ما زال مصير الطفل المختطف فواز قطيفان مجهولاً حتى اللحظة، ومأساته تتوالى فصولاً، وجديدها تهديد الخاطفين ببتر أصابع فواز ما لم تتأمن الفدية بأسرع وقت، والفدية التي طلبها الخاطفون هي 500 مليون ليرة سورية (نحو 145 ألف دولار)، وحددوا مهلة لتسلمها، الأربعاء، التاسع من فبراير (شباط)، وإلا نفذوا وعيدهم.
وتحبس قرية "أبطع" في محافظة درعا، جنوب سوريا، والواقعة قرب الحدود الأردنية أنفاسها، بخاصة مع اقتراب موعد دفع الفدية، وإنهاء مأساة فواز المختطف منذ الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وقد انتشرت القوى الأمنية في القرية.
جهد عائلي واكتمال الفدية
في الأثناء، أفيد بأن عائلة الطفل المختطف تمكنت من تأمين المبلغ المطلوب، وبعد تواصل "اندبندنت عربية" مع الفنان السوري، عبد الحكيم قطيفان، أوضح أن من المتوقع توفير المبلغ، وأن عائلة قطيفان قامت بجمع الفدية بجهد عائلي، ونوّه قطيفان بالتعاطف الذي لاقته العائلة من قبل السوريين، والاستعداد للمساعدة، وقال، "لكن لا بد من التأكيد أننا لم نعلن عن أي أرقام للاتصال أو حسابات بنكية، على الإطلاق، لأن ذلك الأمر يخصنا فقط ضمن دائرتنا كعائلة".
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أسرة الطفل تنتظر من الخاطفين التواصل معها لتسلم الفدية، وذكر عم الطفل في تصريحات سابقة عن بيع العائلة ممتلكاتها وتأمين قسم من قيمة الفدية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان الخاطفون قاموا بتصوير فيديو ظهر فيه الطفل فواز وهو يصرخ ويتعرض للضرب.
التعذيب وسيلة لترهيب الأهل
في غضون ذلك، انتشر "هاشتاغ" (أنقذوا الطفل فواز قطيفان) كالنار في الهشيم، نجح خلاله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل رأي عام واسع لدعم فواز، فضلاً عن خلق تضامن واسع مع قضيته من قبل نجوم ومشاهير سوريين وعرب.
حملات التضامن
ولم يقتصر تعاطف المجتمع المحلي فقط على حملات التضامن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحسب، بل سعت شخصيات ومؤسسات أهلية إلى تقديم مبادرات للتخفيف من وطأة معاناة أهل الطفل المختطف، ومن هذه المبادرات ما قام به الناشط في العمل الخيري، عصام حبّال، الذي تحدث عن مبادرته، وقال، "لا تعتمد المبادرة على جمع التبرعات وتقديمها للجناة، بل العمل على جمعها من المساهمين، وممن يرغبون بالعثور على فواز لتقديم مكافآت، وجوائز للأشخاص الذين يمكنهم المساعدة في جمع أي معلومات قد تقود إلى الإفراج عن الطفل فواز في نهاية المطاف".
الإجراءات القانونية
ولفت الناشط الحبال إلى أن المساعي مستمرة لاستكمال الإجراءات القانونية لمبادرته، خصوصاً بعد نيلها ترحيباً واسعاً من نشطاء وشخصيات أهلية واجتماعية مهتمة بإنقاذ الطفل المخطوف.
وظهر فواز بالعقد الأول من عمره، وهو الطفل الوحيد بالعائلة، ولديه أربع شقيقات، يتعرض للضرب عبر مقطع مصور بث على مواقع التواصل الاجتماعي، يستنجد، طالباً من خاطفيه التوقف عن ضربه، في محاولة من العصابة الخاطفة للضغط على ذويه لإرغامهم على دفع فدية مالية كبيرة، بعد اختطافه في طريقه للمدرسة صباحاً.