Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منح إسرائيل صفة مراقب يوتر أجواء قمة الاتحاد الأفريقي

المنظمة علقت النقاش لتجنب تصويت قد يحدث شرخاً غير مسبوق في التكتل الذي يضم 55 عضواً

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أثناء كلمته بالقمة الخامسة والثلاثين للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا  (أ ف ب)

علّق الاتحاد الأفريقي جلسة نقاش كانت مقررة، الأحد، السادس من فبراير (شباط)، لبحث سحب صفة المراقب من إسرائيل، لتجنّب تصويت قد يحدث شرخاً غير مسبوق في التكتل الذي يضم 55 عضواً، وفق ما قال دبلوماسيون لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأوضح أحد الدبلوماسيين، "تم تعليق مسألة إسرائيل في الوقت الحالي وسيتم بدلاً من ذلك تشكيل لجنة لدراسة القضية". ويتيح تأجيل الجلسة تفادي عملية تصويت على القرار الذي اتخذه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي في يوليو (تموز) كان يُمكن أن يتسبب برأي عدد من المحللين في "انقسام غير مسبوق في تاريخ الاتحاد الأفريقي الذي يحتفل بالذكرى العشرين لتأسيسه هذا العام".

احتجاجات شديدة

وأثار قرار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بشأن إسرائيل احتجاجات شديدة من قبل كثير من الدول الأعضاء الـ 55، بينها جنوب أفريقيا والجزائر التي ذكرت بأنه يتعارض مع تصريحات المنظمة الداعمة للأراضي الفلسطينية.

ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الاتحاد الأفريقي، السبت، خلال قمته السنوية، إلى سحب صفة المراقب من إسرائيل، وقال، "ندعو إلى سحب صفة إسرائيل كمراقب لدى الاتحاد الأفريقي والاعتراض عليها"، واصفاً منحها لها بأنه "مكافأة غير مستحقة" للانتهاكات التي ترتكبها تل أبيب في حق الفلسطينيين، وتابع، مستنداً إلى تقرير لمنظمة العفو الدولية نُشر هذا الأسبوع، "لا ينبغي إطلاقاً مكافأة تل أبيب على انتهاكاتها ونظام الفصل العنصري الذي تفرضه على الشعب الفلسطيني".

ودافع موسى فقي في خطاب افتتاح القمة عن خياره، داعياً إلى "نقاش هادئ"، وأكد أن التزام الاتحاد الأفريقي "البحث عن استقلال" الفلسطينيين "ثابت ولا يمكن إلا أن يتعزز"، غير أنه شدد في المقابل على أن منح إسرائيل صفة المراقب ربما يكون "أداة في خدمة السلام".

إسرائيل وصفة المراقب

ويرصد مراقبون ضغوطاً سياسية مورست على الاتحاد الأفريقي على الرغم من استقلالية المنظمة، وكانت إسرائيل استطاعت الانضمام رسمياً إليها بصفة عضو مراقب في يوليو 2021، ورأى متخصصون حينها أن "الخطوة الإسرائيلية جاءت بسبب الدعم الأميركي، والعلاقات التي نجحت تل أبيب في تدشينها مع دول أفريقية بسبب الإمكانات الاقتصادية والتكنولوجية التي تتمتع بها".

وضمن مخاطبته القمة الأفريقية، قال اشتية إن "شعوب القارة الأفريقية تعرف جيداً الدمار واللاإنسانية الناجمين عن الاستعمار والأنظمة ذات الصلة بالتمييز العنصري المؤسسي"، مشيراً إلى تقرير منظمة العفو الدولية الذي نُشر أخيراً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال معتصم عبد القادر الحسن، مدير المركز الأفريقي للاستشارات إن "مجرد مناقشة الخطوة يُعتبر مكسباً كبيراً لإسرائيل لما تُحدثه من اختراق في الصفوف"، وأضاف أن "تل أبيب نجحت في خلق علاقات مع عدد من الدول الأفريقية عبر مساعدات قدمتها في مجالات الزراعة والصناعة والتكنولوجيا وتشييد السدود وتحلية المياه. وبعد ما يزيد على أربعة عقود من القطيعة، تمتلك إسرائيل الآن علاقات دبلوماسية رسمية مع 40 دولة أفريقية"، وأشار إلى أن "اختراقها البيت الأفريقي يأتي ضمن حسابات مدروسة، وبدعم غربي ودولي"، وتابع، "على الرغم مما تؤول إليه نتيجة الخلاف الحالي في منحها صفة المراقب في الاتحاد الأفريقي أو حرمانها منه، لا يؤثر ذلك في السياسات العنصرية التي تنتهجها، وهو ما يجعل دول أفريقية معترضة على منحها الصفة على الرغم من احتفاظها بعلاقات رسمية معها".

وعن الدور الأفريقي الداعم للقضية الفلسطينية، أكد الحسن أنها "لا تزال محورية للدول الأفريقية وتحظى بالتأييد، خصوصاً في ظل الانتهاكات المستمرة من الكيان الإسرائيلي".

التمثيل الإعلامي لأفريقيا

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في خطابه بالقمة الأفريقية، إن "أفريقيا بحاجة إلى وسائل إعلام قارية مشتركة بحيث يمكن سماع صوت وحدة القارة"، مضيفاً أن "التمثيل الإعلامي لأفريقيا على المسرح الدولي مهم ويجب معالجته بشكل عاجل". وتأتي كلمة آبي أحمد بشأن الإعلام الأفريقي كرد فعل لغياب الأخير، وكإشارة إلى ما عانته أديس أبابا إبان أزمة "تيغراي" من الإعلام الغربي والدولي.

غياب الدور الأفريقي

وفي غياب الدور الأفريقي تجاه مشكلات القارة، أظهرت الأزمة الإثيوبية، العام الماضي، فشل المنظمة في لعب دور رئيس تجاهها، وعلى الرغم من الجهود التي بذلها ممثل الاتحاد الأفريقي أولوسيغون أوباسانغو، فإن الغياب الإعلامي في متابعة ومعالجة القضايا الأفريقية يشكل فراغاً ظلت تملأه جهات تستفيد في خدمة مصالحها، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء الإثيوبي.

وعن الدور الفاعل للمنظمة كداعمة للقارة الأفريقية التي تشكل ثاني أكبر القارات في العالم ويتجاوز سكانها مليار نسمة، كانت المطالبة أيضاً بتمثيلها في الهيئات الدولية المهمة، كإشارة إلى الدور المقصود الذي تلعبه الدول الكبرى في تسييرها قضايا العالم وتحكمها في مصير الدول وسط غياب دور مواز للدول والكيانات الأفريقية، تحديداً الاتحاد الأفريقي.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير