Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تذبذب أسعار النفط وسط استمرار ضغوط الإمدادات

"برنت" يتجاوز 91 دولاراً وخيارات عالمية لرفع مستوى الإنتاج

تذبذب أسعار النفط رغم تراجع المخزون الأميركي ( رويترز)

في جلسة متقلبة بين الصعود والهبوط، شهدت أسعار النفط تذبذباً طفيفاً لترتفع قرب أعلى مستوى لها منذ العام 2014 بعد يومين متتاليين من التراجع، وسط استمرار ضغوط الإمدادات.  وكانت أسعار الخام ارتفعت في بداية التعاملات بدعم رئيس من بيانات معهد النفط الأميركي التي أظهرت تراجعاً كبيراً في مخزونات النفط والوقود في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، ثم هبطت تحت ضغط مخاوف من زيادة محتملة في الإمدادات من إيران، ثم حولت اتجاهها نحو الارتفاع مرة أخرى.  وبحلول الساعة 15:05 بتوقيت غرينتش، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم أبريل (نيسان) 2022 بنحو 0.55 في المئة إلى 91.28 دولار للبرميل. وزادت أسعار العقود الآجلة لخام "غرب تكساس" الوسيط تسليم مارس (آذار) بنسبة 0.4 في المئة إلى 89.69 دولار للبرميل، بعد انخفاضها 3.2 في المئة خلال يومين. وهبط الخامان القياسيان بنسبة اثنين في المئة أمس الثلاثاء للجلسة الثانية على التوالي، إذ استأنفت واشنطن المحادثات غير المباشرة مع إيران لإحياء الاتفاق النووي.

الاتفاق النووي الإيراني  

لا تزال الأسعار تحت الضغط وسط احتمالات رفع العقوبات الاقتصادية عن صادرات النفط الإيرانية في ظل التقدم الملحوظ في المحادثات النووية مع إيران. وبدأت القوى العظمى الجولة التاسعة من المفاوضات النووية مع طهران الثلاثاء، إلى جانب محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة في شأن استئناف الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في مايو (أيار) 2018.ويمكن في حال التوصل إلى صفقة لإحياء الاتفاق النووي أن ترفع العقوبات الأميركية على النفط الإيراني، وأن تضيف الإمدادات بسرعة إلى السوق، على الرغم من أن عدداً من القضايا الحيوية لا تزال بحاجة إلى تسوية.وتسمح عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي بإعادة ضخ النفط الإيراني للأسواق العالمية، لمستويات ما قبل الانسحاب الأميركي وفرض العقوبات، البالغة 2.2 مليون برميل يومياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعتبر إيران في الأوضاع الطبيعية تعتبر ثالث أكبر منتج للنفط الخام في منظمة "أوبك"، بمتوسط إنتاج يومي 3.85 ملايين برميل يومياً، بعد كل من السعودية والعراق. وتفيد شركة البيانات والتحليلات "كبلر" بأن متوسط ​​صادرات النفط الإيرانية حالياً في حدود ما بين 600 ألف و700 ألف برميل يومياً، ويبدو أن إيران كانت تنقل النفط إلى مكان استعداداً لاستئناف صادراتها في نهاية المطاف وتشير "كبلر" إلى أن مخزونات إيران العائمة قفزت من حوالى 63 مليون برميل في أوائل ديسمبر (كانون الأول) إلى 87 مليون برميل في فبراير (شباط). من ناحية أخرى، يبلغ مخزون إيران البري حالياً 49 مليون برميل، وذلك مقابل مستوى مرتفع عند 66 مليون برميل أواخر مايو 2021.

تحركات أميركية  

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أمس الثلاثاء إن كل الخيارات مطروحة للرد على ارتفاع أسعار النفط بما في ذلك التحدث إلى الحلفاء من الدول المنتجة والمستهلكة للنفط، وذلك رداً على سؤالها هل يمكن التفكير في عمليات منسقة للإفراج عن مخزونات من النفط في المستقبل.وأضافت ساكي للصحافيين "مع الدول المنتجة للنفط نتحدث عن زيادات مقترحة في الإنتاج مع الدول المستهلكة للنفط، ونتحدث عن ضخ من الاحتياطات الاستراتيجية".

وكانت الولايات المتحدة أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) عن خطط للإفراج عن 50 مليون برميل من النفط الخام من احتياط النفط الإستراتيجي الأميركي للمساعدة في تهدئة أسعار النفط، لكن الأسعار أقل بقليل من أعلى مستوياتها خلال سبع سنوات. وأفرجت واشنطن عن 13.4 مليون برميل من الاحتياط الاستراتيجي للخام، وذلك ضمن خطة إدارة جو بايدن لاحتواء أزمة ارتفاع الأسعار، وبذلك وصلت كمية النفط التي تم سحبها من الاحتياطات الاستراتيجية للخام الأميركي إلى مستوى قريب من 40 مليون برميل. وقال البيت الأبيض الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة تعمل مع الدول المنتجة للنفط لضمان زيادة العرض وتلبية الطلب، لا سيما مع قفزة الأسعار.

خيار على الطاولة 

وفي السياق ذاته، قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض غاريد بيرنشتاين إن الإفراج عن مزيد من احتياطات النفط هو "خيار يمكن وضعه على الطاولة بحسب الحاجة" للمساعدة في كبح أسعار الوقود.لكن وبحسب "بلومبيرغ"، فإن هذا التكتيك لم يكن له تأثير يذكر حتى الآن، إذ ارتفع وقود المحركات إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من سبع سنوات.

المخزونات الأميركية 

وأظهرت بيانات معهد البترول الأميركي أن مخزونات الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة تراجعت الأسبوع الماضي. وأفاد المعهد، وهو أكبر وأقوى "لوبي نفطي" في البلاد، عبر تقريره الأسبوعي، بأن المخزونات الأميركية من النفط الخام انخفضت بمقدار مليوني برميل خلال الأسبوع المنتهي في الرابع من فبراير الحالي.

كما هبطت مخزونات البنزين 1.1 مليون برميل، ومخزونات نواتج التقطير 2.2 مليون برميل في الأسبوع الماضي. ويعد انخفاض مخزونات الخام الأمريكية لأدنى مستوى في ثلاث سنوات، علامة إيجابية على تحسن مستويات الطلب والسحب في أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المقرر إعلان البيانات الرسمية الخاصة بالمخزونات التجارية ومستويات الإنتاج من قبل إدارة معلومات الطاقة الأميركية فى وقت لاحق اليوم الأربعاء، فيما تشير التوقعات إلى ارتفاع مخزونات النفط بحوالى 100 ألف برميل.

الأخطار السياسية 

وعلى جانب آخر بدا أن الأخطار السياسية تراجعت اليوم الأربعاء وفقاً لعدد من المحللين. وقال محلل السلع الأولية لدى "كومرتس بنك" كارستين فريتش، إن "المخاوف بشأن تصعيد جديد في الصراع الروسي - الأوكراني تراجعت بعض الشيء في ما يبدو بعد الجهود الدبلوماسية الأخيرة، مما يحد من أثر الأخطار على سعر النفط"، بحسب وكالة "رويترز".

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الثلاثاء إنه يعتقد أن هناك خطوات يمكن اتخاذها لتخفيف تصعيد الأزمة بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودعوته جميع الأطراف إلى الهدوء.

مستوى 100 دولار  

في غضون ذلك، تتزايد رهانات المستثمرين على الصعود فوق 100 دولار و125 دولاراً وحتى 150 دولاراً للبرميل، إذ لا يزال هناك مجال لبناء المراكز طويلة الأجل في سوق النفط، بحسب وكالة "بلومبيرغ". وقال محللو السوق الأسبوع الماضي إن أسعار النفط الخام التي ارتفعت بالفعل بنحو 20 في المئة حتى الآن هذا العام، من المرجح أن تتجاوز 100 دولار للبرميل بسبب الطلب العالمي القوي. وقالت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأميركية إنه يعكس وجهة النظر الصعودية، إذ رفع مديرو الأموال صافي عقودهم الآجلة للخام الأميركي وخياراتهم في الأسبوع المنتهي في الأول من فبراير الحالي بواقع 6616 عقداً إلى أكثر من 303 آلاف عقد.

 بناء المخزونات 

وقد تحظى أسعار النفط بدفعة جديدة بسبب احتمال إعادة ملء الصين مخزوناتها، وزيادة المستثمرين الماليين لحيازاتهم طويلة الأجل، بحسب ما أكدته مجموعة "فيتول" التي تعتبر أكبر متداول مستقل للنفط في العالم، التي أضافت أنه من المحتمل أن تتخذ الصين قراراً بتعزيز مخزوناتها عقب عطلة رأس السنة القمرية، كما ستعزز مصافي النفط الهندية مشترياتها لتلبية أهداف الإنتاج السنوية. فيما يواصل تحالف "أوبك" الكفاح من أجل زيادة الإنتاج بواقع 400 ألف برميل يومياً، ولكن بوتيرة أقل كثيراً من تعافي الطلب بسبب صعوبات الإنتاج، ويرجع ذلك جزئياً إلى الانقطاعات في ليبيا، علاوة على استمرار الأخطار الجيوسياسية والطقس السيئ في الولايات المتحدة، وهو ما يزيد توقعات عودة الأسعار لمرحلة المكاسب القوية.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز