Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العراق يبحث عن حلول لمكافحة التصحر وأزمة المياه

الكاظمي افتتح أعمال المؤتمر الإقليمي (36) للشرق الأدنى وشمال أفريقيا بالتعاون مع منظمة "فاو"

الكاظمي خلال حضوره أعمال المؤتمر الإقليمي (36) للشرق الأدنى وشمال أفريقيا بالتعاون مع منظمة "فاو" (المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي)

افتتح رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، الاثنين السابع من فبراير (شباط) أعمال المؤتمر الإقليمي (36) للشرق الأدنى وشمال أفريقيا في العاصمة العراقية بغداد، وذكر المكتب الإعلامي للكاظمي في بيان أن "المؤتمر أقيم بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة فاو".

أزمة المياه

وأكد الكاظمي العمل على وضع استراتيجيات لمكافحة التصحر وإيجاد الحلول لأزمة المياه، وأشار إلى أن هناك مشكلات على مستوى المشاريع المقامة في منابع دجلة والفرات، وقال خلال حضوره أعمال المؤتمر، "أرحّب بكم في العراق، متمنياً النجاح لهذا المؤتمر في تحقيق غاياته وأهدافه، وأن يكون منطلقاً للمزيد من التعاون والشراكة في مجالات الأغذية والزراعة، وبما يحقق أهداف منظمة "فاو" في خدمة المجتمعات"، مبيناً أن "المؤتمر يعزز دور بغداد كعاصمة للسلام، وعاصمة للقاء، وعاصمة للتعاون والشراكة، بين دول المنطقة والعالم".

وأوضح الكاظمي أن "المؤتمر يحمل عنوان (التعافي ومعاودة التشغيل)، الذي يبحث في تطوير نظم غذائية وزراعية قادرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ولا بدّ من العمل على تشخيص التحديات واستراتيجيات الحلول، للوصول إلى نتائج مرجوة، استناداً إلى الإمكانات المتاحة، والاستفادة من التجارب الإنسانية الرائدة في هذا المجال".

وتابع رئيس الحكومة، "العالم اليوم، يواجه تحديات الجفاف والتصحّر والتغيّر المناخي، وهذا النوع من التحديات مضاعف في العراق، بسبب غياب التحديث في منظومات الزراعة الحديثة والري لسنوات طويلة سابقة، بسبب الحروب العبثية، وبسبب الفساد وسوء الإدارة"، مؤكداً "العمل على تحويل هذه التحديات إلى فرص إبداع، وكذلك العمل على وضع استراتيجيات مكافحة التصحر، وإيجاد الحلول لأزمة المياه". وأشار إلى أن "المسؤوليات الملقاة على عاتق الأجيال الحالية كبيرة، فالأزمة تطاول الجميع بلا استثناء، وعلينا العمل بروح جماعية، وأن نترفع عن مصالحنا الضيقة وحساباتنا الخاصة، ونتمسك بروح التعاون والشراكة والانطلاق إلى التكامل، لتحقيق أمن مائي وغذائي شامل، سيقود بالضرورة إلى تطوير نمط حياة مجتمعاتنا، وتحقيق الازدهار والتنمية المستدامة"، ولفت إلى أن "المنطقة تعيش في ظروف معقدة، وتحديات كبيرة، وهناك تأثير للخلافات السياسية في نهضة هذه المنطقة التي تمتلك كل مقومات النهوض"، مشدداً على أن "الحل يبدأ من تحييد مشاريع التنمية المستدامة، خصوصاً على مستوى الأمن الغذائي والمائي للشعوب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع الكاظمي، "يجب أن نتحلى بروح فريق العمل الواحد، لأننا أبناء هذه الأرض، وباقون فيها، والتعاون والشراكة هما الخيار الطبيعي لنؤمن مستقبل أجيالنا المقبلة"، وذكر أن "لغة الحوار والتفكير المشترك وتجنب الحلول الذاتية التي لا تراعي مصالح الجوار، هي الحجر الأساس للتعاون والشراكة، فلا يمكن لمجتمع أن ينمو على حساب مجتمع آخر، والتجربة الإنسانيّة تقودنا إلى هذه الخلاصة، وإلى هذه النتيجة"، مشيراً إلى "مساعي العراق في تحقيق التكامل مع الجيران"، وأكد أن "العراق لديه مشكلات على مستوى المشاريع المقامة في منابع دجلة والفرات، ويجب اعتماد مبدأ المصالح المشتركة والحوار لحلها بشكل يضمن مصالح الجميع".

قنوات الري في العراق

بدورها، كشفت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي "فاو" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا كورين فلايشر عن مساهمات المنظمة في العراق، وأشارت إلى العمل مع الحكومة للمساعدة في تخفيف مستويات الفقر، وقالت خلال كلمتها في المؤتمر الإقليمي للشرق الأدنى إن "المنظمة أنشأت 550 كيلومتراً من قنوات الري في العراق وتم تنظيف مجرى الأنهر لمسافة 750 كيلومتراً، وأنشأنا كذلك ألف مخيم للتدفئة"، وأضافت، "أما في مصر فقد دعمنا الزراعة بـ 20 في المئة من الأراضي ما ساهم بزيادة الإنتاج بنسبة 35 في المئة". وأكدت أن "برنامج الأغذية والزراعة يوفر أسباباً لزيادة إنتاج المزارعين وتوفير الغذاء، ونخطط للمستقبل وعلينا أن نرتقي بعملنا مع الحكومات ومن بينها العراقية للمساعدة على الخروج من الفقر". وتابعت، "تجربتنا في العراق ناجحة دعماً لمساعي الحكومة في توفير الغذاء لجميع السكان وندعم مساعدة المناطق الريفية".

دور إيجابي باستضافة المؤتمرات الإقليمية

من جهته، قال الباحث الاقتصادي بسام رعد "إن انعقاد المؤتمر بادرة خير وانفتاح واضح للعراق للعب دور إيجابي باستضافة المؤتمرات الإقليمية وبمشاركة دول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا "، مضيفاً، "بما أن العراق يعتبر من أكثر دول الشرق الأدنى تأثراً بالتغير المناخي ونقص المياه، إذ صنف مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP26) المنعقد في غلاسكو عام 2021 العراق من ضمن خامس أكبر دولة بالعالم سوف تتضرر بالجفاف، فالمطلوب استغلال هذه الفرصة الطيبة لطرح مشكلات البلد في مجال المياه والجفاف على هذه المؤسسات والعمل لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الزراعة المستدامة بالتعاون مع الشركاء والمنظمات الإقليمية والاستفادة من التجارب العالمية بهذا المجال، فلا شيء أهم من حل مشكلة نقص المياه والغذاء بالنسبة لبلد مثل العراق ."

نجاح دبلوماسية الحكومة

في غضون ذلك، اعتبر الباحث السياسي صالح لفتة أن "أي زيارة أو حضور أو مؤتمر يعقد في العراق، خصوصاً العاصمة بغداد، التي كانت لفترات طويلة غير آمنة، يحمل دلالات كثيرة أهمها تعافي العراق أمنياً وسياسياً ونجاح دبلوماسية الحكومة لإرجاع العراق إلى سابق عهده، وأخذ دوره في المنظمات الدولية، وإدراك كل الدول والمنظمات أهمية العراق ومدى مساهمته في توفير الغذاء". وتابع "المؤتمر الذي يحضره أكثر من 30 دولة تناقش ملفات يعاني منها العراق وتمثل تهديداً وجودياً لشعبه، منها الأمن الغذائي وملفات المياه والحصص مع دول الجوار، وبالتأكيد سيستفيد العراق من هذا الحضور لمعالجة هذه القضايا".

وأكد لفتة أن "العراق بلد زراعي ولا تنقصه الأراضي الصالحة للزراعة لكن الإهمال ونقص الخبرات بسبب الانقطاع عن العالم الخارجي والجفاف أثرت بشكل كبير في القطاع الزراعي، وعلينا الاستفادة من الخبرات التي نستضيفها، مدة يومين، وطلب مساعدة الحضور إضافة إلى المنظمة الدولية للأغذية والزراعة لحل مشكلات المياه مع دول الجوار وحصص العراق المائية والتي بدأت دول المنبع لنهري دجلة والفرات بتقليلها".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي