Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حشود روسية جديدة وواشنطن تتوقع "غزو أوكرانيا في أي وقت"

بايدن يدعو مواطنيه لمغادرة كييف فوراً وقاذفات أميركية تصل إلى بريطانيا والكرملين ينعي المحادثات

قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض اليوم الجمعة، إن لدى روسيا الآن قوات تكفي لشن عملية عسكرية ضخمة ضد أوكرانيا،  وإن هجوماً قد يبدأ في "أي يوم الآن".

وأضاف سوليفان، الذي كان يتحدث في إفادة في البيت الأبيض، أن على أي أميركي ما زال موجوداً في أوكرانيا مغادرتها في غضون ما بين 24 و 48 ساعة. وقال إن غزواً روسياً قد يبدأ بهجوم جوي يجعل المغادرة صعبة.

وقال سوليفان، إن المخابرات الأميركية تعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يأمر بغزو قبل نهاية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، وإن شن هجوم سريع على العاصمة الأوكرانية كييف أمر محتمل.

وأدلى سوليفان بهذه التصريحات بعد أن أجرى الرئيس جو بايدن مكالمة عبر الفيديو مع زعماء عبر الأطلسي من غرفة العمليات في البيت الأبيض، وسعى إلى تحقيق وحدة الحلفاء في مواجهة الوضع المتدهور.

وقال سوليفان إنه لا يزال من غير الواضح إذا ما كان بوتين قد أصدر أمراً قاطعاً ببدء الغزو. وقال إنه يتوقع أن يسعى بايدن إلى الاتصال هاتفياً ببوتين قريباً في شأن الأزمة.

صور من قمر صناعي

في الأثناء، أظهرت صور من قمر صناعي نشرتها شركة أميركية خاصة أعمال حشد عسكري روسي جديدة في مواقع عدة قريبة من أوكرانيا، ما يشير إلى استمرار موسكو في حشد قواتها وسط جهود دبلوماسية تهدف لتخفيف الأزمة.

تجري روسيا تدريبات عسكرية مشتركة في روسيا البيضاء وتدريبات بحرية في البحر الأسود في إطار زيادة النشاط العسكري قرب أوكرانيا، الذي أثار مخاوف من غزو وشيك. وتنفي روسيا تخطيطها لشن أي هجوم.

وقالت شركة "ماكسار تكنولوجيز"، التي مقرها الولايات المتحدة وترصد حشد القوات الروسية منذ أسابيع، إن الصور التي التقطت يومي الأربعاء والخميس أظهرت أعمال حشد كبيرة جديدة في مواقع عدة في شبه جزيرة القرم وغرب روسيا وروسيا البيضاء.

ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق على نحو مستقل من الصور.

وقالت إن قوات ومعدات جديدة وصلت قرب نوفوزرنوي في القرم، مشيرة أيضاً إلى حشد جديد قرب بلدة سالفن على الساحل الشمالي الغربي لشبه الجزيرة.

وأضافت في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني في وقت متأخر مساء الخميس، أن حشودا كبيرة من القوات والعتاد وصلت في الآونة الأخيرة إلى منطقة تدريب كورسك في غرب روسيا على بعد 110 كيلومترات تقريباً شرق الحدود الأوكرانية.

لا تفصح روسيا عن عدد القوات التي تنشرها وتقول إن لها الحق في تحريك قواتها في أنحاء أراضيها كما ترى. وهي تصر على أنها لا تشكل تهديداً لغيرها.

توقعات بلينكين

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم، 11 فبراير (شباط)، إن قوات روسية جديدة تواصل التدفق على الحدود الأوكرانية، وإن غزو أوكرانيا قد يبدأ في أي وقت بما في ذلك خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تجري حالياً في بكين.

ولفت بلينكن في مؤتمر صحافي في ملبورن، عقب اجتماع لمجموعة الحوار الأمني الرباعي التي تضم الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، إلى أن واشنطن تواصل خفض أعداد الموظفين في سفارتها في أوكرانيا، وأضاف أن الولايات المتحدة لا تزال ترصد مؤشرات "مقلقة جداً" لتصعيد روسي في أوكرانيا.

صراع كبير

وكان الرئيس الأميركي دعا، الخميس، المواطنين الأميركيين إلى مغادرة أوكرانيا على الفور، محذراً من صراع كبير محتمل مع موسكو.

وقال بايدن في مقابلة مع شبكة "أن بي سي"، "على المواطنين الأميركيين المغادرة الآن". وأضاف، "نتعامل مع أحد أكبر الجيوش في العالم"، في إشارة إلى الجيش الروسي، مشدداً على أنه "وضع مختلف جداً، والأمور يمكن أن تصبح جنونية بسرعة".

وكرر أنه لن يرسل قوات إلى الميدان في أوكرانيا، حتى لإجلاء الأميركيين في حال حصول غزو روسي للبلاد.

وقال، إن الأمر سيكون بمثابة "حرب عالمية عندما يبدأ الأميركيون والروس بإطلاق النار على بعضهم. نحن في عالم يختلف كثيراً عما كان عليه في السابق".

الكرملين ينعي المحادثات مع الأوروبيين

إلى ذلك، قال الكرملين الجمعة إن المناقشات التي جمعت روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا في برلين الخميس سعيا لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية، لم تفض إلى "أي نتيجة".

وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "شهدنا جميعنا على أن اجتماع المستشارين السياسيين بصيغة النورماندي لم يؤد إلى أي نتائج أمس (الخميس)".

وأشار خصوصا إلى "عدم قدرة" الدبلوماسيين على قراءة "النص نفسه بالطريقة نفسها"، أي اتفاق مينسك للسلام الموقع عام 2015 والهادف إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا الذي أودى بحياة أكثر من 13 ألف شخص منذ اندلاعه قبل ثماني سنوات، بحسب الأمم المتحدة.

وأضاف "للأسف، فإن الجانب الأوكراني يفعل كل ما في وسعه لعدم الوفاء بالتزاماته المحددة" في هذا الاتفاق.

وعقد ممثلو الدول الأربع الذين يجتمعون منذ العام 2014 في ما يسمى بصيغة محادثات النورماندي المكرّسة لعملية السلام في شرق أوكرانيا، محادثات في برلين استمرت تسع ساعات ونصف ساعة الخميس.

من جانبه، قال المفاوض الأوكراني أندريه ييرماك رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية خلال مؤتمر صحافي عقد ليل الخميس الجمعة "لم نتمكن من الاتفاق على وثيقة مشتركة".

لكنه أضاف "سنواصل العمل" مؤكدا أن "الجميع مصمم على الحصول على نتيجة"، مشيرا إلى أن "الجميع اليوم عبروا عن التزامهم التام وقف إطلاق النار بغض النظر عن الظروف".

وصول قاذفات أميركية إلى المملكة المتحدة

في الأثناء، وصلت قاذفات أميركية استراتيجية من طراز "بي-52" إلى المملكة المتحدة، الخميس، للمشاركة في مناورة "مخطط لها منذ فترة طويلة" مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي، بحسبما أعلن سلاح الجو الأميركي في بيان.

ووصلت القاذفات التي لم يُحَدد عددها، من قاعدة مينوت الأميركية في داكوتا الشمالية، وهبطت في قاعدة فيرفورد الجوية البريطانية على بعد 150 كيلومتراً غرب لندن، وفق ما ذكرت قيادة القوات الجوية الأميركية في أوروبا ومقرها ألمانيا.

وقال البيان، إن المناورة "المخطط لها منذ فترة طويلة" تهدف إلى "تحسين مستوى الاستعداد وقابلية التشغيل المشترك لمراقبة الحركة الجوية التي تنسق الضربات التي تُنفذ دعماً للقوات البرية". وأشار سلاح الجو الأميركي إلى أن "تناوب القاذفات يعزز التزام الولايات المتحدة تجاه الحلفاء في الناتو (...) للحفاظ على أمننا الجماعي وسيادتنا".

إلى ذلك، قالت البحرية الأميركية، الخميس، إن أربع مدمرات أميركية غادرت الولايات المتحدة الشهر الماضي، للمشاركة في تدريبات بحرية في منطقة الأسطول السادس التي تغطي البحر الأبيض المتوسط خصوصاً.

وأوضحت البحرية الأميركية في بيان أن "المدمرات (يو أس أس ذا سوليفان) و(يو أس أس غونزاليس) و(يو أس أس دونالد كوك) و(يو أس أس ميتشر) تبحر في مسرح العمليات الأوروبي"، لافتة إلى أن هذه المدمرات "ستشارك في سلسلة من الأنشطة البحرية مع الأسطول السادس وحلفائنا في الناتو". ولفت البيان إلى أن "عمليات الانتشار هذه ستوفر مرونة إضافية لقيادة الأسطول السادس".

اشتباك كلامي بين الولايات المتحدة والصين

ودعت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، الخميس، بكين إلى تشجيع روسيا "على فعل الشيء الصحيح" في ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، ما استدعى رد فعل حاداً من نظيرها الصيني الذي اتهم واشنطن بتأجيج التوتر.

وقالت السفيرة الأميركية ليندا توماس-غرينفيلد في مقابلة على شبكة "سي أن أن" الإخبارية، "نأمل في أن يؤدي الصينيون دوراً في تشجيع الروس على فعل الشيء الصحيح".

وقالت توماس-غرينفيلد "أعرب الصينيون عن اهتمام شديد في مجلس الأمن الدولي لحماية سلامة الحدود وسيادة الدول". وأضافت "هذا بالضبط ما يفعله الروس (...) إنهم يهددون سلامة الحدود، لذا فإن إيصال الصين لهذه الرسالة سيكون أمراً في غاية الأهمية".

وتحتل الصين والولايات المتحدة وروسيا ثلاثة مقاعد دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وسارع سفير الصين تشانغ جون، عبر "تويتر"، إلى الرد على تعليقات توماس-غرينفيلد، وكتب، "رسالتنا ثابتة وواضحة: حل أي خلافات من خلال الدبلوماسية".

وأضاف "توقفوا عن تصعيد التوتر" من دون أن يذكر أحداً على وجه الخصوص، مشيراً إلى أنه "يجب التعامل بجدية مع المخاوف الأمنية المشروعة لروسيا".

محادثات برلين لم تحقق أي انفراجة

قالت روسيا وأوكرانيا، إنهما أخفقتا في تحقيق أي انفراجة بعد يوم من المحادثات مع مسؤولين من فرنسا وألمانيا، بهدف إنهاء الصراع الانفصالي الدائر منذ ثماني سنوات في شرق أوكرانيا. ويشكل عدم تحقيق تقدم انتكاسة لجهود حل أزمة أوسع بشأن أوكرانيا.

وقال المبعوث الروسي دميتري كوزاك في بيان صحافي، في ساعة متأخرة من المساء بعد محادثات برلين الخميس، إنه لم يتسن التوفيق بين تفسيرات روسيا وأوكرانيا المختلفة لاتفاق عام 2015 الذي يستهدف إنهاء القتال بين الانفصاليين المؤيدين لروسيا وقوات الحكومة الأوكرانية. وأضاف، "لم نتمكن من التغلب على هذا".

وقال مبعوث أوكرانيا، أندري يرماك، إنه لم تتحقق انفراجة لكن الجانبين اتفقا على مواصلة المحادثات. وأضاف، "آمل أن نلتقي مرة أخرى قريباً ونواصل هذه المفاوضات. الجميع عامزون على الوصول إلى نتيجة".

ووقع ممثلون عن روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمنطقتين الانفصاليتين اتفاقاً من 13 نقطة في فبراير (شباط) 2015 في مينسك، أيده أيضاً زعماء فرنسا وألمانيا.

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أوكرانيا، الخميس، بمحاولة إعادة كتابة الاتفاق وانتقاء العناصر الأكثر فائدة لها فقط. وتقول أوكرانيا، إنها ملتزمة بالاتفاق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وترفض كييف تأكيدات روسيا أنها لا علاقة لها بالصراع، وتقول إن روسيا تنشر قوات داخل أوكرانيا تقاتل إلى جانب الانفصاليين.

وتنفي روسيا التخطيط لغزو أوكرانيا لكنها تقول، إنها تريد فرض "خطوط حمراء" لضمان عدم انضمام جارتها السوفياتية السابقة إلى حلف شمال الأطلسي وألا ينشر الحلف صواريخ أو ينشيء قواعد هناك.

مناورات روسيا وبيلاروس تفاقم مخاوف الغرب

وباشرت روسيا وبيلاروس مناورات عسكرية مشتركة، الخميس، أججت التوتر وزادت من أهمية تحقيق اختراق في الجهود الدبلوماسية التي يبذلها قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لمنع أي غزو لأوكرانيا. وباتت المناورات التي تستمر حتى 20 فبراير (شباط) آخر نقطة خلاف بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، التي نددت بها معتبرة إياها وسيلة "للضغط النفسي".

ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان المناورات بأنها مؤشر "عنف بالغ"، فيما استغلت وزيرة خارجية بريطانيا ليز تراس زيارتها إلى موسكو لتتهمها بالسعي إلى "تقويض سيادة أوكرانيا".

بدوره، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن انتشار القوات الروسية في بيلاروس في إطار المناورات يمثل، "لحظة خطرة" بالنسبة لأمن أوروبا.

ويحذر القادة الغربيون منذ أسابيع من أن روسيا تستعد للتصعيد في النزاع الانفصالي المستمر منذ ثمانية أعوام في شرق أوكرانيا بعدما حشدت نحو مئة ألف جندي في محيط الدولة السوفياتية السابقة.

ونبه المستشار الألماني أولاف شولتز، الخميس، إلى أن على روسيا ألا تقلل من أهمية "وحدة" الأوروبيين و"تضامنهم"، مع استمرار الجهود الدبلوماسية الكثيفة لاحتواء الأزمة الأوكرانية.

وقال شولتز إثر مشاورات أجراها مع قادة دول البلطيق الثلاث في برلين، "في هذا الوضع الدقيق بالنسبة إلينا جميعاً، على روسيا ألا تقلل من أهمية وحدتنا وتصميمنا بوصفنا شركاء داخل الاتحاد الأوروبي وبوصفنا حلفاء في حلف شمال الأطلسي"، مؤكداً أنه يتعامل "بجدية كبيرة" مع القلق الذي تبديه الدول الثلاث.

ولفتت واشنطن إلى أن روسيا أرسلت نحو 30 ألف جندي إلى بيلاروس، المجاورة لأوكرانيا أيضاً، للمشاركة في المناورات التي بدأت، الخميس.

وتحركت آليات تحمل أنظمة روسيا الدفاعية بطوابير عبر الحقول التي غطتها الثلوج عشية بدء المناورات المطلة على البحر الأسود وبحر آزوف المجاور. ونددت كييف بما اعتبرتها محاولة "غير مسبوقة" لمنع أوكرانيا من الوصول إلى كلا البحرين.

ولم تكشف موسكو ومينسك عدد الجنود المشاركين في التدريبات العسكرية في بيلاروس. وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن "التدريبات تجري بهدف الاستعداد لوقف وصد هجوم خارجي في إطار عملية دفاعية".

وفي محاولة "لتقليل فرص سوء التقدير" خلال التدريبات، أجرى رئيسا الأركان في الولايات المتحدة وبيلاروس محادثات هاتفية نادرة، بحسبما ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الخميس.

وفي رده على المخاوف الغربية، شدد الكرملين على أن الجنود الروس في بيلاروس سيعودون بعد انتهاء المناورات. لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رأى أن "حشد القوات عند الحدود يمثل وسيلة ضغط نفسي من قبل جيراننا".

في المقابل، باشرت أوكرانيا تدريبات عسكرية، لكن لم تصدر تصريحات كثيرة من المسؤولين العسكريين في كييف بشأنها خوفاً من رفع منسوب التوتر.

المزيد من دوليات