Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخرطوم... دماء تسيل في ساحة الاعتصام

خلافات بين مكونات قوى الحرية والتغيير ربما جرّأت المجلس العسكري على اتخاذ تلك الخطوة

سوداني يرفع شارة النصر مقابل الإطارات المحترقة على الطريق 60 القريبة من مقر قيادة الجيش في الخرطوم (أ. ب.)

أقدم المجلس العسكري الانتقالي في السودان على فضّ الاعتصام من حول مقر القيادة العامة للقوات المسلحة بالقوة، ما أدى إلى سقوط قتلى تجاوز عددهم الـ13 شخصاً، ومئات الجرحى والمصابين، حال بعضهم حرجة للغاية، وفق حصيلة أولية نشرتها لجنة الأطباء المركزية المنضوية ضمن "تجمع المهنيين السودانيين" و"قوى الحرية والتغيير". وتعود تفاصيل التصعيد المتبادل بين "المجلس العسكري الانتقالي" و"قوى الحرية والتغيير" في أعقاب وصول المفاوضات إلى طريق مسدود بين الطرفين، وتعليق التفاوض بعيد إعلان "قوى الحرية" إضراباً عاماً والعصيان المدني لمدة يومين في السودان، محققةً نجاحاً جزئياً.
وارتفعت نسبة التوتر في أعقاب تصريحات أدلى بها نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وهدد فيها الموظفين والعمال بالفصل من العمل في حال تنفيذهم الإضراب، رافضاً في الوقت ذاته التفاوض مع "قوى إعلان الحرية والتغيير" منفردين، بسبب وجود قوى سياسية سودانية أخرى على حد تعبيره.

 
موجات استقطاب
 
ودخلت الساحة السياسية السودانية في موجة من الاستقطاب والاستقطاب المضاد، إذ تباينت الرؤى بين مكونات "قوى الحرية والتغيير" حول جدوى إعلان الإضراب العام والعصيان المدني وتوقيته. ودبت خلافات عميقة بين "حزب الأمة القومي"، أكبر الأحزاب السودانية، والحزب الشيوعي السوداني. ووصلت تلك الخلافات إلى أجهزة الإعلام المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي، ما قد يكون دفع المجلس العسكري إلى فض الاعتصام، في خطوة من شأنها قلب كل المعادلات في البلاد، بعدما كان المجلس العسكري الانتقالي يحظى بالقبول لدى معظم القوى السياسية السودانية.
 
مواقف حزبية
 
وتعليقاً على الأحداث التي جرت اليوم الاثنين، أصدرت "قوى إعلان الحرية والتغيير" (أكبر تجمع للقوى السياسية السودانية المعارضة) بياناً حمّلت فيه المسؤولية كاملة للمجلس العسكري، معلنةً عن وقف الاتصالات السياسية مع "المجلس العسكري"، معتبرةً أنه "لم يعد أهلاً للتفاوض مع الشعب السوداني". كما أعلنت "قوى الحرية" الإضراب العام والعصيان المدني المفتوح ابتداء من 3 يونيو (حزيران) الحالي.
وأصدر "حزب الأمة القومي" بياناً أعلن فيه أن "فض الاعتصام بالقوة واستخدام الرصاص الحي في مواجهة المعتصمين العزل يعتبر عملاً متهوراً يتحمل المجلس العسكري كامل المسؤولية عنه. وأن المجلس العسكري من خلال خطوة فض الاعتصام بالقوة يكون وقف عملياً مع الثورة المضادة. ويدعو حزب الأمة القومي إلى مواصلة النضال السلمي والنزول إلى الشوارع في كل المدن السودانية وإقامة الاعتصامات". كما أصدر "الحزب الاتحادي الديمقراطي" وأحزاب ومجموعات مسلحة ومنظمات من المجتمع المدني، بيانات شددت على الدعوة إلى وقف العنف والتصعيد ودعوة القوات المسلحة السودانية إلى التمسك بخيارها المعلن وهو الانحياز إلى الشعب السوداني ومطالبه العادلة.

ملاحقة مسلحين

في المقابل، أكد المجلس العسكري السوداني أن قواته لم تفض الاعتصام، وإنما "لاحقت مجموعة مسلحة". وأضاف أن القوات الحكومية لاحقت مسلّحين فروا من منطقة كولومبيا المحاذية لمنطقة الاعتصام، مشيراً إلى أن "كولومبيا باتت منطقة سائبة، وكان لا بد من تنظيفها".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي