأمنية، واعتقال جميع المجرمين وتسليمهم إلى القضاء، وإنزال أشد العقوبات بهم.

وأضاف الكاظمي، أن "الحكومة اتخذت إجراءات سريعة لمعالجة التداعيات، ووجهنا بتشكيل قيادة عمليات ميسان"، داعياً إلى عدم استغلال الظروف وإشاعة الفوضى.

ودعا الكاظمي جميع القوى من دون استثناء سواء كانت الأمنية والسياسية والاجتماعية إلى التحرك السريع وتحمل مسؤوليتها، مشيراً إلى أن "الفوضى لا ترحم أحداً، والجميع سيدفع الثمن، فعلينا أن نعمل معاً، ونتعاون لنصل إلى النتائج المرجوة". 

تواصل مسلسل الاغتيالات

وبعد ساعات من انتهاء زيارة الكاظمي، استمرت عمليات الاغتيال في مدينة العمارة مركز المحافظة، حيث هاجمت مجموعة مسلحة مركبة القيادي البارز في التيار الصدري كرار أبو رغيف مما أسفر عن مقتله وزوجته.

كما قتل أحد المواطنين، الخميس، بالقرب من مركز شرطة ناحية "العزير" التابعة لمحافظة ميسان، ويوجد فيه قبر النبي اليهودي "عزير".

الصدر يعترف بالصراع

وفي خضم سلسلة الاغتيالات التي ازدادت بشكل كبير دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى التهدئة في محافظة ميسان، مؤكداً أن التصعيد في المحافظة هو تصعيد سياسي.

وقال الصدر في بيان له، إن "على الإخوة في التيار والعصائب التحلي بالهدوء وليجمعهم محمد الصدر إن لم يكن مقتدى مؤهلاً لذلك عند بعضهم".

وأضاف الصدر، أنه من الضروري ألا تفرقنا السياسة مع الذين لم نرض بالتحالف معهم، داعياً الطرفين إلى التصالح بعيداً عن القيادات لكونهم من مرجع واحد في إشارة إلى مؤسس التيار الصدري محمد محمد صادق الصدر الذي اغتيل في فبراير (شباط) 1999 بمدينة النجف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الخزعلي يحذر من مشروع الفتنة

فيما دعا الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي أهالي ميسان، للحذر مما وصفه بـ"مشروع الفتنة"، الذي يُراد إيقاعه بين أبناء الوطن الواحد والمذهب الواحد والمحافظة الواحدة.

وحذر من خطأ الاندفاع بتوجيه الاتهامات من "بعضنا إلى البعض الآخر".

يعكس الصراع

من جهته قال رئيس مركز العراق للدراسات الاستراتيجية، غازي فيصل، إن "ما يحصل في ميسان يعكس أحد أشكال الصراع بين الأطراف السياسية الذي تطور إلى عنف مسلح في المحافظة"، مرجحاً أن ما حصل يتعلق بالصراع على منصب المحافظ وغيرها من التفاصيل التي تتعلق بإدارة المحافظة.

ووصف فيصل الوضع بالعراق وميسان على وجه الخصوص بـ"الخطير وذلك من خلال تهريب المخدرات والنفط وتهديد للشركات الصينية من قبل تنظيمات مسلحة ولا يوجد ضبط للقانون والنظام لضبط الصراعات بالمجتمع ومنع تطورها"، مبيناً أن هناك أكثر من 20 مليون قطعة سلاح منفلت بيد العشائر من دون ضوابط، وبالتالي فإن هذا السلاح سيؤدي إلى ارتكاب الجرائم.

ولفت إلى أن هذه الكتائب المسلحة كان من المفترض أن تخضع للسيطرة من قبل قياداتها، إلا أنها بعد تحولها إلى سلاح منفلت باتت لا تحترم قرارات قياداتها ولا سلطة الدولة، وبالتالي إذا لم يتم السيطرة عليها ستعمل على إحداث الفوضى. 

وبين أنه عند قصف السفارة الأميركية ومنزل رئيس الوزراء والقواعد العراقية تصدر تصريحات من قيادات تعلن نفيها وإدانتها لمن يقوم بهذه الأعمال في وقت يبرز التساؤل من يصدر القرار باستهداف مؤسسات الدولة؟".

ويعيش العراق في فوضى على صعيد الفساد المالي والسلاح المنفلت وفوضى الكتائب المسلحة التي تعتبر نفسها فوق القانون والقرار العسكري، ولا يوجد انسجام ووحدة قرار بجميع هذه القضايا بحسب فيصل الذي أشار إلى أن ما يحدث في ميسان مؤشر خطير سيهز ثقة المواطنين بالأجهزة الأمنية.

تصفية حسابات

بدوره قال الكاتب والصحافي علي بيدر، إن ما حدث في ميسان تصفية حسابات شخصية بين الميليشيات، مشيراً إلى وجود حالة تمرد داخل الجماعات المسلحة أدى ولادة جماعات مسلحة جديدة.

وأضاف "أن ما يجري في ميسان هو تصفية خصومات شخصية بين الميليشيات ولا تتعلق بالصراع بين العصائب والتيار الصدري"، مشيراً إلى أن حدوث حالة من التمرد داخل الجماعات المسلحة هو أمر متوقع ومحتمل من خلال ولادة جماعات مسلحة جديدة مثلما حدث داخل التنظيمات الإرهابية ونشوء مسميات جديدة، وهذه الحالة تعتبر بديهية في عمل الجماعات المسلحة فلا يوجد ولاء مطلق عندما تتقاطع المصالح".

وأعرب البيدر عن مخاوفه من أن تخرج من ميسان الشرارة لإشعال الأوضاع في البلاد إذا لم تعالج المؤسسات المعنية لواقع المحافظة التي أصبحت أوضاعها شبيهة بالموصل قبل عام 2014 فكان وجود الدولة يعتبر شكلياً وكانت تفرض إرادة الحكومة على المواطن الفقير ولا يطبق على من يحمل السلاح".

وهناك توقعات بتأزم الأوضاع في البلاد وحدوث عمليات تصفية عندما تمسك هذه الجماعات بزمام الأمور بالمحافظة من جديد، بحسب بيدر، مشيراً إلى أن الأطراف السياسية تعرف من الجهات المسؤولة.

وشدد على ضرورة "إعادة النظر ببرامج الدولة فنحن نتحدث عن أزمة سياسية أمنية في ميسان وقد تستغل عصابات الجريمة المنظمة هذه الفوضى في تهريب السلاح والمخدرات والقيام بعمليات إجرامية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات