Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العيد في نابلس... زيارات عائلية وحلويات ومفرقعات نارية

 يبدأ اليوم بزيارة القبور والصلاة وأكل الفسيخ

ترقب أمام شاشة التلفاز أو قرب المذياع، أو حتى على النوافذ علّ المؤذن يعلن انتهاء شهر رمضان وبدء طقوس العيد، هكذا يبدو المشهد عشية عيد الفطر السعيد في فلسطين، وحال سماع "الله أكبر الله أكبر" التي تكون بنغمة تختلف عن تلك التي في الأذان، تسمع أصوات المفرقعات والأطفال في أنحاء المنطقة. اليوم الأخير في رمضان يختلف عن كل الشهر، ولكنه يتشابه في معظم المنازل، فعلى مائدة الإفطار ترى المقبلات كالحمص والفلافل وغيرها، أكثر من الأطباق والوجبات الرئيسة المعتمدة على الرز واللحم، وقبل ذلك يبدأ تنظيف المنازل ومسح الغبار وغسل الشبابيك، وهذه المهمة منوطة بالفتيات والنساء بشكل أساسي، مع بعض المساعدة من الرجال.

الفسيخ حاضر على الفطور

كجزء من العادات المتبعة صباح عيد الفطر، يأكل أهل مدينة نابلس سمك الفسيخ المجفف المملح، لموازنة الملح مع السكر نظراً إلى كثرة الحلويات التي سيتناولونها خلال العيد، إضافة إلى اعتباره وسيلة لتعويض نقص الأملاح في الجسم. ويقول صلاح وهو أحد ساكني البلدة القديمة إن السبب الرئيس وراء جعل الفسيخ طبقاً لوجبة الفطور في العيد، هو تجنب إتعاب المعدة بعد صيام شهر كامل، وعن طريقة إعداده يوضح صاحب أحد محال بيع السمك، إن هذا الأمر يختلف من نوع سمك إلى آخر، فالبوري مثلاً يوضع في الماء والملح ويجفف لمدة عام، ومن ثم يباع في الأسواق عشية العيد.

معمول التمر مع القهوة

إذا كنت تعيش في حي صغير أو قرية منازلها متقاربة كالبلد القديمة في نابلس مثلاً، فستشم رائحة خبز كعك العيد الشهي، فأكثر الحلويات المفضلة في الفطر هي المعمول بأشكاله المختلفة، المصنوع غالباً من السميد والمحشو بالتمر "العجوة"، أو يكون مليئاً بالجوز أو اللوز، ومغموراً بالسكر الأبيض المطحون، مع فنجان القهوة العربية، كما أن بعض العائلات تفضل إضافة البقلاوة والحلويات الجاهزة المشكلة الأخرى، والتمور والشوكولا الفاخرة إلى مائدة العيد.

زيارة المقابر

في آخر أيام شهر رمضان وحتى صباح اليوم الأول من العيد تبقى محال الحلاقة مزدحمة بالرجال والأطفال، كل ينتظر دوره، ولا تكاد تغلق المحال أبوابها حتى يتوجهون لأداء صلاة العيد التي عادة ما تكون في أماكن مفتوحة كساحة مدرسة أو حديقة عامة، ومن ثم تزور بعض العائلات المقابر، فعمار مثلاً اعتاد في كل عيد قراءة الفاتحة لجده وجدته في المقبرة، ولكن هذا الطقس كما أخبرتنا إحدى المسنات أقل بكثير عما كان قبلاً، ففي طفولتها كانت تذهب وأقرانها للمقبرة لتأكل الحلويات كالنواشف والحلوى البيروتية، التي يوزعها أهل الميت عن روحه عند زيارتهم لقبره.

العيديات للنساء والأطفال

الرجال هم من يزورون النساء أيام العيد، وبحسب العادات والتقاليد السائدة فإن رجال العائلة يجتمعون لزيارة قريباتهم في المنطقة التي يعيشون فيها أو في مدن وقرى أخرى، ولأن العدد يكون كبيراً فتكون الزيارة لوقت قصير يتناولون فيه قطعة من الحلويات وفنجاناً من القهوة، ومن ثم ينطلقون للزيارة التالية، ولكن هناك عائلات لا تلتزم بهذه العادات وتقيم لأفرادها لقاءً يتبادلون فيه الحلويات والعيديات والهدايا للأطفال.

العيد للأطفال بسبب الوضع الاقتصادي

"العيد للأطفال فقط" يقول أحد الشبان، فهو يعمل في محل للعصائر صباح العيد ليوفر قوت يومه، في حين يعتبر آخر أن العيد يسبب له إرهاقاً مادياً لكثرة الأشخاص الذين يزورهم ويعايدهم نقوداً، بخاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها الناس، فيحتار الناس ما بين العادات الاجتماعية والوضع الاقتصادي ما يدفع بعضهم لأخذ الدين من شخص آخر مع وعد مؤجل بالتسديد، أو العزوف عن الذهاب لتجنب الإحراج.

محال الألعاب والمتنزهات مزدحمة

في فترة العيد يتوجه الأطفال إلى المتنزهات للعب وشراء البوظة أو العصير، ومنهم من يذهب إلى مركز ألعاب الفيديو ويمضي فيه جزءاً كبيراً من يومه، في حين يشتري بعض الذكور من الأطفال المفرقعات النارية ومسدسات الخرز أو المياه البلاستيكية، أما الفتيات فيتجهن أكثر لألعاب باربي وتلك المتعلقة بالمطبخ والمنزل ودور الأم، وأخذ صور تذكارية مع صديقاتهن في استوديوات التصوير، عدا عن المنتظرين دورهم لركوب الفرس أو التقاط صورة مع طائر الببغاء مقابل مبلغ بسيط من المال، أو أصحاب القلوب القوية كما يسمون أنفسهم في انتظار أن يسمح لهم مدرب أفعى ضخمة بحملها والتقاط صورة لهم يرفعونها على مواقع التواصل الاجتماعي، يتباهون بها أمام أصحابهم.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات