Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اختراق في محاربة سرطان البنكرياس عبر الجمع بين علاجين

يأمل الباحثون في أن تمكن هذه المقاربة من شفائه

عاشت الفئران التي أعطيت العلاج الجديد لمدة تزيد بـ40 في المئة عن تلك التي لم تعطه (غيتي)

أشاد علماء بريطانيون بالتقدم الكبير الذي تحقق في مجال محاربة سرطان البنكرياس عبر تطوير علاج يجمع بين نوعين من علاجات ذلك النوع من الأورام. ويستطيع العلاج الجديد تعزيز معدلات النجاة من سرطان البنكرياس بشكلٍ ملحوظ، بعد أن شهدت تلك المعدلات تحسناً بطيئاً خلال الخمسين عاماً الماضية.

وفي هذا السياق، عمد باحثون من "كلية بحوث السرطان" في لندن إلى مزج علاجين يُستخدمان أصلاً في المستشفيات [في علاج الورم الخبيث في البنكرياس] كجزءٍ من بحثهم، ثم اختبروا العلاج الجديد على الفئران.

وفي التفاصيل، أن العلاج المناعي immunotherapy  يشكل أحد المركّبين المذكورين آنفاً، ويعمل عبر تعزيز عمل الجهاز المناعي لمحاربة السرطان. ويشتغل العلاج المناعي عبر اعتراض سبيل أحد البروتينات التي تمنع النظام المناعي من التصدي للخلايا السرطانية. وقد حقّق هذا العلاج نجاحاً كبيراً في مواجهة بعض أنواع السرطان. وفي المقابل، تمتلك أورام سرطان البنكرياس غشاءً خارجياً سميكاً يقدر على صد العلاج المناعي.

ويتمثّل المركب الثاني للعلاج الجديد في "الموجات فوق الصوتية المركزة العالية الكثافة" HIFU التي توجّه نبضات من الموجات الصوتية باتجاه الورم. وتسهم الموجات في صنع فقاعات صغيرة داخل الخلايا. وتتقافز الفقاعات بقوة فتُحدث ثقوباً في الحاجز الواقي ما يسمح للدواء المناعي بالتغلغل والعمل بفاعلية.

وتمكنت فئران تعاني أوراماً في البنكرياس وأعطيت العلاج المختلط الجديد، من العيش لمدة أطول بـ25 في المئة بالمقارنة مع تلك التي خضعت للموجات فوق الصوتية وحدها، و35 في المئة أطول من التي مُنحت الدواء وحده. وكذلك لوحظ أن مدة بقائها على قيد الحياة كانت أطول بـ40 في المئة من تلك التي لم تخضع أبداً للعلاج.

وفي سياق متصل، ذكر الباحث الدكتور بيتروس موراتيديس أنه من شأن علاج كهذا أن يضيف بضعة أشهر إضافية إلى حياة البشر. بيد أنه في حالة الفئران التي مُنِحَت العلاج الجديد لمرة وحيدة، فيما يأمل الباحثون بأن يتمكن العلاج المزدوج من معالجة سرطان البنكرياس في حال إعطائه كدورة علاج تمتد على مدى زمني طويل.

وفي حال أظهرت التجارب على البشر نجاعها، يمكن للعلاج المزدوج الجديد أن يصبح مستخدماً بشكلٍ واسع في غضون خمسة أعوام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ذلك الصدد، يعبر الدكتور موراتيديس عن تفاؤله بأن يتمكن العلاج الجديد من إثبات فاعليته حيال سرطان البنكرياس حينما يكون في مرحلة متقدمة، وهو أمر أساسي لأن غالبية حالات سرطان البنكرياس لا تخضع للتشخيص إلا بعد أن يكون انتشر في أنحاء الجسم.

وفي هذا الإطار، غالباً ما يصعب رصد سرطان البنكرياس في وقتٍ مبكر لأن هذا العضو يقع في عمق الجسم، وبذلك لا يمكن رؤية الأورام أو الشعور بها. ولا يُظهر المرض عادةً أي عوارض إلى أن يكبر الورم ويتمدد إلى أعضاء أخرى.

وفي غضون ذلك، شرح الدكتور كريس ماكدونالد، رئيس البحث في "مركز سرطان البنكرياس" في المملكة المتحدة بأننا "نحتاج إلى إجراء مزيد من الأبحاث، لكن قدرة هذا المزيج العلاجي مشجّعة، وتسلط الضوء على أهمية اختبار مقاربات جديدة ومبتكرة". وأضاف، "نحن بأمس الحاجة إلى خيارات علاج إضافية إذا أردنا إحداث تغيير إيجابي في مسار نجاة المرضى المستقبليين وأحبائهم".

يُشار إلى أن سرطان البنكرياس يحتل المرتبة السادسة في أنواع السرطان الأكثر انتشاراً ضمن المملكة المتحدة، وخامس أكثر أنواع السرطانات فتكاً، إذ يتسبب في حوالى 9400 وفاة سنوياً. ويموت أكثر من نصف عدد الأشخاص المصابين بسرطان البنكرياس والبالغ عددهم 10500 شخص خلال ثلاثة أشهر من التشخيص، فيما يعيش شخص من أصل أربعة مدة سنة أو أكثر.

© The Independent

المزيد من صحة